وقال في حوار مع "سبوتنيك"، إن "الحديث عن عودة الحياة في الأردن لطبيعتها سابق للآوان، ولا يمكن ذلك قبل تسجيل صفر إصابات في جميع المحافظات على مدى أكثر من أسبوعين"، مشيرًا إلى "صعوبة الوصول إلى هذا الأمر قبل شهر يونيو/ حزيران المقبل".
وأشار وزير الإعلام الأردني إلى "عودة العمل بشكل تدريجي في بعض المصانع والشركات والمنشآت التي يسمح لها بمزاولة عملها"، معلنًا عن "حزمة إجراءات جديدة ستعلنها الحكومة الأسبوع الجاري لدعم عمال المياومة، ومنشآت القطاع الخاص المتضررة".
وإلى نص الحوار..
بداية.. كيف بدأ فيروس كورونا في الأردن؟
مع انتشار وباء كورونا في الصين، وبداية انطلاقه في دول العالم سجل الأردن أول حالة مصابة بالفيروس في يوم 2 مارس/ آذار، وكانت قادمة من إيطاليا، وظلت حالة واحدة حتى منتصف ذلك الشهر، وبعدها بدأت تظهر حالات أخرى في الأردن، وتزداد يومًا بعد يوم.
وكيف تعاملت الدولة مع الوضع منذ البداية؟
بالتوازي مع اكتشاف أول حالة، اتخذ الأردن إجراءات احترازية صارمة حيث قمنا بتقييد حركة المواطنين، بجانب إجراءات صحية قوية، إلى أن وصلنا إلى فرض حظر التجوال الشامل يوم 21 مارس/ آذار، هذا الحظر استمر لمدة 3 أيام في بدايته، والتزم المواطنون الأردنيون به التزامًا كبيرًا.
بعد ذلك، اتخذت الدولة قرارًا يسمح بحركة المواطنين من الساعة العاشرة صباحًا إلى السادسة مساءً، وتبع القرار عدة شروط أهمها عدم السير بالمركبات الخاصة، وضرورة سير المواطنين على أقدامهم، والحفاظ على التباعد الجسدي بين المواطنين.
ولم يسمح بأي شكل من أشكال التجمعات، وتم إلغاء كافة الاجتماعات والفاعليات، وكل ما من شأنه أن يشكل بيئة لنقل العدوى، أو مكانًا لتجمع المواطنين مع بعضهم البعض.
أعلن الأردن الجمعة الماضية عدم تسجيل أي حالات جديدة.. كيف وصلتم إلى هذا الإنجاز؟
نعم اتخذنا عدة إجراءات لحصر الوباء، من أهمها محاصرة أي منطقة يتم اكتشاف بها حالات إصابة بفيروس كورونا المستجد من قبل القوات المسلحة والأجهزة الأمنية ولجان تقصي الوباء، ويتم إجراء فحص شامل لكل سكان المنطقة، ويتم إغلاقها نهائيًا لمدة أسبوعين.
ومثال ذلك ما حصل في محافظة إربد وهي من المحافظات الكبيرة، والتي انتشر فيها الوباء بشكل مقلق فاضطررنا إلى إغلاقها بشكل كامل، بحيث لا يخرج منها أحد ولا يدخل إليها أي شخص، ومع وصولنا إلى اليوم العاشر وحتى الآن لم يظهر فيها ولا إصابة، وذلك نتيجة هذه السياسات والإجراءات الاحترازية القوية.
في ظل الحالة الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الأردن.. كيف اتخذتم هذه الإجراءات الصارمة؟
بالطبع تسبب انتشار هذا الوباء وما تبعه من إجراءات في أضرار اقتصادية بالغة، وتأثرت العديد من القطاعات الاقتصادية، لكن صحة المواطن الأردني كانت أولوية، نحن نؤمن أن أفراد المجتمع إن لم يكونوا معافين لا يمكن للاقتصاد أن يتعافى، من الممكن أن نجوع الآن، لكن قد نصحح الأمور بعد انتهاء هذه الجائحة.
بالإضافة إلى ذلك الأردن لديه منظومة صحية جيدة، لكن في حال – لا قدر الله- تجاوزت أعداد المصابيين الآلاف، سيشكل لهذا الأمر أعباءً كبيرة على المنظومة الصحية، وعلى الاقتصاد بشكل عام، ونتحمل الآن هذه الظروف ونأمل في المستقبل أن ننهض باقتصاد بلادنا مرة أخرى.
بعض الدول اتخذت إجراءات ضد اللاجئين بسبب الأزمة.. كيف يتعامل الأردن مع اللاجئين؟
الأردن يستضيف ملايين اللاجئين، منهم مليون ونصف لاجئ سوري، وغيرهم من الفلسطينيين، الأردن قدره أن يستضف أخوته وجيرانه من العرب، ونسعى لتقاسم رغيف الخبز مع أخواتنا اللذين وفدوا إلينا بسبب الظروف القاسية التي يواجهونها في بلدانهم.
