وهاجم أقطاي دولة الإمارات بحدة، متهما إياها باتباع سياسة ذات وجهين، وقال إنها كانت تفعل ذلك "في الوقت الذي لم تكن هناك أي أزمة بين تركيا وذاك البلد، وكانت العلاقات من الخارج تبدو وكأنها عادية للغاية. ما يعني أن مبدأ الضحك في الوجه والطعن من الخلف هو المبدأ الذي كانت وما زالت الإمارات تتبناه، أو بالأحرى المبدأ الذي يتسم به أبناء زايد".
وتابع: "هذا التناقض اللافت في منهجية العلاقات الإماراتية، لا بد أن يطرح على الأذهان سؤالا حول نوع الولاء والصداقة الذي يمكن أن تتمتع به الإمارات إزاء حليفتها الأهم السعودية. يعني هل تقتضي العلاقة الاستراتيجية الجديدة بين الإمارات وإيران، أن يكون الهدف الجديد لها هو السعودية، التي تعتبر العدو الأبرز لطهران في جميع المحافل؟".
ورصد المستشار الرئاسي التركي المزيد في هذا السياق، مشيرا إلى أن "الحوثيين في اليمن المدعومين من طهران مباشرة يوجهون صواريخهم التي يحصلون عليها من إيران، نحو العاصمة السعودية الرياض مباشرة. بينما لم نشهد صاروخا حوثيا واحدا توجه صوب الإمارات، بينما هي تعتبر هدفا أقرب لهم من السعودية".
واختتم أقطاي مقالته بمزيد من التشكيك في نوايا التقارب بين الإمارات وإيران، وضعت في صيغة تساؤلات افتراضية متتالية، تقول: "إذن هل سيشمل هذا التعاون الاستراتيجي والتقارب مع إيران، التقاربَ مع الحوثيين الذين لا يفترون عن ضرب السعودية باستمرار؟ في هذه الحالة من سيقوم بحماية السعودية التي من المفترض أنها الحليف الأقرب والمصيري للإمارات من مكائد الإمارات نفسها؟".
جاء مقال أقطاي بعد يومين من لقاء جمع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، نايف فلاح مبارك الحجرف، مع سفير تركيا في السعودية، أردوغان كوك، حيث أعرب عن "استنكاره للتهديدات والتصريحات التي وجهها بعض المسؤولين في تركيا تجاه دولة الإمارات العربية المتحدة"، كما دان البرلمان العربي "التصريحات العدائية الصادرة مؤخرا عن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار ضد الإمارات العربية المتحدة".
وكان وزير الدفاع التركي قد هاجم الإمارات، في لقاء مع قناة "الجزيرة"، واتهمها بأنها "تدعم منظمات إرهابية معادية لتركيا" في ليبيا وسوريا، وقال إن بلاده "ستحاسب الإمارات على ما فعلت في المكان والزمان المناسبين"، فيما قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، إن "التصريح الاستفزازي لوزير الدفاع التركي سقوط جديد لدبلوماسية بلاده"، مضيفا أن "منطق الباب العالي والدولة العلية وفرماناتها مكانه الأرشيف التاريخي".