وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية خرجت من المعاهدة بسبب الصاروخ الروسي "9М729".
وأضاف باتروشيف أن موسكو دعت واشنطن إلى الإطلاع "في وضع مغلق" على هذا الصاروخ، حتى يتلقى الجانب الأمريكي "جميع المعلومات الشاملة عنه" والتأكد من أن هذا السلاح لا ينتهك المعاهدة؛ ولكن الجانب الأمريكي رفض ذلك.
وبعد ذلك، قامت روسيا بإظهار الصاروخ بحضور وفود أجنبية، لكن ممثلي الولايات المتحدة لم يحضروا الحدث، وأوصوا بأن يرفض شركاؤهم في الناتو المشاركة.
وأشار باتروشيف إلى أنه عقد اجتماعات مع مساعد رئيس الولايات المتحدة للأمن القومي، جون بولتون، حيث استقبله فلاديمير بوتين وتم طرح موضوع المعاهدة ضمن المحادثات.
ووفقا له، فإن واشنطن "بحاجة إلى سبب للانسحاب من المعاهدة، ووجدوا هذا السبب لأنفسهم ولشركائهم"، مشيرا إلى أنه عندما طلبت موسكو تقديم حقائق ملموسة عن الانتهاكات، كان الجواب: "أنتم تعرفون أنفسكم".
وأضاف "لكننا لا نعرف. لا نعرف ما قمنا بانتهاكه، ولكننا نعرف ما انتهكه الأمريكان وقدمنا لهم ثلاثة نقاط وتم تحديدها: منصات الإطلاق، والصواريخ الموجهة، والطيارات دون طيار. لكنهم رفضوا مناقشة الانتهاكات".
وتابع "تعول روسيا أن لا تكون الولايات المتحدة أول من ينشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى. وموسكو لن تقوم بذلك".
الترسانة الصاروخية البريطانية والفرنسية في معاهدة الصواريخ الجديدة
أعلن باتروشيف، أن روسيا لفتت انتباه الولايات المتحدة إلى ضرورة أن تأخذ في الاعتبار ترسانة بريطانيا وفرنسا في المعاهدة الجديدة التي ستحل محل معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، بيد أن واشنطن "ليست مستعدة بعد".
وقال باتروشيف "لماذا الصين فقط (يجب ضمها)، إذا كانت هذه معاهدة متعددة الأطراف؟ لماذا لا تأخذ في الاعتبار بريطانيا، لماذا لا تأخذ في الاعتبار فرنسا؟"، مؤكداً على أن "موسكو أشارت إلى هذا الموضوع، وعلى الرغم من ذلك "الولايات المتحدة مستعدة لأخذ الصين فقط في الاعتبار، وهو ما لا تسعى إليه الصين، وغير مستعدة لأخذ بريطانيا وفرنسا في الاعتبار".
الرد الروسي على نشر أسلحة تهدد الأمن القومي
صرح باتروشيف، أن بلاده سترد "بطريقة مناسبة" إذا قامت الولايات المتحدة بنشر أسلحة من شأنها تهديد الأمن القومي الروسي.
وقال باتروشيف معلقاً على انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة التخلص من الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى، إنه "إذا بدأت الولايات المتحدة بنشر أسلحة من شأنها تهديد الأمن القومي الروسي، فإن روسيا ستقوم بالرد "بطريقة مناسبة" بناء على مواقع انتشار وعدد هذه الأسلحة".
وأضاف "لقد أعلنَا أننا لن نكون أول من ينشر الأسلحة في أي مكان. ونرغب كثيراً بأن يصدر الأمريكان إعلاناً مشابهًا، لكنهم لا يقومون بذلك".
وأشار باتروشيف إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين، أصدر تعليماته بالفعل لمراقبة تطوير واختبار وإنتاج ونشر الأسلحة الأمريكية.
موقف روسيا من إشراك الصين في معاهدة الصواريخ الجديدة
وصف باتروشيف دخول الصين إلى المعاهدة الجديدة المقترحة من الولايات المتحدة بدلاً من معاهدة التخلص من الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى بالأمر "غير الواقعي".
وقال باتروشيف "فيما يتعلق بمعاهدة التخلص من الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى، ذكر الأمريكان أنه سيكون من الجيد أن تكون متعددة الأطراف، وأشير إلى الصين بوصفها أحد الأطراف. ولكننا على علم ببيان جمهورية الصين، هم لا يريدون المشاركة في هذه العملية، وبالتالي فمن غير الواقعي أن نتوقع أن تُبرم مثل هذه المعاهدة المتعددة الأطراف".
هذا وأعلنت واشنطن انسحابها من معاهدة التخلص من الأسلحة المتوسطة وقصيرة المدى، بذريعة عدم التزام موسكو بها، حيث تطالب الولايات المتحدة روسيا التخلص من صاروخ 9إم729 الذي مداه لا يتوافق مع المعاهدة، وفقا لواشنطن.
ووصفت موسكو الاتهامات الأمريكية بأنها لا أساس لها، مشيرة إلى أن صاروخ "9إم729" لم يطور ولم يختبر بمدى أكبر من الحد المسموح في المعاهدة.
واتهمت الخارجية الروسية الولايات المتحدة الأمريكية بأنها اختبرت منظومات محظورة في المعاهدة على أنها مضادة للصواريخ، وكذلك في نشر منصات إطلاق "إيجيس" على أنها منظومات دفاع صاروخي في أوروبا.