وسار المشاركون في المسيرة اليوم الاثنين، مرتدين قمصان تي شيرت وأحذية مفتوحة، وبحسب رويترز، الطابع غير الرسمي لهذه القوات التي تجمعت في معسكر قرب العاصمة جوبا أظهر كيف أن الطرفين المتحاربين سابقا يواجهان صعوبة في الالتزام بمهلة تنتهي يوم السبت لتحقيق هذا الهدف.
ومدد أكثر من مرة الرئيس سلفا كير ونائبه السابق ريك مشار الذي تحول قائدا لمقاتلي المعارضة مهلة تشكيل الوحدة الوطنية التي تمثل البند الرئيسي في اتفاق سلام أبرم عام 2018 وأنهى حربا استمرت خمس سنوات. وتعهد الجانبان في نوفمبر/ تشرين الثاني بتشكيل الحكومة بحلول 22 فبراير/شباط.
وفر ريك مشار، النائب السابق للرئيس، إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية المجاورة عام 2016.
ونشب قتال عنيف في جوبا أسفر عن سقوط مئات القتلى، وسافر مشار فيما بعد إلى جنوب أفريقيا حيث وضع رهن الإقامة الجبرية في المنزل حتى وقت سابق هذا العام.
ووقع مشار ورئيس جنوب السودان سلفا كير اتفاق سلام جديدا، الشهر الماضي، ضمن أحدث محاولة لإنهاء الحرب المستمرة منذ خمس سنوات في البلاد.
ووصل مشار إلى جوبا اليوم الاثنين قادما من العاصمة السودانية الخرطوم ومن المقرر أن يجتمع مع كير غدا الثلاثاء. ولكن في دلالة على أن الاستعدادات لم تكتمل، وصل أكثر من 500 من الموالين لمشار إلى المعسكر يوم الأحد للانضمام لقوة حماية تضم ثلاثة آلاف فرد من المفترض أن تكون جاهزة للعمل يوم السبت.
وستتولى هذه القوة حراسة كير ومشار وكبار المسؤولين الآخرين في الحكومة التي ستتشكل في المستقبل. وتهدف هذه القوة إلى منع السيناريو الذي أثار عنفا في جوبا في 2013 و2016 حين اندلع قتال بين قوتي حماية كير ومشار.
وقال آلان بوسويل أحد كبار المحللين في مجموعة الأزمات الدولية "ما زال تشكيل حكومة جديدة قبل انقضاء المهلة أمرا غير مؤكد إلى حد كبير. لن يستكمل الطرفان المهام المتفق عليها بحلول ذلك الموعد ومن ثم سيتعين عليهما الجلوس والاتفاق على الطريق".
وينحي كل طرف على الآخر باللوم في عدم الوفاء بالنقاط الرئيسية في الاتفاق ولا سيما دمج قوات الطرفين. ويقول محللون إن من بين العقبات الأخرى عدم استعداد كير اقتسام عائدات بلاده من النفط مع خصمه.
وقالت سيف كاسبرسن سفيرة النرويج في جنوب السودان وإحدى الشخصيات الدولية التي زارت المعسكر "إنهم يتلكأون".
وأضافت أن الحكومات الأجنبية التي تدعم الاتفاق لا تتوقع أن تكون القوة مدربة تماما بحلول يوم السبت ولكن من المهم أن تتسلم هذه القوات المعدات بحلول الجمعة.
ويأتي الجمع السريع بين هذه القوات بعد استجابة كير يوم السبت لطلب المتمردين خفض عدد ولايات جنوب السودان. وكان جنوب السودان قد أعلن الاستقلال عن السودان عام 2011 ولكنه سقط في أتون حرب أهلية عام 2013 عندما قرر كير إقالة مشار، نائبه في ذلك الوقت.
وأدى القتال إلى سقوط ما يقدر بنحو 400 ألف قتيل وإلى مجاعة وتسبب في أكبر أزمة لاجئين في أفريقيا منذ الإبادة التي شهدتها رواندا عام 1994.