طباعة العملات الورقية
تعد العملة الورقية تاريخيا وجهة البلاد الرسمية وذلك يبدو جليا من خلال قيام الدول بعرض انجازاتها وشخصياتها ومعالمها التاريخية المختلفة على عملاتها الورقية حيث تسعى الدول الكبرى والقادرة على طباعة أموالها داخل الدولة نفسها للحفاظ على قيمتها وحماية اقتصادها وأمنها القومي والمالي من التدخلات والتأثيرات الخارجية.
ومن أبرز الدول التي تؤمن لنفسها العملة الورقية وتطبعها وتصدرها هي الولايات المتحدة والهند وروسيا وبريطانيا ودول أوروبية أخرى. بينما تلجأ دول أخرى كثيرة إلى طباعة عملتها الورقية في بلدان أخرى ويعود سبب ذلك إلى ارتفاع تكاليف صناعة وطباعة العملة والافتقار إلى التكنولوجية الحديثة المطلوبة لهذه العملية، كما تحاول بعض الدول الاعتماد على الطباعة الخارجية للابتعاد قدر الإمكان عن عملية تزييف وتزوير العملة.
الليرة اللبنانية... عملة بأوراق روسية
كشف تقرير روسي أن العملة الورقية اللبنانية التي تشهد أزمة في الأشهر الأخيرة مهددة بشكل كبير خصوصا أن المصرف المركزي اللبناني يقوم بالاعتماد على طباعة العملة الورقية في الخارج وتحديدا في روسيا.
ويشير التقرير إلى أن لبنان في عهد الاستقرار الاقتصادي والمالي كان عاجزاعن تزويد نفسه بالأموال الورقية وطباعتها ولجأ إلى روسيا كخيار لطباعة أمواله، أما حاليا وفي خضم الظروف التي تعصف بلبنان فبات وضعه أصعب خصوصا أن شراء العملات الجديدة يتطلب عملة صعبة بالمقابل.
ولفت التقرير أن شركة "غوزناك" الروسية هي التي تقوم بإصدار وطبع العملة اللبنانية "الليرة"، حيث أن طبع رزمة تحتوي على 1000 ورقة نقدية لبنانية يكلف لبنان 60 يورو، وبالتالي فإن طباعة عشر رزمات من أصغر فئة نقدية ورقية لبنانية تكلف 10 بالمئة من قيمتها. أما معرفة كمية الأموال اللبنانية المطبوعة في روسيا فهو صعب نظرا لوجود سرية صارمة.
وبحسب مصادر الشركة الروسية، فإن طباعة الأموال اللبنانية في روسيا يعود إلى أكثر من 10 سنوات. ولا يعتبر لبنان الدولة الوحيدة التي تطبع وتستورد أموالها من روسيا، فهناك دول مثل سوريا ولاوس وماليزيا وروسيا البيضاء وغواتيمالا و دول أخرى.