بعد أن حقق الجيش العربي السوري إنتصارات ساحقة على المجاميع الإرهابية وصولاً إلى إدلب، وأعطى من يسيطر عليها من إرهابين الفرصة من خلال وقف أحادي الجانب لإطلاق النار فرصة للخروج منها حقناً لدماء المدنيين في المدينة. في هذه الأوقات كانت الجيش العربي السوري قد حاصر التركي ميدانياً وسياسياً، وهذا ما وضح تماماً في نقطة مورك وماحولها مدعوماً بالتصريحات الروسية على أعلى المستويات بحق سورية في تحرير أراضيها من الإرهاب، وتحضيراً لخروج أي إحتلال يتمترس في إحتلاله لأرض سورية تحت ستار الأمن القومي، أو مكافحة الإرهاب.
الأمر الذي جعل التركي يضيع مابين تقديم العذر والتبرير أمام الروسي على أبواب قمة الدول الضامنة القادمة في أنقرة، وبعد أن نقض كل إتفاقات أستانا وسوتشي ومابين الوقوع في مغريات مكر الأمريكي الذي عجل الصيد عندما رأي التركي يسير على حبل رفيع وفاقد السيطرة بشكل شبه كلي.
ما دفع الإسرائيلي ليقوم بعدة هجمات في سورية ولبنان والعراق لتحقيق عدة أهداف، من بينها أن يخفيف عن التركي، ويضع علاقته مع الروسي على المحك ويضع الروسي أمام خيار لم يعبر عنه حتى اللحظة. في ظل هذه التعقيدات والتشابكات يؤكد الروسي أن إستراتيجيته تهدف إلى سحب كل عوامل الصراع التي تهدد كيان الدولة السورية صمتاً وقولاً وفعلاً.
أين تقع سورية في ظل هذه المعمعة التي فضحت إنتصارات الجيش السوري كنهها من أوسع الأبواب؟
ما لذي تغير في الإستراتيجية السورية حتى إستطاعت الدولة السورية تحقيق كل هذه الإنجازات بزمن قياسي؟
ما لذي يمكن أن يخبأه التركي ضمناً مع الأمريكي، وما مدى خطره على منجزات الميدان السوري وصولاً إلى بوابة التسوية المنتظرة في جنيف وعنوانها اللجنة الدستورية؟
الإستراتيجية الروسية بالمقارنة الإستراتيجية الكلية لحلفاء سورية بالتقاطع مع جميع أشكال العدوان على الدولة السورية كيف يمكن لنا أن نستشعرها؟
بشأن التقييم العام للحال التي وصلت إليها الدولة السورية في ظل حرب تستمر منذ عدة سنوات قال الباحث السياسي علي ثابت جديد:
"علينا أن نتبه إلى أن سورية تعرضت لحرب قذرة فرضت عليها منذ عدة سنوات، لكنها تمكنت من إحتواء كل عوامل الهجوم التي كانت تشن عليها وتمكنت من الإنتقال من حالة دفاع إستراتيجي كانت واضحة إلى بدء عملية الهجوم الإستراتيجي على كافة الجغرافيا السورية، وتمكنت من القضاء على أغلب مواقع التطرف على أرض الدولة السورية، والأهم من ذلك هو القضاء على تنظيم "داعش" الإرهابي "المحظور في روسيا، وكما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف هو أن العام القادم هو عام القضاء على تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي (المحظور في روسيا). الواضح أن معركة إدلب قد بدأت بالقضاء على هذا التنظيم رغم توقف العمليات العسكرية حالياً، ولكن قناعتي أن هذا التنظيم سقط أمام صمود الشعب السوري وأن من كان يشغّله قد أصبح في ورطة ويبحث عن مخارج للتخلص من هذا التنظيم، لعله يتمكن بالسياسة أن يحقق ماعجز عن تحقيقه من خلال هذه المجموعات الإرهابية".
لجهة متغيرات الإستراتيجية السورية التي ساعدت في تحقيق كل هذه الإنتصارات وهذا التقدم للجيش العربي السوري رأى جديد أن:
"الجيش العربي السوري من الجيوش القوية التي كانت عبر التاريخ في المنطقة، والعبرة في أن هذا الجيش كان لديه القدرة الكبيرة في التحول خلال فترة قصيرة جداً والإنتقال من الحرب التقليدية إلى القدرة على الحرب ضد العصابات الإرهابية. أن يتمكن الجيش العربي السوري للإنتقال بهذه المهارات العليا والخبرات التي أكتبسها إلى مواجهة هذه الجماعات الإرهابية تحول كبير جداً، وهذا التحول يسجل في تاريخ الجيش العربي السوري. بالإضافة إلى الحنكة السياسية التي كانت تتمتع بها القيادة السياسية السورية، وشجاعة قادة هذا الجيش والتضحيات التي قدموها بمختلف الرتب والمستويات، والإيمان بعقيدة الدفاع والتضحية عن الوطن التي تميز بها الجيش العربي السوري، وأيضاً التعاون الكبير بين الحلفاء الروس والإيرانيين الذين زودوا الجيش العربي السوري بما كان ينقصه من مواد وأسلحة وتكنولوجيا ودعم أسهم في تحقيق هذه الإنتصارات بشكل مباشر ".
أما عن إتفاق التركي الأمريكي وخطره على إنجازات الميدان ومستقبل الدولة السورية قال جديد:
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق.
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم