قال محللون أن الوثائق والمحررات الرسمية التي تم العثور عليها داخل القنصلية بالنجف بعد إحراقها، ساعدت في إصرار التظاهرات على إنهاء الوجود الإيراني وأيضا حركت العشائر للدفاع عن أبنائها، ما يعني أن مرحلة ما بعد حرق القنصلية لن تكون كما كانت قبل عملية الحرق...أي السيناريوهات سوف يذهب لها العراق خلال الأيام القادمة.
مخطط الفوضى
وأشار الكناني إلى أن حرق القنصلية هو عمل مرفوض سواء كانت سعودية أم إيرانية، وأعتقد أن من قام بهذا العمل هي جهة سياسية عراقية ولها أعضاء في البرلمان وممثلين في الحكومة ومعروفة بعدائها لإيران وغير إيران، وتحاول إثارة الفوضى، وبكل تأكيد أن تلك الجهة تحمل توجيهات خارجية من الجهات الخارجية التي تسعى لتغيير المشهد السياسي في العراق.
وأكد النائب على أن الشعب العراقي والمتظاهرين أكثر وعيا بأهداف تلك الجهة السياسية وأهدافها، ولا أعتقد أن متظاهرا سلميا يقوم بتلك الأفعال التي يعاقب عليها القانون.
ردود الفعل
وفي سياق آخر قال الشيخ ثائر البياتي، الأمين العام لمجلس العشائر العربية في العراق لـ"سبوتنيك" إن المتظاهرين العراقيين هم من أحرق القنصلية الإيرانية في النجف، وهذا الأمر كان متوقعا بعد كل الاستفزازات من قبل قادة إيران ونفوذها على الأرض، بل تم توثيق المشاركة الإيرانية بقمع المتظاهرين في العراق.
وحول ردود فعل طهران على تلك العملية قال البياتي، بالتأكيد هناك رد فعل من قبل إيران وعملائها في السلطة والمليشيات، وهذا ما سيزيد الموقف تعقيدا وتطورا نحو الأسوأ، وقد بدأت ردود الفعل اليوم في مدينة الناصرية بقتل وجرح المئات من المتظاهرين.
وتوقع البياتي، أن
تكون هناك محاولات مستميتة ومخطط لها لجر المتظاهرين للعنف، لكن هناك تأكيدات من قادة الحراك الثوري للمتظاهرين بعدم الانسياق وراء تلك الدعوات، هذا علاوة على محاولات اغتيال أحد الشخصيات السياسية أو الدينية البارزة، بعدها تتطور الأمور للأسوأ.
ولفت الأمين العام لمجلس العشائر إلى أنه سيتم استهداف السعودية أو القواعد الأمريكية من أجل لفت الأنظار أو للضغط لإحداث فوضى كبيرة خلال المرحلة القادمة تعصف بالجميع، مشيرا إلى توارد أنباء بتدخل العشائر العراقية وقيامها بعمليات تحشيد للرد على القوات العسكرية التي أجرمت بحق المتظاهرين العزل.
النفوذ الإيراني
من جانبه قال عبد القادر النايل المحلل السياسي العراقي لـ"سبوتنيك" إن الشباب المتظاهرين في النجف هم من قاموا بحرق قنصلية إيران، نظرا لأن الثورة العراقية حملت مطلبين أساسيين هما القضاء على النفوذ الإيراني والهيمنة المطلقة في العراق، والمطلب الثاني هو إسقاط العملية السياسية وتشكيل حكومة إنقاذ تمهيدا لانتخابات ديمقراطية وتشكيل برلمانات ودستور فيما بعد.
وتابع النايل، عندما تظاهر شباب النجف والأهالي أمس أطلقت عليهم النيران الحية من داخل القنصلية على المتظاهرين وسقط عدد من القتلى والجرحى، ما تأكد للجميع أن تلك القنصلية ليست بعثة دبلوماسية وإنما هي بعثة عسكرية وتتدخل في كل الشأن الداخلي العراقي من حيث كيفية إدارة مطار النجف ومتابعة أمور عراقية داخلية كثيرة وبأوراق ووثائق رسمية عثر عليها المتظاهرون داخل القنصلية، فأقدموا على حرقها لأن إيران تتخذ من القنصليات في المحافظات الجنوبية مقرات لإدارة عمليات القمع ضد المتظاهرين.
تدخل القبائل
وأوضح النايل أن
الأوضاع بعد حرق القنصلية ستكون مختلفة نظرا لأن إيران مصممة على التواجد في العراق ويدفعون بأدواتهم وميليشياتهم من أجل عسكرة التظاهرات ولا سيما في المحافظات الجنوبية وقمع الاحتجاجات وقتل المتظاهرين.
وتابع المحلل السياسي، إصرار المتظاهرين على إنهاء الوجود الإيراني سيدفع العشائر إلى التدخل وبشكل صريح في انتفاضة المحافظات الجنوبية والنجف، وهذا سيجرهم للدفاع عن أنفسهم ضد المجازر الحقيقية التي تنفذ ضدهم كما يحدث الآن في الناصرية، واعتقد أن العشائر لن تبقى مكتوفة الأيدي أمام قتل أبنائها.
ويشهد العراق منذ مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، احتجاجات واسعة للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية ومحاربة الفساد وإقالة الحكومة وحل البرلمان، وإجراء انتخابات مبكرة.