فخر الصناعة السوفيتية... تطور إنتاج الطائرات (صور)

بدأ تطوير الطيران المدني في بداية القرن العشرين، عندما نجحت روسيا بالتعاون مع ألمانيا وإنجلترا وفرنسا في صنع السفن الهوائية والطائرات.
Sputnik

لم يحظ الطيران المدني في الإمبراطورية الروسية بالوقت الكافي للتطور بسبب الحروب، لذلك فإن تاريخ النقل الجوي الروسي يبدأ بشكل أساسي خلال الحقبة السوفيتية.

بداية تاريخ الطيران المدني السوفيتي

إقلاع طائرة ركاب روسية حديثة من مطار جوكوفسك بأول طلعة اختبارية لها
يضع مرسوم "الحركة الجوية"، تاريخ 17 كانون الثاني/ يناير من عام 1921، بداية الطيران المدني في الاتحاد السوفييتي، إذ حدد هذا المرسوم قواعد الطيران للطائرات السوفيتية والأجنبية فوق أراضي الجمهوريات السوفيتية ومياهها الإقليمية.

وتم اعتماد أول خط طيران من موسكو إلى مدينة نيجني نوفغورود، بطول 420 كم في عام 1923. فقد تم تشكيل جمعية الخدمات الجوية الروسية الألمانية في تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 1921. وبدأ الخط الدولي بالعمل، يوم 1 أيار/ مايو من عام 1922، الذي ربط بين موسكو وكينيغسبيرغ (كالينينغراد الروسية حاليا). وتم تمديد الخط في عام 1926 إلى برلين.

وتم تأسيس أول شركة نقل جوي في جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفيتية، يوم 17 آذار/ مارس من عام 1923، أطلق عليها اسم "دوبروليوت". وفي العام ذاته، أطلقت أوكرانيا شركة مماثلة "أوكفوزدوخبوت" وفي منطقة القوقاز تأسست شركة "زاكافيا". وتم في كانون الأول/ ديسمبر من عام 1929، دمج تلك الشركات في جمعية "دوبروليوت السوفيتية" الموحدة.

وبدأ الاتحاد السوفييتي باستخدم طائرات "أك-1" و"أو-2" و"كا-5" في الرحلات الداخلية.

وفي عام 1926، بدأت الرحلات الجوية من الاتحاد السوفييتي إلى جمهورية منغوليا الشعبية. وفي عام 1927، تم افتتاح خطوط "لينيغراد-برلين" و"طشقند-كابول".

وتم يوم 25 شباط/فبراير، إجراء تغييرات في جمعية الخدمات الجوية لتعرف لاحقا باسم "أيروفلوت". 

صناعة الطيران المدني في الاتحاد السوفييتي

بالصور "أساطير السماء السبع"... أشهر 7 طائرات حربية روسية مخضرمة
كان هناك القليل من الرحلات الجوية على الخطوط السوفيتية في منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي، وعلاوة على ذلك كان الاتحاد السوفييتي يستخدم الطائرات القديمة من طراز "كا-5" و"أ إن تي-9" و"بي-5"، المتخلفة عن نظيراتها العالمية من جميع النواحي.

وطور الاتحاد السوفييتي في الفترة ما بين 1931-1933، طائرات "ستال-2" و"ستال-3"، لكنها سرعان ما أصبحت قديمة، وتم إيقاف إنتاجها بسبب نقص الفولاذ المقاوم للصدأ، المستخدم في صنعها آنذاك.

وكان بعض التأثير على تحسين أسطول الطائرات السوفيتية يعود إلى شراء ترخيص بناء النموذج الأولي لطائرة "دوغلاس دي سي-3".

وبحلول عام 1940، كان الاتحاد السوفييتي يملك 150 مطارا كبيرا. وتم تزويد أسطول الطيران المدني بطائرات "بي إس-35". وكان هناك شبكة كبيرة من الخطوط المحلية في جميع أنحاء البلاد.

ومن المثير للدهشة، أن الطيران المدني بدأت بالتطور خلال فترة الحرب. وبحلول نهاية عام 1943، عندما بدأ الطيران السوفييتي بالتفوق في الجو وبدأت صناعة الطيران تعمل بكامل طاقتها وتلبي احتياجات الجبهة من الطائرات الحربية، تم اتخاذ قرار البدء بإنتاج طائرات النقل والركاب.

