دمشق، سبوتنيك. وشدد القادري على إتاحة الفرص أمام الاستثمار الأجنبي في مجالات البناء وإعادة الإعمار، فيما أوضح أن ذلك ينبغي أن يستند إلى اعتبارين أساسيين هما مدى انتفاع البلاد به وحجم تأثيره على العمال.
حرب عالمية
إن الروس أصدقاء وحلفاء جاءوا إلى سوريا وساعدوها على مواجهة حرب عالمية، ونكن لهم كل الاحترام والتقدير، والتضحيات التي قدمت من الجانب الروسي هي موضع تقدير جميع السوريين، وقد زرنا روسيا والتقينا مع اتحاد النقابات الحرة، وهو أكبر منظمة عمالية في روسيا، ووجهنا أكثر من دعوة للأصدقاء الروس، ولكن لم يلبوا الدعوة، حتى الآن.
وأضاف "نلتقي مع الجانب الروسي في المحافل الدولية، ومواقفنا متطابقة دائما، وندعم بعضنا البعض في المنظمات الدولية، لكننا نأمل في علاقات أعمق".
وحول موقف الاتحاد من مسألة التشاركية، خاصة بعد استثمار عدد من المنشآت من جانب مستثمرين أجانب، قال القادري:
موقفنا من أية قضية ينطلق من اعتبارين أساسيين، الأول اعتبار وطني وحجم المنفعة التي ستعود على البلاد من هذا القرار، والثاني هو مدى تأثيره على العمال.
وتابع رئيس اتحاد نقابات العمال في سوريا، موضحاً أن بلاده بدأت مسيرة التعافي من حرب دامت سنوات، استهدفت اقتصادها ومقدراتها، لافتاً إلى أن هناك حاجة كبيرة حاليا لدعم مادي وتقني وبشري، بالتوازي مع بنية تشريعية وقانونية، بغية تحقيق التعافي.
اتحاد العمال
يذكر أن اتحاد العمال السوريين تأسس، عام 1938، للحفاظ على حقوق العمال من مهنيين وحرفيين، وهو عضو في اتحاد العمال العرب واتحاد العمال الدولي.
وتابع القادري قائلاً "حاليا لا توجد سوى شركة الأسمدة مستثمرة من قبل الأصدقاء الروس، ولدينا 1800 عامل في معمل الأسمدة"، لافتاً إلى أن استثمار أي مرفق يجب أن يعطي قيمة مضافة.
وأضاف "الأصدقاء الروس أخذوا قسما من معمل الفوسفات، كما أخذ الأصدقاء الإيرانيون قسما آخر، ولا يوجد في القسمين أي عامل سوري".
وحول الملفات التي يعمل عليها الاتحاد العام لنقابات عمال سوريا ومدى الاستعداد للمرحلة القادمة لجهة إعادة تأهيل العامل السوري، لإشراكه في عملية إعادة الإعمار، قال القادري:
إنها ملفات عمالية بالدرجة الأولى، وهي كثيرة ومتشعبة خاصة أن هناك الكثير من القضايا العمالية التي تستوجب المتابعة، منها ما هو مزمن منذ سنوات طويلة، ومنها قضايا عمالية نشأت على وقع الحرب، وكل الملفات العمالية نتابعها.
إعادة الإعمار
وتابع "هناك خطط نضعها لتأمين العمالة النوعية اللازمة لإعادة الإعمار، خاصة المهن المتعلقة بالبناء، وتأهيل العمالة الفنية اللازمة لذلك، وهناك توصيات بتفعيل التعليم المهني والفني في الوزارات المختصة من التعليم العالي، والأشغال لرفد سوق العمل بالعمالة اللازمة لإعادة البناء".
وفي السياق ذاته، عرض رئيس اتحاد نقابات عمال سوريا، صورا لاختلالات يعانيها سوق العمل في البلاد، قائلاً "قبل الأزمة كان العرض أكثر من الطلب فكانت هناك بطالة، لكن اليوم الوضع هو بالعكس تماما، فالطلب أكبر من العرض، مع وجود بطالة في بعض القطاعات، وبعض شرائح العاملين بنسب قليلة، إلا أن السمة الغالبة اليوم على الاقتصاد السوري هو وجود نقص في العمالة بكل التخصصات، بسبب النزوح السكاني الكبير على وقع الحرب، سواء كان نزوحا داخليا أو خارجيا".
عمليات النزوح
وجود الإرهابيين في مناطق سيطروا عليها مؤقتا دفعت أعداداً كبيرة من العمال إلى النزوح، علاوة على انخراط جزء كبير من الشباب في الخدمة بالجيش السوري لمحاربة الإرهاب، أسهم بشكل كبير في الاختلالات التي يعانيها سوق العمل.
وتعاني سوريا، منذ مارس/آذار 2011، من نزاع مسلح تقوم خلاله القوات الحكومية بمواجهة جماعات مسلحة تنتمي لتنظيمات مسلحة مختلفة، أبرزها تطرفا تنظيما "داعش" و"جبهة النصرة" (المحظوران في روسيا وعدد كبير من الدول)، واللذان تصنفهما الأمم المتّحدة ضمن قائمة الحركات الإرهابية.