ما يعني أن جائحة كورونا قد تتسبب في تسريع وتيرة تطبيق التقنيات التي تهدف للتباعد المجتمعي بالتزامن مع سير النشاط التجاري العالمي.
أزمة كورونا
قال الدكتور سعيد الشيخ الخبير الاقتصادي السعودي، إن أزمة كورونا أثبتت جدوى الاستثمار من قبل الشركات في الاستخدامات التقنية لتقديم منتجاتها وخدماتها للعملاء، بينما عانت الشركات التي لم تستثمر في التقنية من تعطل أعمالها في فترات التباعد الاجتماعي وإجراءات الحظر على التنقل.
وأضاف الخبير الاقتصادي لـ"سبوتنيك"، أن التطور والإقبال على التجارة الإلكترونية خلال فترة الجائحة دعا الشركات للإسراع في إدخال التطبيقات التقنية للمحافظة على تواجدها في الأسواق، في حين أن عمليات الشراء للسلع والخدمات كانت في تزايد خلال السنوات الماضية، فيما ساهمت ظروف إجراءات الحظر خلال هذه الأزمة في استقطاب أعداد كبيرة من المستهلكين وفي توفير احتياجاتهم للسلع والخدمات من خلال القنوات التقنية وأدت إلى تغير كبير في سلوك المستهلكين من خلال التسوق الإلكتروني، كما ساهمت في تنوع قنوات الدفع الإلكترونية وخدمات التوصيل إلى المنزل داخل المدن والدول أيضا.
زيادتها مستقبلا
وتابع سعيد، أن التجارة الإلكترونية بين الدول ساهمت بشكل كبير في تيسير عمليات الشراء، وصاحب ذلك قيام معظم الدول بوضع أنظمة التجارة الالكترونية واللوائح التنظيمية التي تحقق الأمان والاطمئنان وبشكل خاص للمستهلكين ولمقدمي السلع والخدمات في إتمام عمليات البيع والشراء بسهولة ويسر ودون مخاطر تذكر.
وأوضح الخبير الاقتصادي، أنه نتيجة لهذه التطورات، من المتوقع أن يستمر نشاط التجارة الإلكترونية بوتيرة عالية بعد أزمة كورونا، استجابة للتغير في سلوك المستهلكين والتحسن الكبير في تجربة العميل، التي تسعى الشركات للارتقاء بها لتتميز عن غيرها من الشركات الأخرى.
توجه إماراتي
من جانبه، قال الدكتور عبد الرحمن الطريفي، الخبير الاقتصادي الإماراتي، يعود تصدر تراخيص التجارة الإلكترونية على كافة التراخيص التجارية في الإمارات، إلى أنها بالفعل أصبحت توجها تجاريا كاملا تحرص عليه الإمارات، حيث أصبحت التجارة الإلكترونية هى الشغل الشاغل لكل دول العالم.
وأضاف الطريفي لـ"سبوتنيك"، أن الإمارات تتجه نحو التجارة الإلكترونية في جميع المجالات بما فيها المواد الغذائية، وسوف تكون هى الشغل الشاغل في القريب العاجل، خصوصا بعد تحول الدولة إلى (Blockchain) والذكاء الصناعي، وهذا بدوره يمكن أن يشكل مصدر جديد للموارد في الدولة.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن جائحة كورونا سرعت في هذا التوجه نظرا للقيود التي تفرضها دول العالم على عمليات التنقل، إضافة إلى التباعد الإجتماعي خوفا من نقل المرض، الأمر الذي يؤكد أن الاقتصاد العالمي بكل تأكيد سوف يختلف بعد كورونا المستجد عما كان عليه قبل الجائحة.
ما هي التجارة الإلكترونية؟
تعني التجارة الإلكترونية عمليات بيع وشراء جميع المنتجات عن طريق استخدام تطبيقات على أجهزة الهاتف المحمول أو شبكة الإنترنت، وزادت شعبية عمليات التسوق والمعاملات الإلكترونية عبر الشبكة العنكبوتية بشكل كبير ومتزايد خلال العقود الماضية، حيث فقدت الكثير من الطرق التقليدية مكانتها في السوق بعد أن اقتطعت تلك التجارة الإلكترونية جزءا كبيرا من عملاء التجارة التقليدية، لما تمثله من سهولة ويسر ووصول المنتجات والسلع والمعاملات إلى العملاء في منازلهم، علاوة على أنها منفتحة على العالم وليست محلية وليس لها وقت محدد للعمل، ويجب أن يكون لمشروع التجارة الإلكترونية أيضا وجود مادي، هذا هو المعروف باسم "انقر متجر هاون".
مع ظهور الإنترنت وما صاحبه من تطورات تكنولوجية، ظهرت طرق أخرى للتجارة خلافا للتجارة التقليدية، فظهرت التجارة الإلكترونية، ومع ظهورها برزت الحاجة إلى استخدام أجهزة الحاسوب بشكل أكثر كفاءة وفعالية في البنوك وشركات الأموال، حيث ظهرت للمرة الأولى في الستينيات من خلال تبادل البيانات الإلكترونية على شبكات القيمة المضافة، ومع زيادة توافر الوصول إلى الإنترنت وظهور البائعين على شبكة الإنترنت في عام 1990 وأوائل 2000، بدأت أمازون عملها كشركة شحن كتب في مرآب جيف بيزوس في عام 1995، وقد تمكنت شركة إيباي التي تمكن المستهلكين من البيع لبعضهم البعض عبر الإنترنت، من تقديم مزادات عبر الإنترنت في عام 1995.
أعمال تجارية
وتتألف التجارة الإلكترونية من التجارة بين الأعمال التجارية والمستهلكين، ومن الأعمال التجارية إلى الأعمال التجارية وكذلك المعاملات التنظيمية الداخلية التي تدعم تلك الأنشطة، وتعتمد التجارة الإلكترونية على تقنيات مثل التجارة المتنقلة، وتحويل الأموال الإلكتروني، وإدارة سلسلة التوريد، والتسويق عبر الإنترنت، ومعالجة المعاملات عبر الإنترنت، وتبادل البيانات الإلكتروني، وأنظمة إدارة المخزون، ونظم جمع البيانات الآلية، وهذا يوضح ما هي التجارة الإلكترونية، حيث تستخدم التجارة الإلكترونية الحديثة عادة شبكة الويب العالمية لجزء واحد على الأقل من دورة حياة المعاملة، على الرغم من أنها قد تستخدم أيضا تقنيات أخرى مثل البريد الإلكتروني.