"الانقسام الفلسطيني"... 14 عاما من الاتفاقيات مع "وقف التنفيذ"

14 عاما مرت، على سيطرة حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، على قطاع غزة، بعد اشتباكات مسلحة، مع عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية وحركة "فتح".
Sputnik

الأحد 14 يونيه/ حزيران 2020، تحل الذكرى الـ14 على الانقسام الفلسطيني، والذي حدث في 2007، ومنذ ذلك لم تنجح اتفاقيات المصالحة التي عقدت بين الحركتين، بوساطات عربية وإسلامية، في إنهاء الانقسام.

جذور الانقسام

هل ستوحد "صفقة القرن" الفصائل الفلسطينية وتوقف الانقسام
بدأت مظاهر الانقسام، تطفو على السطح، مع زيادة شعبية حركة "حماس" التي تأسست عام 1987، إبان انتفاضة الحجارة (1987-1994)، ومنافستها لحركة "فتح" التي تأسست عام 1965، وتمثل القيادة التقليدية للشعب الفلسطيني منذ عشرات السنين.

وتفاقمت الخلافات، إثر تبني حركة "فتح" منهج الحل السلمي للصراع مع إسرائيل، على أساس مبدأ حل الدولتين، على خلاف "حماس" التي أصرت على ضرورة اعتماد الكفاح المسلح، طريقا وحيدا لـ"تحرير فلسطين".

وزادت حدة التوتر بين الحركتين، عقب رفضت "حماس" وقف عملياتها العسكرية ضد إسرائيل، الأمر الذي اعتبرته "فتح" تهديدا لمشروعها السياسي.

وبين عامي (1996-2000)، نفذت الأجهزة الأمنية الفلسطينية حملات اعتقال واسعة ضد قادة وعناصر "حماس"، إثر تنفيذ الأخيرة سلسلة عمليات ضد إسرائيل، اعتبرتها "فتح" محاولة لتقويض السلطة الفلسطينية.

وفي يناير/ كانون الثاني 2006، فازت حركة "حماس" في الانتخابات الفلسطينية التشريعية، وحصدت غالبية المقاعد البرلمانية، وكانت نتائج تلك الانتخابات، الشرارة الأولى لاندلاع الأحداث التي أدت إلى تعميق الخلاف بين الحركتين.

ورفضت "فتح" وبقية الفصائل الفلسطينية، المشاركة في الحكومة التي شكلتها حماس، برئاسة اسماعيل هنية، لعدم الاتفاق على البرنامج السياسي، واشتدت حدة الخلاف بين الحركتين، حيث اتهمت حماس، فتح، بمحاولة الإطاحة بحكومتها، من خلال إحداث المشاكل الداخلية.

ورغم التوصل لاتفاق "مكة" في فبراير/ شباط 2007 برعاية العاهل السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، إلا أن الخلافات السياسية استمرت، وتحولت لاشتباكات مسلحة، انتهت بسيطرة حماس على القطاع في 14 يونيو/ حزيران 2007.

وحاولت عدد من الدول العربية والإسلامية، تقريب وجهات النظر بين الحركتين، وتوصلت لاتفاقيات بينهما، لكنها لم تجد طريقها للتنفيذ.

اتفاق القاهرة (2012)

وقعت حركتا فتح وحماس، في مايو/ أيار 2012، اتفاقا للمصالحة، في العاصمة المصرية القاهرة، ينص على بدء مشاورات لتشكيل حكومة التوافق الوطني.

إعلان الدوحة (2012)

وقعت الحركتان، في فبراير/ شباط 2012، اتفاقا جديدا للمصالحة، في العاصمة القطرية الدوحة، عرف باسم "إعلان الدوحة"، والذي ينص على "ترأس الرئيس محمود عباس الحكومة الانتقالية المقبلة، وتتشكل من كفاءات ومهنيين ومستقلين، والإعداد للانتخابات التي تم الإعلان عن تأجيلها ليتسنى التحضير اللازم لها".

لقاء عباس - مشعل (2013)

عقد الرئيس محمود عباس، لقاء مع الرئيس السابق لحركة حماس خالد مشعل، في 9 يناير/ كانون الثاني لعام 2013، في القاهرة، واتفقا وقتها على تنفيذ الاتفاقيات السابقة.

اتفاق الشاطئ (2014)

أول اجتماع للوطني الفلسطيني منذ 22 عاما يزيد الانقسام أم لمواجهة "صفقة القرن"
بعد سلسلة من الحوارات بين حركتي "فتح" و"حماس"، عقد لقاء في منزل رئيس حركة حماس في مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين، غربي غزة، في صيف 2014، ونص على تشكيل حكومة توافق وطني، وتفعيل المجلس التشريعي، وإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية، وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني خلال ستة أشهر.

وفي إطار الاتفاق، تم الإعلان عن تشكيل الحكومة، وأدى الوزراء اليمين الدستورية أمام الرئيس عباس، في مقر الرئاسة في رام الله بالضفة الغربية، لكن الوزراء الجدد لم يتسلموا مهامهم في غزة، جراء الخلافات السياسية بين الحركتين، ما تسبب بفشل الاتفاقية.

اتفاق القاهرة (2017)

وقعت الحركتان، في أكتوبر / تشرين الأول لعام 2017، اتفاقا للمصالحة في العاصمة المصرية القاهرة، واتفقت الحركتان على إجراءات تمكين حكومة الوفاق الوطني التي شكلت عام 2014 من ممارسة مهامها، والقيام بمسؤولياتها الكاملة في إدارة شؤون قطاع غزة، كما في الضفة الغربية مع تحديد سقف زمني لذلك، والعمل على إزالة كافة المشاكل الناجمة عن الانقسام، لكن الاتفاق لم ينفذ بسبب اختلاف تفسير الحركتين لبنوده.

حصار غزة

منذ فوز حركة "حماس"، بالانتخابات التشريعية عام 2006، تفرض إسرائيل حصارا جويا وبحريا وبريا على قطاع غزة، شددته منتصف عام 2007 عقب سيطرة الحركة على القطاع، وبفعل الحصار، تعاني غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني، أوضاعا اقتصادية ومعيشية متردية للغاية.

 

مناقشة