وسيدلي ماجوير بشهادته أمام لجنة المخابرات بعد رفضه إطلاع الكونغرس على تقرير التسريب على الرغم من أن القانون يلزم بإرساله للمشرعين بعد أن قرر مفتش عام أنه عاجل وجدير بالتصديق، بحسب "رويترز".
ورغم أن المساءلة الرسمية التي أعلنت عنها رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، الثلاثاء الماضي، كانت مطلبا قاده الديمقراطيون، فقد انضم إليهم بعض أعضاء الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب في مطالبة الإدارة بإرسال تقرير التسريب للكونجرس. وسُمح لأعضاء لجنتي المخابرات بمجلسي النواب والشيوخ بالاطلاع عليه أمس الأربعاء.
وقالت بيلوسي في تصريحات نقلتها شبكة "سي إن إن" الأمريكية "ملخص ترامب مع الرئيس الأوكراني، يثبت سلوكا من ترامب يدمر نزاهة الانتخابات الأمريكية ويهدد الأمن الوطني".
وأوضحت بيلوسي أن تلك المحادثات تؤكد صحة القرار الصادر من مجلس النواب بالتحقيق من أجل عزل ترامب، تؤكد ضرورة الاستمرار في التحقيقات بحقه.
وتابعت "المحادثات تؤكد سلوك الرئيس الأمريكي الذي يقوض نزاهة انتخاباتنا وكرامة المنصب الذي يشغله وأمننا الوطني".
وأردفت "الرئيس الأمريكي، أخل بالقسم الدستوري الذي حلف به، واستغل منصبه في دعايا انتخابية لصالحه".
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أمس الأربعاء، هدد ماجوير بالاستقالة من منصبه بسبب مخاوف من التعرض لضغوط من البيت الأبيض لحجب معلومات عن الكونجرس خلال شهادته، وقالت الصحيفة نقلا عن مسئولين أمريكيين حاليين وسابقين لم يتم الكشف عن أسمائهم القول إن ماجوير أبلغ البيت الأبيض بأنه غير مستعد لعدم التعاون مع الكونجرس.
وهو التهديد الذي نفاه ماجوير في بيان له أمس، ومن المتوقع أن توجه اللجنة أسئلة بهذا الخصوص لماجوير.
وبعد الاطلاع على الشكوى قال السناتور بن ساس، وهو جمهوري من لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ "يجب ألا يهرع الجمهوريون للدفاع وقول إن الأمر لا ينطوي على شيء في حين أن من الواضح أنه ينطوي على الكثير من الأشياء المثيرة للقلق البالغ".
ووافق مجلس الشيوخ على قرار يدعو للسماح بإماطة اللثام عن التقرير بإجماع الأصوات يوم الثلاثاء. ووافق مجلس النواب أمس الأربعاء على إجراء مشابه بموافقة 421 عضوا وعدم رفض أي عضو، مع تصويت اثنين من الجمهوريين بالحضور، وذلك رغم تراجع الإدارة وموافقتها على إطلاع لجنتي المخابرات بالمجلسين على التسريب في غرف مغلقة في مقر الكونجرس.
ويمثل الخلاف أحدث فصل في صراع دائر على السلطة، إذ تقاوم إدارة ترامب جهود نواب ديمقراطيين يحققون في تعاملاته التجارية وأفعاله للحصول على وثائق وتسجيلات وشهادات من البيت الأبيض وكبار المسؤولين.
ويعتقد أن تقرير التسريب يضم محتوى اتصال هاتفي أجري يوم 25 يوليو/ تموز بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ضغط فيه ترامب على زيلينسكي للتحقيق مع منافسه الديمقراطي جو بايدن الذي تولى من قبل منصب نائب الرئيس، وذلك بالتنسيق مع وزير العدل الأمريكي ومحامي ترامب الشخصي.
وليس هناك دليل على أن بايدن، أو ابنه هانتر، الذي كان عضوا في مجلس إدارة شركة أوكرانية، قد تصرف بشكل غير ملائم.
وأجري الاتصال بعد أن أمر ترامب بوقف صرف مساعدات أمريكية لأوكرانيا بما يقرب من 400 مليون دولار ولم تسمح الإدارة بصرفها إلا في وقت لاحق.
