توصل معدو الدراسة من جامعة "هواتشونغ" للعلوم والتكنولوجيا في مدينة ووهان الصينية أن الأشخاص الذين يتباهون بأنفسهم طوال الوقت ويتمتعون بسمات شخصية نرجسية أكثر، يميلون إلى تولي أدوار القيادة بسهولة أكبر من زملائهم الآخرين، سواء طُلب منهم ذلك أم لا.
وتضمن المسح الاستقصائي عبارات مثل "لقد قورنت بأشخاص مشهورين" و"عندما أكون في العمل أشعر بالحيوية والنشاط".
بعد ذلك، قام الباحثون بمنح درجات متفاوتة من النرجسية لكل موظف بحسب إجاباته، وقارنوا إجاباته بكيفية نظر المشرفين على عمله إليه.
وكانت مفاجأة الدراسة أن الباحثين اكتشفوا أن الأشخاص الذين أظهروا سمات شخصية نرجسية أكثر يميلون إلى أن يحظوا بتقدير أعلى من رؤسائهم، بل ومن المرجح أن ينظر إليهم على أنهم يأخذون زمام المبادرة في مساحة العمل.
واستنتج فريق الدراسة أنه يمكن لهذه الديناميكية أن تتغذى بالرغبة في المكانة والتقدير اللذين يمتلكهما العديد من النرجسيين.
وكتب الفريق البحثي للدراسة: "عادة ما يكون لدى الموظفين النرجسيين دوافع داخلية أقوى من غيرهم لإطلاق الطاقة الكامنة المخزنة في أجسامهم لإثبات أنهم أفضل من الموظفين الآخرين، وبالتالي نتوقع أن يكون الموظفين النرجسيين أكثر نشاطا لعرض سلوك المسؤولية داخل مكان العمل".
ويفسر فريق الدراسة سر الإقبال على توظيف النرجسيين إلى أنه قد يكون لديهم المزيد من الموارد النفسية (مثل تصورات التفوق على الآخرين والطلب المفرط للإعجاب) لجعل أنفسهم يشعرون بالطاقة والحيوية داخل مكان العمل.
وأظهرت أبحاث سابقة أن النرجسيين أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب، ويظهرون مستويات أعلى من الصلابة العقلية.
كما زعمت دراسة أجريت عام 2019 من جامعة "كوينز بلفاست" أن النرجسيين كانوا أشخاصا "مروعين ولكن أكثر سعادة''.
وقال الدكتور كوستاس باباجورجيو من جامعة كوينز بلفاست في مقابلة عام 2019: "إذا كان الشخص أكثر صلابة في عقله فمن المرجح أن يواجه التحديات بشكل مباشر بدلا من اعتبارها عقبة".
وتابع: "في حين ليست جميع أبعاد النرجسية جيدة بالطبع، إلا أن بعض الجوانب يمكن أن تؤدي إلى نتائج إيجابية".