في محاولة لتصعيد الأزمة أم خطة لتخفيفها... دوافع أمريكا في صفقة الأسلحة بقيمة 8.1 مليار

أقر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بيع أسلحة بثمانية مليارات دولار للسعودية والإمارات والأردن، قائلا إن هناك حالة طوارئ وطنية بسبب التوتر مع إيران.
Sputnik

وكان وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو قد أصدر تعليمات إلى وزارة الخارجية للموافقة على هذه الصفقة، وأضاف أن تلك المبيعات ستدعم حلفاء الولايات المتحدة، وتعزز الأمن والأستقرار في الشرق الأوسط، وتساعد هذه الدول على ردع إيران والدفاع عن نفسها.

وحول الحاجة لهذه الأسلحة لهذه الدول، في الوقت الذي يسود التوتر بين إيران والولايات المتحدة، ويطلق كلا الطرفين بتصريحات عن الحرب دون أن يقوم أي منهما بأي خطوة تصعيدية أكبر، يقول المحلل السياسي السعودي سعد بن عمر في حديثه مع "سبوتنيك": هذه الصفقة قديمة وليس من يوم أمس أو قبله حتى نتحدث عن دورها وعلاقتها في الأزمة الإيرانية الأمريكية الحالية، وهذه الأسلحلة كانت قد طلبت من فترة من قبل السعودية بالتحديد، وموافقة الرئيس الأمريكي لها تحصيل حاصل سواء وافق أم لا.

ويتابع بن عمر: المملكة العربية السعودية ستحصل على مصدر حمايتها من أي جهة كانت، سواء من الولايات المتحدة أو روسيا أو بريطانيا، وهي تملك قرار سيادي بشراء الأسحلة، كما أن المنطقة هنا تشهد توترات غير مسبوقة، لذلك هذه الصفقة كانت مقررة قبل الأزمة الأخيرة بفترة طويلة، وأي صفقة تمر بعدة قنوات حتى تصل إلى الرئيس الأمريكي وتحتاج إلى فترة من الزمن.

بومبيو: صفقة سلاح بأكثر من ثمانية مليارات دولار للسعودية والإمارات والأردن لردع العدوان الإيراني

ويعتقد أستاذ العلوم السياسية عبد الخالق عبد الله من الإمارات الشيء ذاته في حواره مع "سبوتنيك"، ويقول: هذه الصفقة كانت سابقة للتوتر الراهن بين الولايات المتحدة وإيران، وتعطلت لفترة طويلة بسبب أحداث عديدة ليست لها علاقة بالتصاعد الأخير للأحداث، والآن وجد  الرئيس الأمريكي القانون الذي يسمح له بيع هذه الأسلحة لدول الخليج، وقد تزامنت هذه الصفقة مع تصاعد حدة التوتر، والاقتراب من مواجهة عسكرية بين إيران والولايات المتحدة.

وعن اذا ما كانت الولايات المتحدة تستخدم المتحدة إيران كذريعة لبيع أسلحتها لدول المنطقة وتحقيق مكاسب اقتصادية، يرى المحلل السياسي السعودي: دول المنطقة في سباق قبل هذه الأزمة، وصحيح أن الأزمة الحالية تصب في هذا الجانب، لكن المملكة العربية السعودية قبل هذا العام وقبل فترة طويلة تبحث عن مصادر لحماية أمنها الإقليمي، وكل يوم تبدو هذه الحاجة أكثر منها في الأمس، لذلك يجب على المملكة العربية السعودية أن تدعم قدرتها الدفاعية بكل الوسائل، إن توترت العلاقات مع إيران أم لا.

ويضيف: وإذا نظرنا إلى التوازنات العسكرية في المنطقة، نجد أن المملكة ليست السباقة، لكنها تمشي في توازن مستمر مع دول المنطقة الأخرى، كإيران وإسرائيل وتركيا وغيرها، ولا أعتقد أن شراء السعودية للأسلحة يصب في مجال استخدام الولايات المتحدة كذريعة، بل إيران هي التي تدفع السعودية لشراء مزيد من الأسلحة، ويمكن ملاحظة أن الأسلحة ليست فقط من الولايات المتحدة، ولكن السعودية تشتري أسلحة من روسيا وفرنسا وبولندا وغيرها من الدول.

ويحمل الدكتور عبد الخالق إيران مسؤولية هذا التسلح، ويتابع: دول الخليج لا تحتاج ذريعة لشراء أسلحة، فهي تعيش في منطقة خطرة ومنطقة مضطربة وشديدة الخطورة، وتعيش بجانب جار هو إيران يزداد خطورة يوما بعد يوم، لذلك دول الخليج لا تحتاج لخلق أعداء، لأنها تعيش بجانب جار صعب، وبالتالي فهي بحاجة إلى أسلحة لكي تدافع عن مكتسباتها وعن أمنها، وأن تكون مستعدة لأي طارئ، خاصة أنها دول غنية نفطيا وهي صغيرة بإمكاناتها السكانية، وهي تستطيع أن تشتري كل أنواع الأسلحة ولديها فائض من المال، لذلك فهي لا تحتاج لأمريكا أو أي طرف آخر لكي تؤجج لديها هذه المخاوف.

وعن استعداد هذه الدول التي اشترت أسلحة للدخول في حرب مع إيران، لا يرى بن عمر إمكانية لنشوب الحرب أصلا في المدى المنظور، ويقول: إيران والولايات المتحدة لن يقوما بحرب في الوقت الحالي، ما لم يمر على الأقل سنتين على الحصار الاقتصادي أو المقاطعة، والولايات المتحدة ليست مستعجلة للقيام بحرب مع إيران، وإيران قد تبقى سنتين أو ثلاث تحت هذه الحصار ومن بعد ذلك من الممكن أن يكون هناك حرب.

ويكمل: والسعودية لن تدخل في حرب مع إيران، وهي تملك وسائلها في الدفاع عن نفسها، وهي ليست مطية للولايات المتحدة، وأعتقد أن بعد سنتين من هذه المقاطعة لن تقوى إيران على القيام بحرب ضد أي كان.

وبدوره الدكتور عبد الخالق من الإمارات يرى أن دول الخليج ترغب بالسلم ولن تدخل أي حرب، ويحمل إيران السبب في التوتر الحالي في المنطقة، ويضيف: أكثر دول العالم حاجة إلى الاستقرار هي دول الخليج، وهي أكثر دول العالم بعدم الرغبة بالحرب، وهي أكثر الدول رغبة في التعايش السلمي مع الجار الإيراني، وبالتالي لا يستطيع أحد أن يقول لنا تفاوضوا مع إيران، لأنها هي التي تطلق تهديداتها ليلا ونهارا، وهي التي تعيث بأمن المنطقة وترسل قواتها وميليشياتها للعبث بأمن المنطقة، وهي التي ينبغي لها أن تجد طريقة للتصالح مع دول الخليج وليس العكس، والمواجهة الحالية ليست بين إيران ودول الخليج، إنما هي مع الولايات المتحدة ولا دخل لدول الخليج بها.     

مناقشة