وكالة "سبوتنيك" أجرت مع النجم العربي الحوار التالي:
شاركت في أعمال أصبحت خالدة في الدراما السورية، ما هو العمل الذي ترك أكبر أثر في مسيرتك، أو الذي يمكن القول أنه صنع أيمن زيدان؟
صناعة فنان لايمكن أن تكون عبر مسلسل ما إنما هي حصيلة كل تجاربه وموهبته ومعارفه ولكن يمكن أن يكون هناك مسلسل يمكن ان يحقق حالة انتشار، أنا تخرجت من معهد الفنون المسرحية عام 1981، وعملت في المسرح سنوات طويلة بالإضافة إلى بعض الأعمال السينمائية، التي كانت في المرحلة الإحترافية التأسيسية، بدءا من أول فيلم وهو أحلام المدينة لمحمد ملص والذي كان محطة جدا مهمة في حياتي ومروراً بـ "الشمس في يوم غائم" مع محمد شاهين والطحالب الذي كان أول بطولة سينمائية مطلقة من إخراج الراحل ريمون بطرس وكذلك شاركت بمجموعة من الأعمال التلفزيونية مثل نساء بلا أجنحة و لك يا شام وهجرة القلوب إلى القلوب وحصاد السنين واختفاء رجل ومسلسل الدغري، حتى جاء عام 1993 وكان مسلسل نهاية رجل شجاع الذي أعتبره نقلة نوعية سواء على المستوى الشخصي أو على مستوى الدراما السورية وحضورها، لذلك يمكن اعتبار نهاية رجل شجاع هو نقطة انعطاف مهنية.
من خلال مسيرتك الطويلة الفنية في سوريا، كيف ترى مسار الفن في سوريا، هل يذهب صعودا أم هبوطا؟
هناك أزمة ثقافة عامة عموما، وللأسف هناك إحساس وهذا رأي شخصي بهيمنة ما يشبه العقم الإبداعي ليس فقط في سوريا وإنما في المنطقة العربية بشكل عام، فمثلاً حتى الآن إذا أردنا أن نتحدث عن الرواية السورية، نجد أنفسنا نعود إلى أكثر من ربع قرن من الزمن، سنعود إلى فارس زرزور وحنا مينا وحيدر حيدر وغيرهم من رواد الرواية السورية ..وإذا أردنا أن نحكي عن الشعر نجد أنفسنا نعود إلى الماغوط ونزار قباني وبدوي الجبل، اذا للأسف هناك حالة من الكمون والعقم الإبداعي نتيجة عوامل عديدة لا مجال للبحث فيها الآن.
لكن بتقديري وسبق وقلت هذا منذ مطلع عام 2000، إن الدراما السورية بدأت بالتراجع والانحسار باستثناء بعض المشاريع القليلة التي امتلكت قيما معرفية وجمالية .... منذ ذلك الوقت دخلت الدراما نفقا غير مبشر وهذا الكلام كان قبل الحرب السورية، ومن ثم جاءت الحرب السورية لتزيد صعوبات الانتاج الناجمة عن مجموعة قرارات سياسية خارجية حاصرت المنتج السوري وحدت من إمكانية توزيعه وبالضرورة حين يفتقد المسلسل الى إمكانية التصدير أو التسويق يتحول إلى منتج رخيص، وهذا واحد من أسباب ابتعادي عن العمل في التلفزيون منذ أكثر من خمس سنوات.
قدمت في أمينة نموذج للمرأة السورية والأم العظيمة التي استطاعت أو حاولت طوال الوقت جاهدة أن تستمر في الحياة رغم كل التحديات، وكانت أيقونة حقيقية في الحرب السورية، وكذلك في جبال الشمس قدمت أماً في رحلتها الموجعة لاستعادة جثمان ابنتها من منطقة سيطر عليها المسلحون، وفي غيوم داكنة، رويت حكاية رجل قرر بعد غياب طويل أن يعود، بعد أن أحس بالمرض ليموت في نفس المكان الذي ولد فيه يوما ..كما "رحلة السلمون" عاد إلى مدينته المدمرة وأصبح شاهدا على خراب لم يألفه من قبل.هي مجموعة مواضيع تلقي بظلالها على روحي، وأحاول أن أعكسها عبر تجربة سينمائية أحاول فيها قدر الإمكان أن أكون صادقاً وحقيقياً آملاً أن أكون قد وفقت في هذه التجارب.
أستاذ أيمن زيدان نتمنى لكم وافر الصحة والعافية وشكرا جزيلا لكم
أجرى الحوار أيهم مصا