وأعلن السنوار، استعداد حركته لتقديم تنازلات جزئيًة في ملف جثمانيْ جنودي جيش الدفاع، هادر غولدين وأورون شاؤول، المحتجزين لدى الحركة، مقابل موافقة إسرائيل على الإفراج عن سجناء فلسطينيين من كبار السن والمرضى والنساء.
وجاء رد مكتب نتنياهو على مبادرة السنوار في بيان قال فيه إن "منسق شؤون الأسرى والمفقودين يارون بلوم وطاقمه، بتعاون مع هيئة الأمن القومي، والمؤسسة الأمنية، مستعدون للعمل بشكل بنّاء من أجل استعادة القتلى والمفقودين، وإغلاق الملف، ويدعون إلى بدء حوار فوري من خلال الوسطاء".
أوردت صحيفة "يسرائيل هايوم" عن المسؤول أن "لدى إسرائيل نية حسنة وجدية من جانبنا، وعلى حماس أن تفهم أن هذه الفرصة لمرة واحدة ولن تتكرر".
دعت صحيفة هآرتس إلى ضرورة تعامل إسرائيل بشكل جدي مع مبادرة حماس التي أعلن عنها قائد الحركة السنوار، والتي تهدف بشكل حقيقي لإنهاء قضية الأسرى والمفقودين التي تعيق استمرار محادثات التهدئة.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط"، عن مصادر سياسية إسرائيلية، أن الطرفين يطلقان بالونات اختبار لمعرفة رد فعل جمهورهما في حال الاتفاق على صفقة، موضحة أنه تلوح في الأفق نغمة جديدة في الخطاب الفلسطيني في قطاع غزة وكذلك الخطاب الإسرائيلي يدل على تقدم ما نحو الصفقة.
وعزت الصحيفة هذا الخطاب بأنه يدل على أن كليهما يريدان استغلال أزمة كورونا لترتيب علاقاتهما المستقبلية".
وفي السياق نفسه، أكد الناطق باسم حركة حماس، فوزي برهوم، أن المبادرة التي طرحها السنوار بخصوص ملف الأسرى، تحمل أبعادا إنسانية وتعكس مدى المرونة التي تتمتع بها الحركة في إدارة الملف، وتضع إسرائيل أمام اختبار جديد لمعرفة مدى جديتها.
مصطفى الصواف، المحلل السياسي من قطاع غزة، قال إن "من المبكر الحديث عن قرب تنفيذ صفقة حماس، رغم تعبير إسرائيل عن رغبته في التعاطي مع الأمر".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "المبادرة الإنسانية التي طرحتها حماس وحددت مطالبها، ألقت بها الكرة في ملعب الاحتلال وهي تنتظر جديته في تحقيق المبادرة".
وتابع: "لابد من التفريق بين مبادرة السنوار المتعلقة بالمطالبة بالإفراج عن كبار السن والمرضى والنساء والأطفال مقابل تنازلات من حماس والكل يعتقد أن هذه التنازلات إما تكون معلومات عن مصير أسراه لدى المقاومة والبعض يرى إطلاق سراح الأثيوبي والعربي".
وأكمل: "حتى اللحظة الكل ينتظر تحرك الوسيط لمعرفة ما لدى الجانبين، أما صفقة فلها ثمن يجب أن يدفعه الاحتلال وأول ذلك الإفراج عن المعتقلين من صفقة وفاء الأحرار".
وأشار إلى أن "الموقف الصهيوني ما زال من مبادرة حماس التي طرحها السنوار لا يتعدى الكلام الإعلامي على كافة المستويات وإن بات الفهم للمبادرة أكثر دقة وهو أن حماس مقابل ما تطرحه من مبادرة لن تقدم أكثر من معلومات عن الجنود الأسرى لديها لتكشف ما يجهله الاحتلال".
ومضى قائلًا: "هذا الفهم قد يكون خطوة متقدمة يمكن أن يبني الاحتلال موقفه عليها ويقدم على التفكير الجاد بمبادرة حماس".
من جانبه قال الدكتور أيمن الرقب، استاذ العلوم السياسية والقيادي في حركة فتح، إن "مبادرة السنوار بشأن شروط حماس للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين تأتي في ظل خشية حماس من وفاة أسراها لدى إسرائيل".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "إسرائيل هي الأخرى لديها رغبة في الأمر، وقد تشجع على قبول مطالب حماس، والتي نزلت لأكثر من نصف مطالبها".
وتابع: "أعتقد أن صفقة التبادل بين حماس وإسرائيل تقترب، وقد نشهد تنفيذها قبل نهاية شهر أبريل، نظرًا لأن تصريحات السنوار وقوتها يعطي دلالة على اقتراب الإفراج عن الأسرى".
ويوجد لدى كتائب القسام 4 جنود إسرائيليين أسرى، وفق ما أعلنته في نيسان/ أبريل 2016؛ وهم: "شاؤول آرون" و"هادار غولدن" و"أباراهام منغستو" و"هاشم بدوي السيد"، ولكن دون إعطاء أي إشارة تدل على أنهم أحياء، وهو ما يُغضب "إسرائيل".
وتمت آخر صفقة تبادل أسرى بين "حماس" و"إسرائيل" في 18 أكتوبر/ تشرين الأول 2011، بعد تسليم الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي أُسر في عملية نوعية نفذتها المقاومة الفلسطينية داخل موقع عسكري إسرائيلي قرب معبر كرم أبو سالم جنوب شرقي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، في 25 يونيو/ حزيران 2006.