المغرب يطلق الحرب الناعمة ... سبتة ومليلية في الدائرة

تستمر مشكلة المعابر الحدودية بين المغرب وسبتة ومليلية، الخاضعتين للإدارة الإسبانية، منذ إعلان المغرب بشكل رسمي إغلاق معبر باب سبتة، في ديسمبر من العام الماضي.
Sputnik

وأبلغت مصلحة الجمارك المغربية، السلطات الإسبانية بالقرار النهائي بإغلاق المعبر أمام "ممتهني التهريب المعيشي".

اقتصاديون: اتفاقية التبادل الحر أضرت بالمغرب والاستثمارات التركية غير مجدية
ومن جهتها أشارت صحيفة "أخبارنا" المغربية، أمس الأحد، أن السلطات الاسبانية قررت إغلاق معبر مدينة سبتة (باب سبتة) أمام المغربيين، وتم تطبيق قرار الإغلاق اعتبارا من اليوم الاثنين.

إسبانيا تغلق المعابر ردا على المغرب

وبحصب مصادر إعلامية من سبتة نقلتها الصحيفة فإن السلطات الإسبانية قررت إغلاق المعبر الحدودي مع سبتة كرد على الحصار الاقتصادي "غير المسبوق" الذي يضربه المغرب على المدينة، خاصة بعد أن قامت السلطات المغربية بمنع الأسماك والخضروات والفواكه المغربية من دخول سبتة.

وأشارت المصادر الإسبانية إلى أن قرار الإغلاق سيستثني المواطنين الذين يحملون الجنسية الإسبانية أو الحاصلين على بطاقة الإقامة، بينما سيطبق قرار المنع على باقي الأشخاص.

أسباب اختيار المغرب لتوقيت الحظر

أفردت صحيفة "إسبانيول" ملفا كاملا تحدثت فيه عن أسباب قيام المغرب بإجراءات اقتصادية على المدينتين معتبرة أن هذا الاختيار وهذا التوقيت لم يأت بمحض الصدفة بل كان مدروسا وله أبعاد مختلفة.

ضعف الحكومة الإسبانية

اعتبرت الصحيفة أن من أهم اسباب وتوقيت قيام المغرب بهذه الخطوة هو ضعف الحكومة الإسبانية، وأن الأحزاب الداخلية في إسبانيا ليس لها موقف سياسي موحد، وغير متجانسة.

كتالونيا تطالب بالإنفصال

بالإضافة إلى ذلك أشارت الصحيفة إلى أن إسبانيا تواجه مشكلة حقيقية في كاتالونيا التي تطالب بالانفصال عن إسبانيا، وبحسب "دي دبليو" فإن المطالبات تزداد بطريقة غير مسبوقة منذ عام 2017، وجيع أسباب هذه المطالبات تتعلق بالشأن الاقتصادي الذي يعاني منه السكان.

البرلمان المغربي يستغل الظرف

بحسب الصحيفة فقد استغل البرلمان المغربي الوضع الحالي الذي تمر به إسبانيا ليعلن التشريعات الجديدة التي تخص الحدود البحرية حول المغرب، ونوهت الصحيفة الإسبانية "إسبانيول" إلى أن المغرب قام بسن تشريعات "لتوسيع المياه الإقليمية للمملكة، لتضم مياه جزر الكناري".

اكتفاء ذاتي مغربي يهمش المدينتين

أشارت الصحيفة إلى أن الملك المغربي استطاع تعزيز مكانة بلاده الاستثمارية وتعزيز المنافذ البحرية للبلاد، فقد أنشأ بالقرب من سبتة ومليلة، وتحديدا في مدينتي طنجة والناظور منفذان بحريان جديدا يستطيعان تخديم حاجة البلاد بالكامل من الاستيراد والتصدير، يربطان أفريقيا بأوروبا وبقية العالم، (طنجة ميد وميناء بني إنصار) بالإضافة إلى ذلك يستعد المغرب لإطلاق ميناء جديد قيد الإنشاء في الناظور.

مطارات جوية جديدة

واعتبرت الصحيفة أن المغرب قام أيضا بتطوير مطارات جوية جديدة لتخديم المدن المجاورة، من شأنها أن تهمش سبته ومليلية، فقد أشارت إلى أنه تم تسجيل زيادة في نسبة المسافرين بمطارات الشريف الادريسي بالحسيمة، والعروي بالناظور وابن بطوطة بطنجة،

بالإضافة إلى كل ذلك أشارت الصحيفة إلى أن مدن الشمال تعرف تطورا غير مسبوق في البنية التحتية ما يساعدها على جذب عدد كبير من السياح الأجانب.

صناعات كبرى في مدن الشمال المغربي

ونوهت الصحيفة إلى أن المغرب يسعى من خلال إقامة مشاريع صناعية كبرى في مدن الشمالية، إلى جعلها أقطابا اقتصادية تعمل على جذب رؤوس الأموال والعمالة، على غرار مدينة الدار البيضاء.

قرار المغرب بهذه الخطوة جاء مقرونا بخلق بدائل اقتصادية للمتضررين، كفرص عمل جديدة، خصوصا للذين امتهنوا التهريب بين المغرب والمدينتين كعمل لهم، حيث تم إنشاء مصانع جديدة، وافتتاح فروع لشركات عالمية من أجل الحد من البطالة.

أحزاب لا تحب المغرب لكنها تريد السمك

اعتبرت الصحيفة إلى أن المغرب من حقه الغضب بعد تصريحات حزب "فوكس و بوديموس" المتكررة في سبتة والتي وصفتها "بالمعادية للمغرب" والمحرضة ضده، والتي تطالب بإظهار "صلابة إسبانيا" مشيرة إلى أنها بنفس الوقت تطالب المغرب بالسمك، الأمر الذي اعتبرته الصحيفة "غير منطقي" بالإضافة إلى دعمهم جبهة البوليساريو.

علاقات مغربية مع واشنطن ولندن

نوهت الصحيفة إلى أن المغرب استفاد من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ومن علاقاته الجيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية، واستثمر ذلك لصالحه، وأشارت إلى أن "الأمريكيين والبريطانيين يسعون للسيطرة على مضيق جبل طارق، ويفكرون في فتح قواعد عسكرية في المغرب لمساعدة فرنسا في محاربة الإرهاب في دول الساحل" الأمر الذي سيجعل المغرب يمتلك حلفاء دوليين كبار، سيدعمونه في قضية الصحراء المغربية، مشيرة إلى أنه التحدي الحقيقي الأكبر بالنسبة لإسبانيا.

مناقشة