وأشارت الدراسة إلى أن أسماك "Anglerfish" والمعروفة عربيا بأسماك "أبو الشص" أو أسماك "الصياد"، والتي تعيش في الأعماق، تتكاثر عن طرق "دمج" جسم الأنثى مع الذكر لتصبح كجسم واحد.
وبحسب مجلة "science" العلمية المتخصصة، يعتمد الذكر، بعد عملية الاندماج، بشكل كامل على الأنثى في توفير الغذاء لجسمه، "كأنه جنين في رحم أم"، في عملية يطلق عليها علميا اسم "التطفل الجنسي".
وفي عملية تبدل للمصالح يأخذ الذكر الغذاء من الأنثى، ويفدم لها الحيوانات الذكرية في المقابل.
وبحسب العلماء، تساهم هذه الظاهرة بنجاح عملية التزاوج لدى هذه الأسماك في أعماق البحار، حيث نادرا ما تلتقي الإناث بالذكور.
وقال مؤلف الدراسة جيريمي سوان، الباحث في معهد "ماكس بلانك" لعلم المناعة وعلم الوراثة (MPI-IE) في فرايبورغ بألمانيا: "أشارت هذه النتائج إلى احتمال أن يكون الجهاز المناعي لهذه الأسماك غير طبيعي بعكس عشرات الآلاف من أنواع الفقاريات".
ومن أجل دعم عملية الاندماج هذه طورت السمكة نوعا جديدا من الجهاز المناعي الذي يستطيع التعرف على أجسام الذكور ولا يعتبرها "نسيجا غريبا"، مما يسمح لها باستضافة ما يصل إلى ثمانية أجسام (ذكور) في وقت واحد.
وشكلت ظاهرة "التطفل الجنسي" لغزا كبيرا حير العلماء منذ اكتشافه قبل 100 عام، على يد عالم أحياء سمكية نيوزلندي عندما رصد لأول مرة زوجين من الأسماك مندمجين جسديا في عام 1920.
ويعتبر سمك "أبو الشص" أو "الصياد" من أضخم أنواع الأسماك البحرية، ويتمتع برأس ضخم مسطح وفم عريض، وعلى رأسه شبه طعم يغري به صغار السمك لاصطيادها، والتي استمد اسمه منه، لأنه يشبه الطعم الذي يوضع في شص الصنارة.