وحسب المصادر، تجمع مئات المتظاهرين بالقرب من القنصلية الإيرانية في وسط كربلاء، في محاولة هي الثانية لهم خلال 24 ساعة لإقتحامها، لكن الأجهزة الأمنية تفاوضت معهم على انسحابهم مقابل تلبية مطلبهم الذي أرادوا به رفع العلم العراقي فوق مبنى القنصلية.
وسجلت محافظة كربلاء وسط العراق، في أقل من أسبوع مقتل وإصابة 159 شخصا أغلبهم من المتظاهرين.
وأكد عضو المفوضية لعليا لحقوق الإنسان العراقية، علي البياتي، في تصريح خاص لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، الاثنين، 4 تشرين الثاني/نوفمبر، "استخدام الأجهزة الأمنية الرصاص الحي في تفريق المتظاهرين من أمام القنصلية الإيرانية في كربلاء، ما أسفر عن مقتل وإصابة 15 منهم".
وأوضح البياتي أن "العناصر الأمنية، استخدمت الرصاص الحي، في صدامها مع المتظاهرين الذين حاولوا دخول القنصلية الإيرانية في كربلاء، ما أدى إلى مقتل ثلاثة متظاهرين، وإصابة 12 آخرين من المحتجين والقوات".
ويقول البياتي إن "أي انتهاك في منطقة سيطرة الحكومة العراقية، يكون من مسؤوليتها الحفاظ على الأرواح".
وأفاد شهود عيان من كربلاء بأن "عناصر مسلحين والأمن المسؤول عن حماية السفارة الإيرانية، ومنهم إيرانيين، أطلقوا النار الحي على المتظاهرين الذين حاولوا اقتحام القنصلية لإحراقها، لتفرقتهم ما أسفر عن وقوع ضحايا".
وطالبت المفوضية في بيان تلقته مراسلتنا اليوم، القوات الأمنية بالالتزام التام بتطبيق معايير الاشتباك الآمن وعدم استخدام الرصاص الحي، كما دعت إلى إحالة الأشخاص الذين قاموا بالرمي المباشر تجاه المتظاهرين، للتحقيق.
وأعلنت القنصلية الإيرانية في كربلاء، أن الظروف الراهنة غير مواتية لزيارة "العتبات المقدسة" في العراق، داعية، الزوار الإيرانيين إلى تأجيل سفرهم إلى العراق حتى استعادة الأمن في المدينة.
وأفاد شهود عيان عراقيون، بأن "متظاهرين قاموا بإحراق البوابة الخارجية للقنصلية الإيرانية بكربلاء، ما أدى إلى وقوع صدامات بين قوات الأمن المكلفة بحماية القنصلية والمتظاهرين".
وأضاف الشهود أن "الصدامات أدت إلى وقوع عدد من الشهداء والجرحى من المتظاهرين لم يعرف عددهم بعد".
وقام المتظاهرون برفع علم العراق على المقر الدبلوماسي الإيراني، مرددين شعارات مطالبة بطرد أعضاء القنصلية وإغلاقها في المحافظة، كما تم رشق المقر بالحجارة وإضرام النار بالقرب منه.
شهدت مدينة كربلاء ذات الطابع المقدس في وسط العراق، حتى وقت متأخر من ليلة 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعمال عنف استهدفت المتظاهرين، والقوات الأمنية، في وسط المدينة، ما أسفر عن مقتل متظاهر، وإصابة 143 آخرين.
وأعلنت خلية الإعلام الأمني العراقي، في بيان تلقته مراسلتنا، الثلاثاء، 30 أكتوبر، الماضي، أن محافظة كربلاء، شهدت تظاهرات تخللتها بعض الحوادث المؤسفة، حيث أصيب 53 مدنيا بحسب عمليات وزارة الصحة.
وأضافت الخلية أن عدد المصابين في صفوف القوات الأمنية بلغ 90 مصابا، وفقا لإحصائيات قيادة عمليات الفرات الأوسط.
ودخلت التظاهرات العراقية، يومها الـ11 حتى الآن، في العاصمة بغداد، ومحافظات الوسط، والجنوب، لإقالة رئيس الحكومة، وحل البرلمان، ومحاكمة المفسدين، والمتورطين بقتل المتظاهرين، واستهدافهم، وإعلان حكومة إنقاذ وطني، وانتخابات مبكرة تحت إشراف دولي أممي.