ويرى مراقبون أن تلك الجولة قد تدفع أطرافا عربية ودولية للتوسط من أجل التهدئة وتقريب وجهات النظر، لأنه لا بديل أمام كل الأطراف سوى الجلوس على طاولة الحوار للتوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف.
ملفات كثيرة
وأشار مساعد وزير الخارجية إلى أن "هناك اتفاق مصري أوروبي للتعاون في كافة المجالات، وهو من أنجح اتفاقات المشاركة التي وقعتها مصر، وينص الاتفاق على التشاور بين كل الأطراف الأعضاء في الملفات السياسية من أجل أن يأخذ كل طرف مواقف الطرف الآخر في اعتباره عند تحديد مواقفه، وهناك 8 لجان فنية تقوم بالاجتماع على مدار العام في مختلف المجالات، كما أن لدينا لجنة عليا رئيسية مشتركة تضم وزراء الخارجية، والمشاورات تمثل شأن مهم في العلاقات المصرية الأوروبية".
سوريا وليبيا
وتابع بيومي: "بالقطع، زيارة وزير الخارجية للاتحاد الأوروبي ستطرح الوضع في سوريا وتأزم مصر منه، وكذا ما يحدث في ليبيا ومحاولة احتواء الوضع حتى تصل لما وصلت إليه سوريا، حتى اليمن لنا فيه آراء ومواقف ونصائح، هذا بالإضافة إلى ملف سد النهضة الغير مفهوم توجهات وأهداف أديس أبابا من كل ما يحدث، الاجتماعات مع الاتحاد الأوروبي قد يكون لها جداول محددة، لكن قد تطرح ملفات من أي من الجانبين ليست موضوعة في الحسبان".
وحول التحركات الدبلوماسية المصرية في الدول العربية قال بيومي: "إن جولات وزير الخارجية في الدول العربية التي لها استثمارات وعلاقات مع إثيوبيا تهدف إلى أن تقوم تلك الدول بشرح الموقف المصري لاثيوبيا أثناء التحرك الدبلوماسي الإثيوبي، وقد تؤدي تلك الجولات بشكل مباشر أو غير مباشر بتقريب وجهات النظر بيننا وبين إثيوبيا، لأن الموقف الإثيوبي وبكل صراحة ليس له تفسير، أحيانا تكون هناك مودة ظاهرة وبعدها تسمع تصريحات وحديث عن الحرب".
الموقف السوداني
وذكر مساعد وزير الخارجية أن "الموقف المقلق أيضا هو الموقف السوداني غير المفهوم وغير منطقي وفقا لحسابات المصالح، فالسودان دولة مصب وليس له مصلحة سوى مع مصر، فكيف يكون موقفه وسطي بين دولة مصب ودولة منبع، لذا فإن موقفه كوسيط يضر بموقفه كدولة مصب، هذا الأمر ليس إلا نوع من العناد السياسي الغير مبررمن دولة كانت تستظل معنا تحت علم واحد، لكن يبدو أن القبلية السودانية باتت هى المتحكم الرئيسي في كل ما يحدث وليس المصالح الوطنية".
إقناع إثيوبيا
من جانبه، قال السفير رخا أحمد حسن عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية لـ"سبوتنيك": "بالنسبة لزيارة سامح شكري لعدد من الدول العربية ودول الخليج، هناك دولتين زارهما شكري من خارج دول مجلس التعاون الخليجي وهما الأردن والعراق، وقدم شكري شكر مصر لهما نظرا لتأييدهما الواضح للحق المصري أثناء اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب بجامعة الدول العربية".
وتابع عضو المجلس المصري: "أما الدول الخمس الخليجية التي زارها شكري، تلك الدول لها استثمارات في إثيوبيا وبشكل خاص السعودية والإمارات في مشروعات زراعية ومشروعات الكهرباء، فإلى جانب تقديم الشكر لتلك الدول على موقفها الداعم والمؤيد للموقف المصري، يتم دعوتها لمحاولة إقناع إثيوبيا للاستجابة للمطالب المشروعة التي يقرها القانون الدولي وأقرتها الولايات المتحدة الأمريكية التي تدعم وتؤيد إثيوبيا تأييدا تاما هي والبنك الدولي".
