ليبيا… أحد مشايخ برقة: ما يحدث في بلادنا قتال بين قبيلة وقبيلة ومدينة وأخرى

 قال الطيب الشريف، أحد مشايخ وأعيان إقليم برقة، شرقي ليبيا، اليوم الثلاثاء، إن القبائل الليبية في طرابلس وفزان لا تسيطر على المشهد هناك، ولا يمكنها حل أزمة المصالحة الوطنية.
Sputnik

بنغازي – سبوتنيك. وأكد الشريف أن "ما يحدث الآن في ليبيا هو قتال بين قبيلة وقبيلة ومدينة وأخرى، من أجل الانتقام والثأر والسلطة".

بعثة الأمم المتحدة في ليبيا تدين القصف الجوي على مناطق مدنية في طرابلس
ورداً على سؤال وكالة "سبوتنيك"، كيف تتابعون لجنة المصالحة، والدور القبلي في إرساء أعمدة المصالحة على التراب الليبي منذ 2011، قال الشريف في لقاء مع وكالة "سبوتنيك":

إن لجان المصالحة كثيرة وليست لجنة واحدة، وقد حاولت جميعها الوصول إلى اختراق هذه الرسالة ولكنها عجزت وفشلت، وذلك لسبب أساسي واضح وهو أن القبائل الليبية التي يمكنها حل هذه الأزمة لم تكن تسيطر على المسرح الليبي، خاصة في طرابلس وفزان.

وأوضح الشريف، أن "من يسيطر على مقاليد الأمور هناك لم يترك للقبائل دوراً أو وجوداً فعلياً للعب أي نشاط"، موضحاً أن "المليشيات وأمراء الحرب والتنظيمات المتطرفة بجميع مسمياتها، كانت لها أهدافها وطموحاتها ومخططاتها وعملياتها وتبعيتها وعجزت ومازالت قبائل هاتين المنطقتين عن مواجهة هذا الواقع وقمعه، وبالتالي فإن هؤلاء المسيطرين لا يحققون آمالها وما تسعى له [هذه القبائل] للوصول إلى مصالحة ليبية حقيقية".

وأضاف الشريف بأن "المصالحة الوطنية تحت هذا الاسم تعني في فهمها المدة من قيام انتفاضة 17 فبراير/شباط حتى تحرير طرابلس، ومقتل العقيد القذافي وإسقاط النظام، إن هذه الفترة هي التي يمكن لنا أن نسميها بالصالحة الوطنية، لأنها كانت تمثل المعركة بين الشعب الليبي كله وبين النظام السابق ومن معه".

وحول التحديات التي تواجه لجان المصالحة في ليبيا لنشر المصالحة الشاملة، أكد على أن "ما حصل بعد فترة ثورة 17 فبراير، هو قتال بين قبيلة وقبيلة ومدينة وأخرى من أجل الانتقام أو الثأر أو السلطة والمال والنهب، أو عمالة وتبعية"، موضحاً بأن "المصالحة بين هذه الأطراف ليست مصالحة وطنية بل دماء وأحقاد يتحمل وزرها من أشعلها وقام بها، وعليه وحده أو وحدهم جبر الضرر الذي لحق بالآخرين، وعلى من يعنيهم هذا الأمر الاعتراف بأخطائهم وإعلان استعدادهم لإعطاء الحقوق لأهلها سواء ذلك عن طريق القضاء والقانون أو عن طريق الأعراف الاجتماعية المتعارف عليها، وإن هذه الحقوق حقوق خاصة بأولياء الدم يكفلها القانون السماوي، ولا تملك السلطة أو القانون تجاوز هذا الحق".

وأشار الشريف إلى أن "حالة التفكك لم تظهر بعد العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش الوطني في طرابلس، وكأن هذه الحالة بين برقة وطرابلس قد ولدت اليوم"، مشيراً إلى أن "هذه الحالة من التفكك والتباعد، كانت قائمة منذ عقود وزادت وتفاقمت بعد انتفاضة فبراير وسنواتها التسع، ولها مبرراتها ومسبباتها التي لم تعالج أو يلتفت إليها".

ولافتا إلى أن "قبائل برقة لا شك لها تساؤلاتها وشكوكها حول نوايا أطراف كثيرة في ليبيا وترى قبائل برقة أن معركة طرابلس ليست معركة طرابلس كمدينة بل معركة طرابلس كإقليم، فالمليشيات التي تقاتل الجيش الوطني الليبي من أكثر من مدينة وأكثر من قبيلة، والمجلس الرئاسي وحكومته لا يمثلان طرابلس لا كمدينة ولا كولاية، بل من المفترض أنهما يمثلان ليبيا، وبالتالي فإن معركة طرابلس في نظرنا معركة وطن مع أعداء وطن.

وتابع "مشكلة ليبيا ليست مشكلة سياسية كما يدعون ولكنها مشكلة تاريخية وجغرافية وثقافية واقتصادية ولا تحلها السياسة، حيث أصلا لم يكن في ليبيا سياسيون"، مضيفاً بأن "حالة التفكك الواضحة ليست مستحدثة بل قديمة وتاريخية، وطمس اسم برقة وتجاهل دورها وتاريخها وانتهاك قيمها وتراثها زاد هذا التفكك ووسع الهوة".

مناقشة