وأضاف سلماوي في مقابلة مع "سبوتنيك"، على هامش فعاليات معرض بلغراد الدولي للكتاب الـ64 في صربيا، أن تواجد مصر في هذا المعرض مهم على أكثر من مستوى لأن العلاقات بين البلدين دعت في فترة من الفترات إلى اشتراكهم في تأسيس حركة سياسية جديدة في العالم وهي حركة "عدم الانحياز"، وكانت تمثل الطريق الثالث بين المعسكرين الكبيرين ولكن من خلال هذه العلاقة السياسية نشأت علاقات ثقافية واقتصادية ربما بنسبة أقل بين الشعبين، نتمنى من خلال هذا المعرض أن ندعهما وأن نستعيد أهم لحظاتها التاريخية خاصة على المستوى الثقافي.
وقال سلماوي إن هناك أسماء معروفة في مصر جدا، من الكُتاب الصربيين القدامى مثلما هناك أسماء مصرية معروفة هنا: "وبعض الكتب أيضا معروفة مثل "جسر على نهر" وأيضا كتب نجيب محفوظ معروفة هنا، ولكن الأدب الحديث والأدباء الذين يكتبون اليوم، للأسف نحن لا نعرفهم في مصر، وأنتم لا تعرفون من يكتبون الآن في مصر".
وتابع: "السبب في رأيي هو أننا ننظر لبعضنا البعض من خلال طرف ثالث وهو الترجمات الغربية لأدبنا، عرفنا أدباءكم الكبار من خلال أن أعمالهم التي تمت ترجمتها للغة الإنجليزية والفرنسية، وأنتم عرفتهم نجيب محفوظ ويوسف إدريس وغيره أيضا من خلال الترجمة، وأتمنى أن هذا المعرض يكون فرصة أن نعرف بعض بشكل مباشر ولا ننتظر أن تترجم أعمالنا إلى اللغات الأوروبية الأخرى لكي نترجمها إلى لغتنا".
وتحدث سلماوي عن أهم الموضوع في الأدب المصري الآن، والتي يناقشها الكتاب المصرين، قائلا: "أعتقد أن الأديب المصري المعاصر يهتم جدا بالقضية السياسية الاجتماعية لأن مصر والعالم العربي بشكل عام يمر بمرحلة انتقالية بها تقلبات كثيرة على المستوى السياسي والاجتماعي، وهذا يجعل الأديب غير منفصل عن هذه القضايا الكبرى لأن القارئ يتوقع من الأديب أن يحدثه عن الموضوعات التي تشغل باله لأنها موضوعات مصيرية، نحن في مرحلة نقوم بإعادة صياغة مستقبلنا بشكل جديد تماما بعد الثورات التي حدثت في العالم العربي وبعد ما تلى هذه الثورات من مراحل اضطراب كما يحدث بعد أي ثورة ونحن سعداء في مصر أننا وجدنا أخيرا طريقا للاستقرار والبناء للوصول للمستقبل الذي نتطلع إليه، هذه القضايا تشكل محور اهتمام الأدباء الذين يكتبون في مصر.
وعن تأثير الأدب الغربي على الأدب الشرقي والمصري، قال:
"الأدب في رأيي الشخصي هو قالب إنساني ليس هناك قالب غربي أو شرقي، فالرواية تكتب في الشرق والغرب وكذلك المسرحية، وأعتقد النظرة لهذه القوالب الأدبية على أنها غربية نظرة غير سليمة لأنه ثبت أنها قوالب إنسانية تُعبر عن كل الشعوب وليست حكرا على شعب واحد، هذا من حيث الشكل، أما من حيث الموضوع أعتقد أننا في مرحلة كما قلت تطغى عليها جدا المشاكل المحلية الخاصة بنا في العالم العربي بشكل عام".
وأوضح: "نجد الموضوعات التي تعالجها النماذج الأدبية في العالم العربي تختلف كثيرا عما يتم معالجته في الدول الغربية الأخرى التي قد تنظر نظرة خاصة جدا مثل علاقة الرجل بالمرأة أو علاقة إنسان بالوجود، عندنا القضية الاجتماعية أيضا حالة جدا ولها تأثير كبير، في وقت من الأوقات قبل الثورة كان الاهتمام بالمستقبل ماذا سيحدث في مصر والعالم العربي، في وضع لم يكن من الممكن أن يستمر فكنا نتوقع ما سيحدث، وفي هذا الإطار أنا أصدرت مثلا رواية اسمها "أجنحة الفراشة" وهذه الرواية تنبأت بالثورة في مصر وترجمت لعدة لغات، والآن النظرة أكثر آنية، لأن المشاكل الحالية لا تتعلق بالتنبؤ بالمستقبل وإنما بالتعامل مع الوضع الصعب والمستجدات التي تدخل حياتنا وتفرض نفسها على مسار الحياة في الوطن العربي.