الحق في التنمية والحياة
وأشار حسن إلى أن "مصر ليست ضد التنمية في إثيوبيا وتوليد الطاقة الكهربائية، بشرط ألا يؤثر هذا الحق على حقوق الدول الأخرى، فإذا كانت إثيوبيا تسعى للتنمية فإن المياة بالنسبة لمصر هى الحياة بعينها، وسبق أن عرضنا على أديس أبابا مساهمة مصر في مشروعات الطاقة الكهربائية بما لها من خبرة طويلة في هذا المجال وحتى في بناء وإدارة السد، وكل ما طلبناه لقى تأييد من الولايات المتحدة والبنك الدولي".
مواقف مصر
وقال اللواء كمال عامر، رئيس لجنة والدفاع والأمن القومي بالبرلمان المصري لـ"سبوتنيك"، إن "الجولة التي يقوم بها سامح شكري وزير الخارجية المصري لعدد من الدول العربية والاتحاد الأوروبي بكل تأكيد أن شكري يحمل معه خلال تلك الزيارات توضيح لتلك الدول عن مواقف مصر في العديد القضايا والملفات التي تحتاج إلى تفسيرات وتحديد مواقف، ومن بينها ملف سد النهضة".
تحرك مواز
وبدأت إثيوبيا في إرسال وفد رفيع المستوى إلى دول مختلفة لإطلاعهم على موقفها بشأن سد النهضة.
وتوجه وفد برئاسة الرئيس السابق مولاتو تيشومي إلى أوروبا للقاء كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء، وفقا لوكالة الأنباء الإثيوبية.
ويلتقي مولاتو برئيس الاتحاد الأوروبي وقادة فرنسا والدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي لإطلاعهم على آخر التطورات وموقف إثيوبيا بشأن مشروع سد النهضة.
كما سافر وفد برئاسة رئيسة الجمهورية ساهلورق زودي إلى نيروبي، حيث أجرت مناقشة حول سد النهضة مع الرئيس الكيني أوهورو كينياتا وأطلعته على تفاصيل المفاوضات مع السودان ومصر بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن تعبئة سد النهضة وتشغيله.
وأكد كينياتا ضرورة استخدام أفريقيا مواردها الطبيعية بشكل مستدام لتلبية احتياجات سكانها المتزايد، مشددا على أهمية ضمان الاستخدام المنصف والمعقول للموارد الطبيعية.
وتتزامن تلك الزيارات، مع جولات عربية يجريها وزير الخارجية المصري سامح شكري، حاملا رئاسل إلى الزعماء العرب من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فيما يخص آخر تطورات أزمة سد النهضة، بالإضافة إلى جولته الأوربية لشرح موقف مصر من الرفض الإثيوبي.
وكانت مفوضية الاتحاد الأفريقي شددت على أن التفاوض بشأن سد النهضة يجب أن يتوصل إلى صفقة عادلة يستفيد منها جميع أصحاب المصلحة.
وفي 7 مارس/ آذار الجاري، طالب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي، إثيوبيا والسودان ومصر، بالسعي لإيجاد صيغة توافقية لتجاوز الخلافات، بشأن ملف سد النهضة.
وكانت أديس أبابا قد أعلنت عدم مشاركتها في مفاوضات "سد النهضة"، التي كان من المقرر أن تستضيفها واشنطن الشهر الماضي؛ لدراسة مقترحات من وزارة الخزانة الأمريكية حول مسودة الاتفاق الخاص بملء وتشغيل سد النهضة.
كما أعلنت مباشرة بدء تخزين 4.9 مليار متر مكعب من مياه نهر النيل في مشروع "سد النهضة"، في شهر يوليو/تموز المقبل.
من جانبها، أعلنت مصر رفضها اعتزام إثيوبيا ملء سد النهضة دون اتفاق مسبق، مشيرة إلى أن أديس أبابا تغيبت عن مفاوضات واشنطن بشكل متعمد.