وأضاف في حواره مع "سبوتنيك"، أنه اقترح تعديل الدستور، بعد التشاور مع القوى البرلمانية، خاصة أن الرئيس بمفرده لا يستطيع أن يجري تعديلات من أجل الاتفاق على أن يتم حل هذا التشتت في السلطة التنفيذية، وكذلك تعديل النظام الانتخابي الذي لا يسمح بقيام أغلبية برلمانية... إلى نص الحوار.
ما أهم المحاور الأساسية في البرنامج الانتخابي على المستويين الداخلي والخارجي؟
في البداية يتمحور برنامجنا في إطار الصلاحيات الممنوحة لرئيس الجمهورية في الدستور، والتي تتعلق بالأساس بضمان وحدة الدولة وتطبيق الدستور، وتطوير العلاقات الخارجية، وكذلك قضايا الأمن والدفاع، وينقسم البرنامج إلى نقاط أساسية، حيث نهدف في تطوير العلاقات الخارجية إلى الدبلوماسية الاقتصادية، وهدفها البحث عن أسواق لمنتجاتنا وتحفيز الاستثمار في تونس، بالإضافة إلى المساهمة في حل قضايا البطالة.
وفيما يتعلق بملف الهجرة، أؤكد أن تونس لن تقبل فقط أن تبقى حارسا لحدود أوروبا، ونطالب بعلاقات شرعية في هذا الإطار.
على المستوى الخارجي نؤكد على أن تكون الدبلوماسية التونسية "دبلوماسية حياد إيجابي" بحيث نتجنب منطق المحاور، ونركز على أربعة مستويات، الجغرافيا أولا، بحيث تكون الأولوية لدول الجوار التونسي المباشر.
المستوى الثاني وهو ما يتعلق بالمنطقة العربي، وأوروبا ثالثا، رابعا شركاؤنا التقليديين وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية ثم آسيا وخاصة الصين والهند .
قلت إنك ستعيد السفارة التونسية في دمشق، هل ترى أن النظام السابق أخطأ حين قطع العلاقات مع دمشق؟
بالطبع قطع العلاقات مع سوريا كان خطأ، لأن الأمر هنا ارتبط بسياسة محاور، حيث تم قطع العلاقات في فترة حكم "الترويكا"، وهي ذاتها الفترة التي شهدت سياسة تسفير منظمة للشباب والتحقوا بصفوف الإرهابيين.
هل يمكن أن تتحالف مع النهضة… وماذا عن ملفات تسفير الشباب وملف الاغتيالات خاصة فيما يتعلق بشكري بلعيد ومحمد براهمي؟
هناك فرق بين أن تتعامل مع كافة القوى السياسية الموجودة في البرلمان والتحالف، خاصة أن هذا هو منطق العملية الديمقراطية في تونس، وأذكر أنني كنت ضد منطق التحالف، لذلك غادرت نداء تونس، لكن التعامل شيء آخر، باعتبار أنهم قوى موجودة في البرلمان، وكرئيس جمهورية يكون المطلوب أن تتعامل مع كل القوى.
أما فيما يتعلق بالملفات، ليس لها علاقة بمنطق السياسة، ويجب فتح كل الملفات باعتبار أن هذا الأمر من منطق العدالة، وأيضا مهم من منطق أنه لا يمكن بناء المستقبل دون الالتفات لما حدث في الماضي.
كيف ترى الوضع في ليبيا وكيف تتعامل معه؟
نحن متألمون لما يحدث في ليبيا، ونعتقد أنه من الضروري أن يعود السلام على أساس أن تكون ليبيا دولة واحدة موحدة، يكون القرار فيها للشعب الليبي، وأن تحيد بعيدا عن الإرهاب، ونحن نريد أن نتعاون مع ليبيا على قاعدة محاربة الإرهاب، كما نسعى مع "مصر والسودان والجزائر" والأمم المتحدة، أن يعود السلام والوحدة إلى الشعب الليبي.
فيما يتعلق بنداء تونس ومشروع تونس...هل ترى أن التحالف بينهما أقرب من التيارات الأخرى؟
نعمل دائما من أجل توحيد العائلة الوطنية التقدمية في تونس، ورغم أننا لم ننجح دائما، إلا أننا نواصل العمل في هذا الاتجاه.
هناك استطلاعات رأي تشير إلى تراجع نسب الأصوات المؤيدة للتيارات الاسلامية "حركة النهضة" في تونس"، برأيك هل تراجعت شعبيتها بالفعل... وما الأسباب التي أدت إلى ذلك؟
التونسيون محبطون وخابت آمالهم في الفترة الأخيرة، والعملية الديمقراطية ليست سهلة، خاصة في ظل التأخر في بعض المستويات، ما بين تحقيق الديمقراطية وتحقيق الأمن، ويبقى التحدي في تونس الآن هو التحدي الاقتصادي والاجتماعي.
بعض التقارير في الصحف ووسائل الإعلام التونسية تقول إن هناك بعض التحالفات الدولية خلف بعض المرشحين، هل ترى أن هناك محاولات تأثير خارجية بالفعل؟
حدث ذلك في عام 2014، في إطار صراع المحاور في المنطقة العربية، وقد يكون ذلك موجود في انتخابات 2019ـ لكنني لا أستطيع الجزم بذلك، وفي كل الأحوال يجب النأي بالعملية السياسية الوطنية التونسية من منطلق السيادة على التأثيرات الأجنبية.
