بعد مبادرة روحاني... ما فرص نجاح تشكيل إيران لـ"تحالف الأمل"

في مبادرة جديدة حملت اسم "تحالف الأمل"، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني، إلى تشكيل تحالف لضمان الأمن في منطقة الخليج وبحر عمان ومضيق هرمز.
Sputnik

تأتي المبادرة فيما تعمل واشنطن على خطتها الخاصة بتشكيل تحالف عسكري، يضمن أكثر من 50 دولة لضمان الملاحة في مياه الخليج، على خلفية تزايد الحوادث المتعلقة بناقلات النفط في المنطقة.

وانضمت المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، ومن قبلهما البحرين للتحالف الأمريكي العسكري.

روحاني يدعو إلى تشكيل تحالف "الأمل" لضمان الأمن في الخليج
تأتي دعوة إيران لدول المنطقة للانضمام في تحالف الأمل وسط أجواء مشحونة بينها وبين السعودية بعد حادث استهداف شركة أرامكو، الأمر الذي يطرح تساؤلا مفاده، "ما مدى إمكانية نجاح تشكيل هذا التحالف؟".

 مبادرة إيرانية

دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى تشكيل تحالف جديد يسمي تحالف "الأمل" لضمان الأمن في منطقة الخليج وبحر عمان ومضيق هرمز، ويكون بمشاركة دول المنطقة، وتحت مظلة أممية.

وقال روحاني خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الأربعاء:" أدعو كافة الدول المتأثرة بالتطورات في الخليج الفارسي للمشاركة بتحالف الأمل، اي مبادرة هرمز للسلام".

وأضاف روحاني "هذه المبادرة تشمل مجالات التعاون المختلفة كالعمل الجماعي لتحقيق أمن الطاقة وحرية الملاحة وتتدفق النفط من وإلى مضيق هرمز، وأبعد منها".

وأوضح الرئيس الإيراني "يقوم التحالف على أسس مهمة، أهمها هما مبدأ عدم الاعتداء وعدم التدخل في شؤون بعضنا البعض"، مشددا "المظلة الأممية مهمة لإضفاء شرعية علي تحالف الأمن وتشكيل دولة أجنبية لمثل ذلك التحالف يعد تدخلا بشؤون المنطقة".

إمكانية التطبيق

محمد محسن أبوالنور، رئيس المندى العربي لتحليل السياسات الإيرانية (أفايب)، قال إن "تحالف الأمل والسلام الذي دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني لتشكيله، غير قابل للتنفيذ".

وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "إيران لديها عداءات كارثية مع أغلب دول العالم، خصوصا الكبرى منها في الغرب وأوروبا، وبالطبع الولايات المتحدة الأمريكية، لهذا لا يمكن لهذا التحالف أن يكتب له النجاح أو البقاء".

وتابع:

"إيران من خلال هذا الإعلان تحاول أن تغير وجهة القوى في الخليج العربي من الجانب الغربي للخليج إلى الجانب الشرقي، وذلك لتثبت تموضعها الاستراتيجي والعسكري في مضيق هرمز، تحديدًا في الجزر الثلاثة (لارك وفارو وفارس)، والتي يتمركز فيها القوى التي تفتش السفن العابرة للمضيق".

هدف إيراني

ومضى قائلًا: "تاريخيًا ترفض إيران تواجد أي قوات أجنبية في الخليج، وسبق وأن امتعضت من دخول القوات التركية إلى قطر في عام 2017 بعد المقاطعة العربية، وذلك لأن تواجد مثل هذه القوات يعني تهميش الدور الإيراني، وجعلها قوى هامشية، وهذ يضر بسمعتها السياسية والاستراتيجية".

وأشار إلى أن "إيران لم تنفذ إلى هذه اللحظة أي مناورات عسكرية، رغم إعلانها أكثر من مرة، وهذا يدل على أن طهران دولة معزولة عن السياسة الاستراتيجية والعسكرية في العالم وليس الإقليم فقط".

وأنهى أبوالنور حديثه قائلًا: "التحالف الإيراني دعائي، تريد من خلاله يران التأكيد على أنها تمد يدها بالسلام، رغم العقوبات الأمريكية المستمرة".

مبادرة بناءة

ومن جانبه قال المحلل السياسي الإيراني علي دورهاكي، إن "إيران تسعى دائمًا لمبادرات بناءة، فهي دائمًا متعاونة لتبديد القلق والمخاوف في المنطقة".