ما إجراءات المرحلة المقبلة بعد النجاح في حصار الفيروس؟
بالفعل بدأنا تدريجيًا بعودة الحياة، لكن بشروط صارمة، تم عمل تصاريح إلكترونية للقائمين على القطاع الطبي والصحي، وكذلك القطاع الإنتاجي، والمواد المتعلقة بأساسيات الحياة اليومية، ودشن الأردن خلية أزمة متواصلة، هذه الخلية يقودها مباشرة جلالة الملك عبدالله الثاني، ثم من خلفه رئيس الوزراء، وقائد الجيش، رئيس هيئة الأركان المشتركة، ويتم تنسيق هذه الجهود من خلال المركز الوطني لإدارة الأزمات.
وكيف ترى درجة التزام المواطنين الأردنيين بالإجراءات التي تتخذها الحكومة؟
المواطنون ملتزمون بشكل كبير، كل أسبوع تقريبا نفرض حظرًا للتجوال شاملًا لمدة يوم أو اثنين، لا يسمح فيها لأي مواطن بالحركة، سوى الجهات الطبية، والأردنيون في هذه الأوقات يلتزمون بعدم الخروج من المنازل، هناك بعض المخالفات طبعًا تقدر بالعشرات، وقد تصل إلى المئات في بعض الأوقات، لكن بشكل عام لا تشكل هذه المخالفات أي خلل لمنظومة الحظر الحكومية.
بعد الوصول إلى صفر إصابات هل يمكن القول بإن الأردن سيعود لحياته السابقة؟
تمكنا من تقليص أعداد الإصابة بشكل جيد، يوم الجمعة الماضية وصلت الحالات إلى صفر، وأمس كان هناك حالتان فقط، لكن لا نتوقع أن ينتهي الوباء قريبًا، لكن نتوقع في حال استمرت الإجراءات، بجانب استمرار الوعي لدى المواطنين سيكون الأمر أفضل.
إذا ما زال هناك خطر من فيروس كورونا في الأردن؟
أحرزنا تقدمًا كبيرًا في هذا الملف، والإجراءات التي اتخذناها ساهمت في تقليل أعداد المصابين، لكن ما زال هذا الوباء ينتشر، والإجراءات قللت الأعداد لكن لم تقض عليها بشكل نهائي.
لذلك لا يمكن أن تعود الحياة لما كانت عليه قبل انتشار الجائحة حتى يصبح لدى الأردن صفر من حالات الإصابة بفيروس كورونا على مدى أكثر من أسبوعين، وفي حال وصولنا لهذا الرقم يمكن أن نقول إن الأردن خالي من فيروس كورونا، لكن في وقتنا الراهن من السابق لآوانه الحديث عن عودة الحياة لطبيعتها.
هناك حديث عن خطط أردنية في الفترة المقبلة لتنشيط السياحة.. كيف سيتم ذلك؟
أعتقد من الصعب الآن عودة قطاع السياحة للعمل، والذي تضرر بشكل كبير، نظرًا لارتباطه بالخارج، والوضع في معظم البلدان صعب للغاية في ظل انتشار وباء كورونا بشكل مخيف، ولا نعتقد أن الحياة ستعود لطبيعتها مجددًا في هذه القطاعات قبل يوم 1 يونيو/حزيران القادم.
وماذا عن عودة المدارس والجامعات؟
أيضًا لا يمكن استعادة الحياة الدراسية كما كانت في السابق الآن، من الصعب تحقيق هذا الأمر في الوقت الراهن، شأنها شأن العديد من القطاعات.
كيف تخططون لدعم عمال اليومية والقطاع الخاص الذي تضرر بهذا الإغلاق؟
من المقرر أن نعلن هذا الأسبوع عن حزمة إجراءات لدعم عمال اليومية، ودعم بعض المنشآت بالقطاع الخاص، حتى نساعده في النهوض مجددًا، وذلك بالإضافة إلى الإجراءات القوية التي تم اتخاذها سابقًا لدعم القطاع الخاص والعاملين به.
أخيرًا.. هل هناك خطط لاستعادة العمل مجددًا بالأردن؟
بالتأكيد هناك خطط يتم تنفيذها لعودة تدريجية للعمل، وكل أسبوع نعلن في الأردن عن قائمة تضم المصانع والشركات والمنشآت التي يسمح لها بمزاولة عملها مرة أخرى، والعودة لباقي القطاعات ستكون تدريجية بنفس الطريقة، وبحسب الأوضاع الصحية.
حوار: وائل مجدي