طائرة "إيل-12"

بدأ مكتب التصميم "إيليوشين" في عام 1944 بالعمل على طائرة النقل والركاب "إيل-12" ذات المحركين. وسرعان ما بدأ الإنتاج التسلسلي لهذه الطائرة. وبدأت شركات الطيران المدنية السوفيتية باستخدام "إيل-12" منذ عام 1947، وبعد ذلك تعديلاتها "إيل-14". وكانت هاتين الطائرتين ممتازتين لذلك الوقت وتميزتا باقتصاديتهما والطيران الآمن.

طائرة الركاب السوفييتية "إيل-12"

طائرة "تو-104"

ظهرت لدى الغرب في عام 1949 طائرة الركاب "كوميتا"، المزودة بـ4 محركات نفاثة و60 مقعدا، وتابعة لشركة "دي هافيلاند" البريطانية. وبدأ الغرب باستخدام "كوميتا" في بداية الخمسينيات من القرن الماضي. وتشكل بذلك خطر تخلف الأسطول المدني السوفييتي. وقام الاتحاد السوفييتي بحل مشلكة بناء أول طائرة ركاب نفاثة من خلال إعادة بناء قاذفة "تو-16" من تصميم مكتب توبوليف.

وعلى الرغم من الصعوبات في تحويل القاذفة إلى طائرة ركاب إلى أن مكتب توبوليف نجح في تصميم طائرة "تو-104"، التي تتسع لـ100 راكب. وكانت طائرة "تو-104" تشكل أساس خلال فترة طويلة اعتبارا من عام 1956. فقد كانت سرعتها تفوق 800 كم/الساعة. وبلغ مدى رحلتها 3100 كم. وكانت طائرة "تو-104" إنجاز كبير في صناعة الطائرات المحلية، فقد مهدت الطريق للاستخدام الواسع لطائرات الركاب النفاثة.

طائرة الركاب السوفييتية النفاثة "تو-104"

طائرة "تو-114"

صمم مكتب توبوليف، في عام 1954، طائرة "تو-114"، أكبر طائرة في العالم آنذاك، المخصصة لـ170 راكبا. وتصل سرعتها إلى 900 كم/الساعة. وتتمكن من الوصول من موسكو إلى نيويورك خلال 11-12 ساعة. وكانت الطائرات السوفييتية تتميز عن نظيراتها العالمية بأنها مزودة بمحركات مروحة عنفية.

طائرة الركاب السوفييتية "تو-114"

طائرات أنتونوف

في الستينيات، احتلت طائرات الركاب من صنع مكتب تصميم أنتونوف مكانة بارزة في أسطول الطيران المدني. ومن أبرز الطائرات، التي تم بناؤها، طائرة النقل والركاب "أن-10"، التي تتسع لـ100 راكب، تليها "أن-24"، المزودة بمحركين توربينيين، بقدرة 2550 حصان، إضافة إلى "أن-22" مع 4 محركات توربينية بقدرة 15 ألف حصان. وتم عرض هذه الطائرة مرتين في معرض باريس للطيران وجذبت الانتباه بحجمها الكبير.

طائرة "إيل-18"

وبذلك، كان لدى الاتحاد السوفييتي بحلول نهاية الخمسينيات، 3 طائرات ركاب رئيسية، هي "تو-104" و"أن-10" و"إيل-18"، إضافة إلى الطائرة العابرة للقارات "تو-114". وكانت طائرة "إيل-18" الأكثر اقتصادا من بين تلك الطائرات والأكثر تميزا من حيث خصائص الإقلاع والهبوط والأكثر تحملا للأحوال الجوية، لأنها صممت خصيصا لتكون طائرة ركاب، متميزة بجميع الخصائص الضرورية لطائرة الركاب.

وكانت "إيل-18" لفترة طويلة طائرة الركاب الرئيسية للخطوط الجوية التابعة لوزارة الطيران المدني. وتم إنتاج "إيل-18" بكميات كبيرة للخطوط المحلية وللتصدير.

طائرة الركاب السوفييتية "إيل-18

طائرة "تو-124"

تشبه طائرة "تو-124" في هيكلها وتصميمها الديناميكي الهوائي طائرة "تو-104"، لكن بحجم أصغر. وقد خضعت لتعديل جذري، سمح بزيادة عدد المقاعد إلى 80.