وأضاف في تصريحات إذاعية لـ"سبوتنيك"، أن "الدول المساندة لأمريكا يمتنعون عن التجاوب، وتلقى إيران عرقلة لتنفيذ المبادرات بشكل أو بآخر، حتى أن آخر مبادرة هي مبادرة روسية، لم تتجاوب هذه الدول مع هذه المبادرة بشكل مرضي".

وتابع:

"هم ما داموا يعتمدون على أمريكا والغرب ويعملون وفق هذه القناعة والعقلية كأنهم لا يريدون حل المشكلات بين بلدان المنطقة، يريدون حلاً آخر من خارج المنطقة".

وبشأن التحالف الأمريكي، يقول: "إذا بدأوا بالتصعيد العسكري ووقعت الحرب سيكون الخاسر الأكبر بلدان المنطقة وليس أمريكا والغرب".

انضمام خليجي لمبادرة أمريكا

وأعلنت السعودية والإمارات ومن قبلها البحرين الانضمام للتحالف العسكري الذي تسعى واشنطن لتشكيله لحماية أمن الماحة البحرية في منطقة الخليج.

وقال الدكتور عبد الخالق عبد الله، السياسي والأكاديمي الإماراتي، إن "هناك 3 دول خليجية أعربت عن رغبتها في الانضمام للتحالف الدولي لأمن الملاحة البحرية، هم السعودية والإمارات والبحرين".

وأضاف في تصريحات سابقة لـ "سبوتنيك"، أن "انضمام الإمارات للتحالف كان منتظرًا ومتوقعًا، فهذه مسؤولية أمنية دفاعية مهمة لحماية أمن مضيق هرمز، والخليج العربي وخليج عمان"، مؤكدا أن "مثل هذه المبادرات لا يجب أن تترك للقوى الخارجية فقط".

وساطة عراقية - باكستانية بين إيران والسعودية للتهدئة في الخليج
وبشأن إمكانية تسبب تلك الخطوة في توتر مع طهران، أكد الأكاديمي الإماراتي أن "إيران سواء انزعجت أم لم تنزعج فالقرار سيادي يخص الإمارات، ودول الخليج"، مضيفًا: "الأفعال التي قامت بها إيران مؤخرًا لا يمكن أن يكون هناك طريق أو وسائل لحماية أمن المنطقة سورى بالقوة الدولية، وبمشاركة دول المنطقة".

وعن إمكانيات الإمارات ودول الخليج البحرية وإمكانية دعم التحالف، أضاف: "الإمارات ودول الخليج لديها ما يكفي من القدرات العسكرية الذي يجعلها قادرة على حماية سفنها وناقلاتها البحرية على الأقل".

ويرى عبدالخالق، أن "الوقت قد حان لتدويل أمن الخليج، الذي لا يزال حكرًا على قوة واحدة وهي أمريكا، والتي يبدو أنها بدأت تتراجع عن هذا الدور تدريجيًا"، مشيرًا إلى أن "التدويل هو الحل، فالقوى الآسيوية معنية، والقوى الأوروبية، وأمريكا، ودول المنطقة عليها أن تقوم بهذا الدور، في ظل الرغبة الأمريكية في الانسحاب".

تفاصيل التحالف

وسبق وأن أعلنت الحكومة الإيرانية عن مبادرة تشكيل تحالف دولي لضمان الأمن في منطقة الخليج، يضم كلا من إيران والسعودية والعراق والبحرين والإمارات وقطر وعمان والكويت برعاية الأمم المتحدة.

وقال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الاثنين الماضي: "يجب أن يضم هذا التحالف مبدئيا إيران والعراق والسعودية والبحرين والإمارات وقطر وعمان والكويت وربما اليمن".

وأوضح ظريف: "لسنا ضد انضمام اليمن إلى التحالف، لكن من غير الواضح حاليا ماذا يحدث هناك. ومن المفترض أن تعمل هذه الدول تحت رعاية الأمم المتحدة".

وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى أنه سيكون على استعداد، بعد ذلك، لتوضيح كل تفاصيل الخطة لجميع الدول المعنية بهذا المقترح.

وبين ظريف أن "هذه المبادرة هي بمثابة تغيير الاتجاه من رؤية شراء الأمن نحو الاستناد على شعوب المنطقة ذاتها والتعاون فيما بينها، لأنها تشكل دعامة الأمن الإقليمي ومن دونها سيكون الأمن وهما بعيد المنال".

مناقشة