ويتمركز الهيكل المكتشف من قبل مجموعة من الباحثين الدوليين في دومة الجندل بمنطقة الجوف السعودية، ويعود تاريخه إلى عصور ما قبل التاريخ.
ونوهت الباحثة الفرنسية من المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، أوليفيا مونوز، في تصريح لشبكة "سي إن إن"، إلى أن الهيكل المكتشف يحتوي على منصة تأخذ شكل "مثلث ممدود"، صنع من جدران حجرية جافة تحتوي صخورا غير منتظمة، وبحسب الخبراء فقد استخدم هذا الهيكل لممارسة "الطقوس الجنائزية".
وبينت الخبيرة أن الهيكل يتماشى مع شرق الشمس وغروبها في فصل الشتاء، مضيفة أن وجود بقايا بشرية في داخله هو "مؤشر إلى وظيفته الجنائزية".
وأشار الخبراء في ملاحظاتهم إلى أن الهيكل تعرض لعمليتي توسع أثناء استخدمه، وأن من استخدمه كان عبارة عن "مجموعات صغيرة من الرعاة الرحالة" الذين عاشوا في المنطقة بانتظام.
وتشير المعالم إلى أن الهيكل تم استخدامه لحوالي ألفي عام على الأقل، وأن كان مكانا لإحياء الأنشطة الاجتماعية وركيزة للذاكرة الاجتماعية وبناء الهوية، بحسب الباحثة.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية والتي مكنت من اكتشاف هذه الهياكل عن طريق استخدام حاسوب بسيط، وجود العديد من هذه المعلم الأثرية الصخرية في السعودية بالإضافة إلى الدول المجاورة، والتي تدل على أن سكان هذه المناطق الذين شيدوها "تواصلوا وتنقلوا عبر مساحات واسعة".
ونوه الخبراء إلى أن هناك القليل من الآثار التي بقيت والتي من شأنها أن توفر معلومات جديدة عن نمط الحياة وتنظيم الأفراد الذين شيدوا هذه المعالم والتي يمتد آخر معلم مكتشف منها لأكثر من 34 متراً.
وكانت منطقة الجوف السعودية هدفا لسلسة بعثات علمية استكشافية أثرية من إيطاليا وفرنسا والسعودية بين عامي 2010 و2017، واكتُشف الهيكل في عام 2014، وخضع لسلسة أعمال تنقيبية بين عامي 2014 و2016.