كان عمرها تسعة أشهر عندما فقدت يسراها في حادث سيارة، وبعد الصدمة الأولى والحزن الوليد في أعقاب الحادثة، احتضن الوالدان ابنتهما بسرعة وبذلا كل ما في وسعهما لضمان ألا تصبح الإعاقة عقبة في طريق حياتها، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز" للأنباء.
وقال الأب محمود أبو حشيش: "أن يفقد الإنسان أحد أعضاء جسده، فهذا ألم كبير، وأمر في غاية الصعوبة التأقلم معه، وخصوصا أن تكون يد، جميعنا نجتاج يدين اثنين، ونحن حاولنا أن نكون يد راما الثانية".
ويضيف "الحمدلله راما كانت قوية بتأقلمها مع نفسها وأثبتت لنا ذلك، حيث كانت تذهب للنادي وتعمل لوحات للناس".
وبعد أن أكملت راما السابعة عشرة من عمرها، أصبحت "الفنانة الأردنية الطموحة" على أبواب التخرج في المدرسة الثانوية، وقد نما حبها وتزايد شغفها بصنع الفسيفساء.
وبحسب "رويترز" أمضت راما الساعات الطوال وهي تتدرب على استخدام طرفها الاصطناعي وتكسير قطع الحجر الصغيرة، ثم تشكيلها في أعمال فنية كبيرة تسلط الضوء على التراث الأردني.
لكن الأهم من كل ذلك، حسبما تقول الفنانة الشابة هو "الرغبة في إرسال رسالة من خلال فنها إلى كل صاحب إعاقة، بأنه لا يوجد شيء في طريقهم اسمه مستحيل".
وتؤكد أن "الإعاقة قدر من الأقدار التي يمكن أن تصيب أي إنسان في أي وقت".
وتضيف "أنا راما أبو حشيش، عمري 17 سنة، هوايتي عمل الفسيفساء، أحب أن أقول لأي إنسان عنده إعاقة أن يتعامل معها دون حياء، ويخرج ويرى الناس ويفعل كل مايستطيع فعله".
وأكد والدا راما أنهما "يشعران بالفخر لإنجازات ابنتهما".
وأوضحت راما أن هدفها وغايتها "مساعدة الآخرين ممن لهم نفس ظروفها في البلاد، ومحو الوصمة المقترنة بالإعاقة".
ويقول المجلس الأعلى لحقوق ذوي الإعاقة: إن "المعاقين يمثلون حوالي 13% من سكان الأردن".
وفي عام 2017، أصدر البرلمان الأردني قانونا يظلهم بمظلة حماية شاملة، لكن تقريرا حديثا لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" وجد أن الحكومة لم تخصص تمويلا كافيا لبرامج الإعاقة.