قبل العام 2000 تراجع الزي المغربي بصورة ملحوظة في ظل سيطرة الأزياء الحديثة على معظم العالم العربي، الذي كان يتمثل بالملابس التقليدية في إطار الحفاظ على الهوية، وهو ما دفع بعض المصممين لإعادة الزي التقليدي إلى الواجهة مرة أخرى بتصميمات عالمية تحمل العراقة والتراث والحداثة في آن واحد.
في البداية تقول المصممة المغربية سميرة حدوشي، إن القفطان هو المسمى العام للزي المغربي، والذي يتضمن "التقشيطة"، والجلباب المغربي.
اختلاف الزي في القرون القديمة
وأضافت في حديثها لـ"سبوتنيك"، أنه في القرن الثامن عشر وما قبله، كان الزي التقليدي يختلف من قبيلة لأخرى، وأن كل منطقة كان يميزها زي مختلف عن المناطق التي تتواجد فيها قبائل أخرى.
وتتابع أنه مع بداية القرن التاسع عشر أصبح الزي المغربي متقاربا إلى درجة كبيرة، وأن ما يميز منطقة عن الأخرى هو العمل اليدوي وفن التطريز لا شكل الجلباب.
إعادة الزي المغربي للواجهة
وأشارت إلى أنه حتى العام 2000، كان الأمر يقتصر على الخياط والخياطة في صناعة الزي التقليدي، إلا أنه بعد هذا التاريخ بدأ المصممون في تصميم الزي المغربي بدرجة عالية من الحرفية، وهو ما دفع بالزي المغربي نحو العالمية، وكانت حدوشي من الأوائل الذين كان لهم الدور الأبرز في تواجد الزي المغربي في المهرجانات العالمية.
القفطان قديما
يعود ظهوره إلى العصر المريني ثم العصر السعدي، وخاصة في عهد السلطان المغربي أحمد المنصور. تصميم القفطان المغربي يتطلب معرفة عميقة في تاريخه، ويعود ذلك لمن امتهنو حرفته وضبطوا أصوله جيدا.
الحايك الصويري
يعد "الحايك الصويري"، من أعرق الألبسة التقليدية الخاصة بالنساء في العصور القديمة بالمغرب، وشكل لقرون جزء من الأزياء المميزة لمدينة الصويرة.
وتراجع في الوقت الراهن، كما يلاحظ أن عددا قليلا من النساء الصويريات، يرتدين هذا اللباس التقليدي المميز، غالبيتهن من المتقدمات في السن، الحريصات كل الحرص على الحفاظ على هذا الموروث الذي يمثل أحد مكونات التراث المغربي الغني المرتبط بالزي، بحسب جريدة هسبريس الإلكترونية.
وبعدما كان الحايك الصويري، الذي يعتبر رمزا للحشمة والوقار، حاضرا بقوة داخل المجتمع، أصبح اليوم يعاني من التهميش ويسير بشكل تدريجي نحو الاندثار، إلا أن المصممين المغاربة حاولوا إدخال الكثير من التصميمات للحفاظ على الزي التقليدي بصوره الحديثة.
وفي عام 2017 أبرزت جميلة المصلي، كاتبة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الرقمي في ذلك الوقت، أن الزي التقليدي يشكل مرآة الهوية الثقافية والحضارية بكل تلاوينها ومميزاتها الجغرافية والإثنية، ومصدر إشعاع للمغرب.
وأكدت الوزيرة في كلمة لها، خلال افتتاح المناظرة الوطنية حول "الزي التقليدي المغربي"، المنظمة في إطار الدورة الرابعة للأسبوع الوطني للصناعة التقليدية، أنّ هذا القطاع يشكل مصدر عيش لآلاف من المغاربة على مستوى الوسط الحضري و القروي.
وأضافت أنه يحتل مكانة مهمة ضمن باقي الأنشطة الحرفية التي يزخر بها قطاع الصناعة التقليدية، مشيرة إلى أنّه يحتل المرتبة الثالثة من حيث المعاملات بحوالي 3.8 مليار درهم برسم سنة 2015، والمرتبة الثانية من حيث الصادرات بنسبة 16 في المائة من مجموع صادرات الصناعة التقليدية.