ويرى مراقبون أن الأمور باتت تحتاج إلى حنكة سياسية ودبلوماسية وأن تكون كل التحركات محسوبة بدقة، لأن تحرك مصر نحو الجامعة العربية فتح صراعا جديدا في الداخل الأفريقي وهو صاحب الرأي النافذ في أي مفاوضات.. فهل تنجح مصر والسودان في الخروج بمكاسب من أفريقيا بعد الإخفاقات السابقة؟
حوض النيل
وأضاف النائب المصري، "الموقف الإثيوبي تحول تجاه الداخل الأفريقي وسحب البساط من كل من مصر والسودان، وبالتالي أصبح موقف دول حوض النيل متعاطف إلى حد ما مع الموقف الإثيوبي".
موقف متفائل
وحول ما يثار حول حقوق دول حوض النيل قال باشات، "الرئيس السيسي اكتسب مصداقية كبيرة جدا خلال فترة رئاسته للاتحاد الأفريقي نتيجه عدم إثارته لمشكلة سد النهضة طوال فترة رئاسته للاتحاد الأفريقي، وبالتالي فهو يمتلك شعبية كبيرة لدى معظم القادة الأفارقة، واعتقد عندما يقوم بطرح هذا الأمر على الدول الأفريقية سيكون الأمر مختلفا".
وأضاف البرلماني المصري، "للأسف الشديد الموقف السوداني الأخير أضعف وضعها ووضع مصر كدولتي مصب، ولكن الموقف المصري دائما متفائل وجميع السيناريوهات مطروحة".
تحذيرات سابقة
وقال الدكتور أحمد المفتي الخبير المائي والعضو السوداني السابق في مفاوضات نهر النيل لـ"سبوتنيك"، إن "إثيوبيا تجابه دعم جامعة الدول العربية لموقف مصر، بالسعي لاصطفاف دول حوض النيل الأخري، بل والاتحاد الأفريقي إلي جانبها، وقد حذرنا وتحفظنا علي دعم جامعة الدول العربية لمصر، وأيدنا موقف السودان، كأول موقف سليم منذ بدأ مفاوضات السد، أوضحنا أن السبب في تحفظ السودان هو أن ضرر ذلك الدعم العربي لمصر سوف يكون اكثر من نفعه".
وتابع المفتي، "..والآن تأكدت الرؤية السودانية في الجولة التي يقوم بها المسؤولون الإثيوبيون في القارة الأفريقية وبخاصة في دول حوض النيل، وأكد الجميع أنهم يقفون مع الحل الأفريقي، بكل ما يعني ذلك من إعادة نظر في استخدامات مياه النيل، التي لدول حوض النيل الأخري نصيب فيها، وهو أمر يعترف به القانون الدولي".
وأضاف الخبير السوداني، "لم نسمع طوال جولات المفاوضات السابقة إثارة مثل هذا الأمر إلا بعد إقدام مصر على الحشد في جامعة الدول العربية، وهناك من يتحدث عن ضرورة عدم الربط بين التحرك الإثيوبي في أفريقيا وقرار جامعة الدول العربية، ولا شك عندي في أن موقف الجامعة العربية، عضد وأسرع بمسيرة إثيوبيا في ذلك الاتجاه، ودليلي علي ذلك، أن مبعوثيها، على أعلى المستويات، أصبحوا بعد قرار الجامعة العربية يجوبون دول حوض النيل الأخرى، لتذكيرهم بحقوقهم المائية، كما ذهب بعضهم إلي جهات غربية، بحثا عن دعم سبق أن قدمته تلك الجهات، لمسار دول حوض النيل 1995-2010".
حلبة صراع
وأوضح المفتي، "في الوقت الذي تقوم فيه إثيوبيا بهذا الحراك، الذي له مردوده العملي العاجل، نجد أن السودان ومصر يتلاومان علي قرار الجامعة العربية، ولا أعتقد أن ما يمكن أن تقوله جامعة الدول العربية ، فيما يتعلق بسد النهضة يمكن أن يقف في وجه ما تقوله دول حوض النيل، والاتحاد الأفريقي".
وتابع الخبير السوداني، وبعد أن كسبت إثيوبيا جولة المفاوضات، 2011 – فبراير/شباط 2020، فإنها تقود السودان ومصر اليوم إلي حلبة صراع، لم يعدان لها عدتها، ولذلك، لا نقف كثيرا عند تحليل قرار جامعة الدول العربية، ونذكر بأن الأكثر جدوي للسودان ومصر، هو الاعداد الفوري لذلك التطور، حتي لا يخسرا الجولة القادمة، كما خسرا الجولات السابقة، وذلك اعتمادا علي ما حققاه من نجاح لكل دول حوض النيل، خلال مفاوضات 1995-2010.
وبدأت إثيوبيا في إرسال وفد رفيع المستوى إلى دول مختلفة لإطلاعهم على موقفها بشأن سد النهضة.
وتوجه وفد برئاسة الرئيس السابق مولاتو تيشومي إلى أوروبا للقاء كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء، وفقا لوكالة الأنباء الإثيوبية.
ويلتقي مولاتو برئيس الاتحاد الأوروبي وقادة فرنسا والدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي لإطلاعهم على آخر التطورات وموقف إثيوبيا بشأن مشروع سد النهضة.
كما تخطط الدولة لإرسال وفد رفيع المستوى إلى الولايات المتحدة ودول أخرى للقيام بمهمة مماثلة.
كما سافر وفد برئاسة رئيسة الجمهورية ساهلورق زودي إلى نيروبي، حيث أجرت مناقشة حول سد النهضة مع الرئيس الكيني أوهورو كينياتا وأطلعته على تفاصيل المفاوضات مع السودان ومصر بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن تعبئة سد النهضة وتشغيله.
وأكد كينياتا ضرورة استخدام أفريقيا مواردها الطبيعية بشكل مستدام لتلبية احتياجات سكانها المتزايد، مشددا على أهمية ضمان الاستخدام المنصف والمعقول للموارد الطبيعية.
وكانت مفوضية الاتحاد الأفريقي شددت على أن التفاوض بشأن سد النهضة يجب أن يتوصل إلى صفقة عادلة يستفيد منها جميع أصحاب المصلحة.
وفي 7 مارس/ آذار الجاري، طالب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي، إثيوبيا والسودان ومصر، بالسعي لإيجاد صيغة توافقية لتجاوز الخلافات، بشأن ملف سد النهضة.
وكانت أديس أبابا قد أعلنت عدم مشاركتها في مفاوضات "سد النهضة"، التي كان من المقرر أن تستضيفها واشنطن الشهر الماضي؛ لدراسة مقترحات من وزارة الخزانة الأمريكية حول مسودة الاتفاق الخاص بملء وتشغيل سد النهضة.
كما أعلنت مباشرة بدء تخزين 4.9 مليار متر مكعب من مياه نهر النيل في مشروع "سد النهضة"، في شهر يوليو/تموز المقبل.
من جانبها، أعلنت مصر رفضها اعتزام إثيوبيا ملء سد النهضة دون اتفاق مسبق، مشيرة إلى أن أديس أبابا تغيبت عن مفاوضات واشنطن بشكل متعمد.