طائرة الركاب "تو-124"

طائرة "تو-134"

فيما بعد ظهرت طائرة الركاب "تو-134"، المصممة لنقل الركاب على الخطوط الجوية المتوسطة، أي على مسافة تتراوح ما بين 1500-2000 كم. وتصل سرعة هذه الطائرة إلى 850 كم/الساعة. وبدأت حركة المسافرين على متل "تو-134" في عام 1967. وكانت تتميز هذه الطائرة بقدرتها على الهبوط في المطارات ذات المدرجات السيئة.

وقد نفذت آخر طائرة من هذا الطراز رحلتها الأخيرة، يوم 20 أيار/مايو من العام الجاري، ليتم نقلها لاحقا إلى متحف نوفوسيبيرسك للطيران، وذلك بعد خدمة دامت 50 عاما.

طائرة الركاب "تو-134"

طائرة "إيل-62"

بدأت طائرات "إيل-62" العابرة للقارات تنفذ رحلاتها الجوية في عام 1967. وجاءت هذه الطائرة لتحل محل "تو-114" في الرحلات المحلية البعيدة والدولية. وكانت هذه الطائرة موضع اهتمام عالمي في معرض باريس للطيران، حيث تم عرضها مع الطائرات السوفييتية الأخرى.

طائرة الركاب "إيل-62"

طائرة "ياك-40"

بدأت الاتحاد السوفييتي في عام 1967، باختبار طائرة الخطوط المحلية "ياك-40"، المصممة خصيصا للوصول إلى المطارات ذات الأحجام المحدودة. وتنتمي "ياك-40" من حيث عدد الركاب والحمولة والمدى إلى فئة "إيل-12" و"إيل-14"، إلا أن سرعتها تصل إلى 550-600 كم/الساعة. وتم خلال استخدامها، زيادة عدد مقاعد الركاب بحلول عام 1970، من 24 مقعدا إلى 32 كم، كما زاد مدى الطيران من 600 إلى 1500 كم.

وبذلك، أصبح لدى "أيرفلوت"، بحلول عام 1967، مجموعة كاملة من الطائرة العابرة للقارات، هي "إيل-62" و"تو-134" و"ياك-40".

طائرة الركاب "ياك-40"

طائرة "تو-154"

طائرة نفاثة ذات ثلاثة محركات، متوسطة المدى، وتصنف ضمن طائرات البدن الضيق.

وصنعت في منتصف 1960، من قبل شركة توبوليف للطائرات. وشكلت وقت إنتاجها العمود الفقري لشركة الطيران السوفيتية إيروفلوت وجميع شركات الطيران العاملة في الاتحاد السوفييتي، وقد خدمت على أكثر من سدس مساحة اليابسة في العالم وحملت ما يعادل نصف المسافرين جوا بواسطة شركة إيروفلوت وفروعها.

بعد ذلك تم تصديرها وتشغيلها من قبل شركات الطيران غير الروسية وفي عدد من القوات الجوية لدول العالم، إلا انها بقيت تعمل كطائرة رحلات داخلية في روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة حتى منتصف عام 2000. تصل سرعتها الى 975 كيلومترا في الساعة (606 ميلا في الساعة)، وطراز توبوليف 154 تعد أسرع الطائرات المدنية في العالم ويبلغ مداها 5280 كيلومترا (3280 ميلا).

طائرة من طراز "تو-154"

طائرة "تو-204"

هي طائرة بمحركين متوسطة المدى روسية الصنع، قادرة على حمل 212 راكبا. قدمت لأول مرة في عام 1989، تعتبر من الطراز المماثل لـ"بوينغ 757". وصممت خصيصا لشركة الخطوط الجوية الروسية كبديل لطائرة المدى المتوسط "توبوليف-154 تراي جت".

وتعتبر "تو-204 هي من طائرات الطراز الحديث، التي تتميز بالقدرة على التعديل والتغيير السريع وسهولة إدماج الركاب والشحن لمراعاة التكلفة التشغيلية. وخفض مستوى الضجيج واستهلاك الوقود. ويمكن للطراز "تو-204" أن يدعم بمحركات نفاثة سواء من قبل افيادفيغاتيل بي اس-90 أو بمحركات رولز رويس أر بي 211.

طائرة "تو-204-300"
مناقشة