وأصدرت إدارة ترامب أمس الأربعاء النسخة الرسمية للاتصال الذي استمر نصف الساعة وذلك بعد يوم من إعلان بيلوسي أن مجلس النواب الذي يهيمن عليه الديمقراطيون بدء إجراء رسميا لمساءلة الرئيس.
وقال النائب الديمقراطي آدم شيف الذي سيرأس الجلسة باعتباره رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب بعد قراءة تقرير التسريب إنه مكتوب بشكل جيد ووصف المزاعم الواردة فيه بأنها "مقلقة للغاية" و"جديرة بالتصديق".
وأضاف: "الشكوى... تقدم بالتأكيد معلومات يتعين على اللجنة متابعتها".
وتابع شيف إن وزارة العدل أساءت تفسير القانون بمنعها ماجوير من الكشف عن الشكوى.
ومن المقرر بعد الجلسة العلنية اليوم أن يمثل ماجوير أمام لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ في جلسة مغلقة.
وظهر ترامب وزيلينسكي معا في نيويورك أمس الأربعاء على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ونفيا حدوث أي شيء غير ملائم في اتصالهما الهاتفي. وقال الرئيس الأوكراني للصحفيين "لم يضغط علي أحد".
واتهم ترامب الديمقراطيين، في مؤتمر صحفي في ختام اجتماعات استمرت ثلاثة أيام في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ببدء إجراءات مساءلته لتحقيق مكاسب سياسية "لعجزهم عن يمكنهم هزيمتنا في صناديق الاقتراع".
وقال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمس الأربعاء، إنه يدعم إجراء تحقيق شفاف، بشأن المعلومات التي تم نشرها ضد نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن.
وجاءت تصريحات ترامب، في مؤتمر صحفي أقامه في البيت الأبيض.
وقال ترامب "جو بايدن مارس تهديدا سياسيا كبيرا على الرئيس الأوكراني، لإغلاق التحقيقات في تلك القضية".
وتابع "أطالب الديمقراطيين بتوخي الشفافية، فنحن ملتزمون بحرية نقل المعلومات والشفافية في قضية بايدن وابنه".
وأردف "جو بايدن حصل على ملايين الدولارات من الصين وأوكرانيا، عندما كان نائبا للرئيس السابق باراك أوباما، كما أن الرئيس الأوكراني نفى تعرضه لأي ضغط مني".
واستمر قائلا "الصحافة لا تغطي ما أقوم به بشفافية، فالولايات المتحدة هي الأقوى اقتصاديا في العالم، ونحن في موقع ممتاز".
وقال ترامب:"الديمقراطيون والصحافة لا يزال يريدون مطاردة الساحرات، فهم دبروا الأمر برمته، من أجل التخطيط لعزلي عن الحكم".
وتابع "لماذا يركزون فقط على تلك المكالمة، بينما أنا أجري العديد من المكالمات، لأن الديمقراطيين يرغبون في أن يشيع الانقسام في دولتنا"
وأضاف: "الناس في الخارج يضحكون على هذا الغباء الذي يحدث عندنا".
واستطرد: "حملة مطاردة الساحرات تلك، تحاول أن تشوش على الإنجازات التي نحققها في الولايات المتحدة الأمريكية، فرئيس أوكرانيا يريد محاربة الفساد، ونحن نريد أن نساعده فقط في تلك الحملة".
وأردف "أعلم أن الشعب الأمريكي يدعمني ويؤيدني، فدعونا ندع الناس يختارون مرشحهم بحرية ولا تجعلوا تلك الحملات هي سلاحكم الوحيد".
وتابع "من الغريب أن نسمع أعضاء مجلس النواب والشيوخ يتهموني بأمور وانتهاكات وفساد يرتكبونها هم".
واستمر "الديمقراطيون يعرفون أنهم في وضع سيء، لذلك يحاولون عزلي، فهم لا يستطيعون أن يهزموني فيخططون لعزلي".
وقال الرئيس الأمريكي: "أعتقد أن المحادثات بين رؤساء الدول ليس بها يمكن إخفائه، لذلك لا يمكنني إخفاء أي من تلك المحادثات".