رغم ما ورثته تلك الحكومة من النظام السابق من أزمات، إلا أن الواقع أضاف لها أزمات أخرى، مثلت عقبات جديدة أمامها مثل جائحة كورونا والسيول والفيضانات التي أضحت تحديات كبرى، فقد تفاقمت أسعار المتطلبات الحياتية اليومية بجانب ندرتها وصعوبة الحصول عليها كالخبز بجانب التدهور المستمر في سعر صرف الجنيه السوداني مقابل الدولار وبقية العملات الأجنبية... إلى متى يستمر هذا الوضع في ظل حكومة انتقالية ثورية... وهل ينجو السودان من تلك الأزمات؟
تعقيدات كثيرة
وأضاف الخبير الاقتصادي لـ"سبوتنيك"، إن من المشكلات التي زادت من تعقيد المشهد أن المرحلة الإنتقالية لم تحقق أي تقدم يذكر في الملف الاقتصادي وخطواتها تتسم بالبطء الشديد والدليل على ذلك أن الجنيه السوداني تراجع كثيرا أمام العملات الأجنبية، حتى أصبح الدولار يساوي اليوم أكثر من 140 جنيه سوداني في السوق الموازي، كما ارتفع معدل التضخم بصورة غير مسبوقة ووصل إلى 136 في المئة في شهر يونيو/حزيران الماضي، ومن المتوقع أن يصل إلى 150 في المئة في يوليو/تموز الماضي، تلك المشكلات زادت عليها مشكلة الأمطار والسيول والفيضانات وانهيار سد بوط بولاية النيل الأزرق، ما أدى إلى تشريد عدد كبير من الأسر دون ترتيبات.
تضخم مرعب
خطة عاجلة
وأشار الخبير الاقتصادي، إلى أن السودان يحتاج أيضا إلى خطة في المدى المتوسط والبعيد تعتمد على العمل المكثف نحو استثمار موارد السودان في قضية الإنتاج والإنتاجية والبحث العلمي والتحول نحو الاقتصاد القائم على المعرفة، وزيادة الصادرات وتقليل الواردات.
معالجات خاطئة
وأضاف عضو تجمع المهنيين لـ"سبوتنيك"، إن الحل لمعالجة الوضع السىء للاقتصاد السوداني اليوم يتطلب تصحيح المفاهيم الخاطئة، تزامنا مع تقليل الإنفاق والترهل في القطاع الحكومي وسد الطرق أمام عمليات التهريب والفساد وبشكل خاص لمعدن الذهب.
وأكد عبد العزيز أن عقبة الحكومة ليست في الاقتصاد وحده ، لكن كل العقبات ترتبط ببعضها فلا يمكن أن ينجح الاقتصاد بمعزل عن السلام والاستقرار، حيث أن النهوض بالاقتصاد يرتكز بالأساس على الحلول الاقتصادية الداخلية، وليس انتظار المنح والقروض، ولا دعومات البنك الدولي. وتتضمن أيضا الاهتمام بالإنتاج والخدمات. والاهتمام بالمناطق الأقل نمواً، والنظر إليها بشكل تمييزي إيجابي.
ومنذ 21 أغسطس/ آب الماضي، يشهد السودان، فترة انتقالية تستمر 39 شهرا تنتهي بإجراء انتخابات، ويتقاسم السلطة خلالها كل من المجلس العسكري، وقوى "إعلان الحرية والتغيير"، قائدة الحراك الشعبي.