حول ما إذا كان فيلم "الأيرلندي" قد يطيح بفرص مشاهدته جيدا خلال افتتاح المهرجان بسبب طول مدته، قال الناقد المصري، أحمد شوقي، القائم بأعمال المدير الفني للمهرجان: "فكرنا في الأمر كثيرا، لكن وجدنا أن إحضار فيلم ساعة ونصف لن يكون جذابا مثل "الأيرلندي" المرشح لجائزة الأوسكار، فالعالم بأكمله تحدث عن هذا الحدث الذي حصلنا خلاله على سمعة جيدة لأن جميع الجرائد والمجلات بالعالم تحدثت عنا"، بحسب تصريحاته لموقع "بوابة الأهرام".
وتابع: "كما أن "نتفليكس" اختارت أن يكون فيلم "الأيرلندي" افتتاحية 3 مهرجانات كبرى مهمة بالعالم، وهي لندن، نيويورك، القاهرة، وفي مقابل ذلك يسألون عن الصحافة والضيوف التي ستكون متواجدة في عرض الفيلم، الذي يشترطون أن يعرض بأفضل تقنية، لذلك أحضرنا بروجكتور 4K، وذكرنا لهم أن موزع فيلم الافتتاح بالعام الماضي منحنا عرضا واحدا فقط، ولم يكن هناك إعادة لذلك اتفقنا على عرضين الأول بدعوات وآخر دون تذاكر مباعة فهو من أهم شروطهم.
وحول رأيه فيما إذا كانت تشكل منصات مثل "نتفليكس" خطرا على الصناعة أم أنها ستكون الخط الموازي لها، قال أحمد شوقي: "تمتاز السينما عن كل الفنون بكونها مربوطة بالتكنولوجيا والاقتصاد، بمعنى أنها فن تقني وجماهيري بالأساس منذ الأخوان "لوميير"، عندما قدموا أولى أفلامهم بتذاكر مباعة، وتاريخ السينما قائمة على البيزنس الذي يستثمر في تطوير التقنيات، ففي البداية يحدث مخاوف لكن يصبح الأمر طبيعي فيما بعد، كما حدث في دخول الصوت ثم الألوان، ثم الانتقال للرقمي (الديجيتال) ولا نستطيع الوقوف أمام التقدم ولا يمكننا إنكاره، والعالم كله متجه نحو هذه المنصات".
وواصل: "الحقيقة أن "نتفليكس" ذاتهم بدأوا في التصالح مع المهرجانات، بمعنى أنهم بالفعل ينتجون أفلاما تعرض على منصاتهم، ولكن هناك مثلا ما يقرب من 7 أفلام يروجون لها بالمهرجانات، والصناعة بشكل عام بدأت تصلح من نفسها، ونحن كمهرجان القاهرة لا يجوز الانقطاع عن العالم".
يشار إلى أن فيلم "الأيرلندي" أو "The Irishman"، يشهد على أول تعاون فني بين المخرج مارتن سكورسيزي والممثلين الأمريكيين، آل باتشينو وروبرت دي نيرو، وهو مستوحى عن أحداث حقيقية.
وتدور أحداث الفيلم الذي أنتجته شبكة "نتفليكس"، حول صعود عصابات الجريمة المنظمة في الولايات المتحدة خلال الفترة التالية للحرب العالمية الثانية، وهي الحكاية التي تمتد لعدة أجيال وتتعرض لإحدى أكثر الجرائم غموضا في التاريخ الأمريكي المعاصر.
وقال محمد حفظي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، في بيان: "فيلم "الأيرلندي" لمارتن سكورسيزي تجربة سينمائية متكاملة، يزينها أداء تمثيلي من أهم ممثلي العالم"، مؤكدا على أنه يشعر بالفخر لافتتاح الدورة القادمة للمهرجان "بهذه التحفة الفنية الملحمية التي صاغها أحد أعظم صناع السينما عبر تاريخها".
وأضاف أن المهرجان سينظم عرضا ثانيا في اليوم التالي للافتتاح، ليتيح من خلاله فرصة ثانية لجمهور القاهرة لمشاهدة الفيلم على الشاشة الكبيرة، قبل بدء عرضه على "نتفليكس".
وتنطلق الدورة الـ41 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في الفترة من 20 إلى 29 نوفمبر/تشرين الثاتي الجاري، وستحمل اسم الناقد الراحل يوسف شريف رزق الله.
ويقدم المهرجان هذا العام نحو 150 فيلما من 63 دولة تشمل 30 فيلما ما بين طويل وقصير في عروضها العالمية والدولية الأولى إضافة إلى 90 فيلما نال المهرجان حقوق عرضها الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.