على المستوى الداخلي أيضا هناك بعض التقارير تشير إلى دعم مؤسسات الدولة لبعض المرشحين، هل تتوافق مع ذلك أم لا؟
مؤسسات الدولة لا تستطيع أن تساند هذا أو ذاك، إلا أنه عندما تكون الانتخابات بها البعض في السلطة، بالتأكيد يحدث هذا الانطباع، وهذا الأمر ينطبق علي عدة أحزاب منها "نداء تونس وتحيا تونس والنهضة"، ونحن في مشروع تونس لدينا وزراء في السلطة، وطلبنا أن يستقيل أي مرشح يتقدم للانتخابات، لذلك استقال العميد فاضل محفوظ، رغم أنه ليس هناك أي ضرورة قانونية لذلك، وأردنا ذلك من المنطلق الأخلاقي أن تحييد إرادة الناخب عن تأُثير تمتعه بموقع في السلطة.
ما هي حقيقة مثولك أمام النيابة بشأن التزكيات المزورة؟
لم يحدث ذلك، هذه إشاعات، ونحن لم نتلق أي استدعاءات أمام النيابة في هذا الأمر.
هل ترى أن الدستور التونسي بحاجة للتعديل؟
هذه إحدى بنود برنامجنا الانتخابي، لأننا نعتقد أن النظام شبه البرلماني الحالي، لا يسمح بسلطة تنفيذية قادرة على اتخاذ قرارات بشكل سريع وموحد، لذلك اقترحنا تعديل الدستور، لكن ذلك بعد التشاور مع القوى البرلمانية، خاصة أن الرئيس بمفرده لا يستطيع أن يجري تعديلات من أجل الاتفاق على أن يتم حل هذا التشتت في السلطة التنفيذية، وكذلك تعديل النظام الانتخابي الذي لا يسمح بقيام أغلبية برلمانية، لكنه يؤدي إلي برلمان منقسم، ونحن لدينا مقترحات في هذا الاتجاه سنطرحها على القوى البرلمانية بعد الانتخابات التشريعية .
الرأي العام في تونس عبر الكثير من المنصات يشير إلى أن وزير الدفاع مدعوم من مؤسسات الدولة... هل تتوافق مع هذا الرأي؟
هذا القول يتردد أيضا على يوسف الشاهد رئيس الحكومة وكل من كانوا في السلطة، لكن الترشح وهو حق طبيعي، ودخول المنافسة الانتخابية مشروع، لذلك لا أرى أي أزمة في ذلك .
فيما يتعلق بالعلاقات الروسية التونسية ما هي رؤيتكم بهذا الشأن حال وصولكم للحكم؟
وأؤكد أن الشعب الروسي دائما هو صديق للشعب التونسي، خاصة أنه خلال الحرب الباردة كان لروسيا تواجد ودعم في إطار الصداقة لتونس، ونعتقد أن هناك مجالات واسعة.
وكما قلت أنني عندما كنت مستشارا وحملت بنفسي الدعوة للرئيس بوتين لزيارة تونس، سأجدد له الدعوة مستقبلا كرئيس جمهورية تونس، ولتكون لحظة فارقة في العلاقات التونسية الروسية لتمتين هذه العلاقات.
كيف تقيم الدور الروسي في المنطقة العربية؟
حال وصولك لمرحلة الإعادة من المرشح الذي تتوقع أن ينافسك فيها؟
مرشح النهضة.
هل ترى أن مسيرة الرئيس الحبيب بورقيبة ومن بعده الباجي قائد السبسي يمكن أن تكتمل؟
لابد من العمل على مجلة الحريات الفردية، والعمل على تطبيق الحقوق الممنوحة في الدستور، خاصة أن هناك فجوة بين الحقوق الموجودة في الدستور وبعض القوانين والممارسة.
كيف تقيم عمل حكومة "الشاهد" طوال الفترة التي قضتها حتى هذه اللحظة؟
نجحت على المستوى السياسي على اعتبار أن تونس بقيت موحدة، وهناك نجاحات أمنية في مكافحة الإرهاب، لكن على المستوى الاقتصادي لم تكن النجاحات كما هو متوقع .
ما هي رؤيتك بشأن تمثيل المرأة في تونس خلال الفترة المقبلة في الوزارات والهيئات؟
وضعنا هذه الرؤية في برنامجنا، ونعمل على تحقيق أكبر نسبة تناصف في مجال المسؤوليات، سواء الحكومية أو في مؤسسات اقتصادية، وأتعهد بأن أحقق التناصف في مؤسسة الرئاسة في كل التعيينات التي أقوم بها، وأحاول أن أحقق التناصف على المستوى الدبلوماسي، خاصة أن المرأة التونسية في عديد من المجالات تفوقت على الرجل.
كيف ترى دور الجيش التونسي في المشهد؟
الجيش التونسي قام بأعمال كثيرة في إطار محاربة الإرهاب، لكن نقترح أيضا أن نطور أكثر من تنظيمه وأداه حتى يواجه التحديات والتهديدات الجديدة.
أجرى حوار: محمد حميدة