ضجة بعد كلمة مندوب العراق لدى الأمم المتحدة... والخارجية تصدر بيانا

أصدرت الخارجية العراقية بيانا بعد ضجة سببتها كلمة محمد حسين بحر العلوم، مندوب العراق الدائم لدى الأمم المتحدة في جلسة مجلس الأمن، التي انعقدت الثلاثاء، وناقشت التطورات الأخيرة في البلاد.
Sputnik

وقالت الخارجية إن الكلمة اجتزئت من سياقها، ونشرت النص الكامل لتؤكد كلامها؛ بحسب صحيفة "بغداد اليوم".

سياق موضوعي

الحكيم: الحكومة العراقية المقبلة ستكون حكومة مؤقتة تحضر لانتخابات مبكرة
وأكدت وزارة الخارجية العراقية، اليوم الأربعاء، أن الكلمة التي ألقاها الممثل الدائم للعراق في الأمم المتحدة، تمثل بياناً رسمياً للعراق في مجلس الأمن، تم إعداده وفق السياقات المُتبَعة، وبمُوافقة الوزير لغةً ومضموناً، فيما أشارت إلى أن ما تم تداوله بشأن الكلمة أُخرِج عن سياقه الموضوعي؛ بحسب صحيفة "السومرية".

وقال المتحدث باسم الوزارة، أحمد الصحاف، إن الكلمة التي "كان قد ابتدأها بحر العلوم بالترحم على أرواح الضحايا من المتظاهرين والأجهزة الأمنية والدعاء بالشفاء للمُصابين"، مبينا أن "الكلمة استعرضت الحق بالتظاهر المكفول دستوريّاً، وأشادت بالنضج الذي يتمتع به المُتظاهِرون في التعبير عن مطالبهم الحقة، وما قامت به الحكومة من إجراءات لحمايتهم، وتشكيل لجان للتحقيق فيما تعرَّضوا له من اعتداءات".

حراك مجتمعي

وتابع الصحاف أن "ما تداولته المواقع هو كلام كان قد أُخرِج عن سياقه الموضوعيِّ الصحيح، ابتغاء إحداث حالة من السخط، والاستياء لدى المُجتمَع، إضافة إلى ذلك أنّ الكلمة تضمَّنت الإشادة بالمُظاهَرات كتجلٍّ عمليّ لحراك مُجتمَعيّ يُعبِّر عن حالة النضج، والتي ما كان من الحكومة إلا أن تستجيب للمطالب بقدر تعلّقها بالجانب التنفيذيّ، وإرسال ما يحتاج إلى تشريع إلى مجلس النواب الذي بدوره يصوغ لها تشريعاً مُلائِماً لتحقيقها".

وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية، أحمد الصحاف، إلى أنّ "وزارة الخارجيّة لطالما عبّرت عن الموقف الرسميِّ للحكومة إزاء التظاهرات، وعدّت أنّه حقّ مشروع كفله الدستور، وَدَعَت المُتظاهِرين إلى أخذ الحيطة والحذر من جماعات غريبة عن واقعهم تبتغي إحداث اضطرابات، وفوضى، وإخلال بالأمن، ومن ثم حرف التظاهرات عن مسارها، وتشويه صورتها المطلبيّة الإصلاحيَّة الحضاريَّة، وهو نفسه الذي حذرت منه المرجعيّة الدينيّة في خطبها ذات الصلة".

ضرورة تحري الدقة

اتهام سفير العراق لدى الأمم المتحدة بقلب الحقائق
وأكد الصحاف، "على أهمّية عدم الاعتماد على ما يُنشَر في مواقع التواصُل الاجتماعيّ على أنّه مصدر رسميّ يُعبِّر عن الحقيقة، بل ندعو مُؤكِّدين على أخذ المعلومة من مصادرها الرسميّة ابتغاء تحرِّي الحقيقة، والوقوف عليها، كما نُؤكّد أنّ هناك من لا يُرِيدون الخير للعراق ولشعبه الكريم، وعلى الجميع رصُّ الصفوف، لتفويت الفرصة عليهم".

وتداول ناشطون عراقيون هاشتاغ على "تويتر"، تحت اسم "محمد حسين بحر العلوم لا يمثل العراق"، وذلك بعد تصريحات مندوب العراق الدائم لدى الأمم المتحدة في جلسة مجلس الأمن، التي انعقدت، أمس الثلاثاء، وناقشت التطورات الأخيرة في العراق.

كلمة مثيرة للجدل

فقد تعرض بحر العلوم لسيل من الانتقادات بعد الكلمة المثيرة للجدل، التي ألقاها وأورد فيها معلومات وصفت بـ"مضللة"، بشأن أعداد قتلى الاحتجاجات في العراق والجهات التي تقف وراء عمليات القمع ضد المتظاهرين.

وقال بحر العلوم في كلمته:

إن عدد الضحايا بلغ 300 قتيل و1500 جريح منذ اندلاع الاحتجاجات في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول.

فيما أكد بحر العلوم أن قوات الأمن العراقية لا تستهدف المتظاهرين "بل تقف موقف الدفاع أمام هجمات الخارجين عن القانون المندسين بين المتظاهرين".

ودافع محمد حسين بحر العلوم، مندوب العراق الدائم لدى الأمم المتحدة، في كلمته عن إجراءات حكومة بلاده المتعلقة بقطع الإنترنت بحجة استخدامه "للترويج للعنف والكراهية وتعطيل الحياة العامة".

قلب للحقائق

بعد استقالة الحكومة... البرلمان العراقي يمهل رئيس الجمهورية 15 يوما
وفي السياق نفسه، شن الخبير الأمني العراقي، هشام الهاشمي، هجوما حادا على بحر العلوم، متهما إياه بـ"قلب الحقائق وتدليس العبارات" أثناء كلمته أمس نيويورك.
ونشر الهاشمي تغريدة على حسابه الشخصي في "تويتر"، قال فيها: "إحاطة المبعوثة الأممية كانت أكثر مصداقية وموضوعية وإنصافا لمتظاهري تشرين، بخلاف إحاطة محمد حسين بحر العلوم سفير العراق لدى الأمم المتحدة، فقد قلب الحقائق ودلس العبارات...التظاهرات السلمية ينبغي أن لا تقتصر على طرد الفاسدين بل لا بد أن تشمل طرد المدلسين، والتدليس أخو الكذب".

ويشار إلى أن مشاورات سياسية تجري في العراق للتوصل إلى تسمية خلف لرئيس الحكومة المستقيل، عادل عبد المهدي، وإلى قانون انتخابي جديد ينبثق منه برلمان أكثر تمثيلا مع حضور أكبر للشباب.

ويشهد العراق منذ مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، احتجاجات واسعة للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية ومحاربة الفساد وإقالة الحكومة وحل البرلمان، وإجراء انتخابات مبكرة، وقتل ما لا يقل عن 350 شخصا منذ بدء أكبر موجة احتجاجات تشهدها البلاد منذ سقوط صدام حسين عام 2003.

مناقشة