عمليات إرهابية
الخلية كانت تسعى لتنفيذ عمليات إرهابية في المغرب خلال أيام حسب خبراء، وجاءت العملية بعد أيام قليلة من عملية تونس، وأعلنت وزارة الداخلية التونسية، قبل أيام القضاء على ثلاثة إرهابيين واعتقال رابع، نفذوا عملية إرهابية على مقربة من منطقة سياحية في محافظة سوسة، أسفرت عن وفاة عنصر من الحرس الوطني وإصابة آخر.
حسب خبراء فإن العلاقة بين الخلايا النائمة في تونس والمغرب هي ذات العلاقة بين جميع الخلايا وتنظيم "داعش" الإرهابي.
وحذر خبراء من احتمال تكرار العمليات في منطقة المغرب العربي، وأن "داعش" استغل الفترة الماضية من أجل ترتيب صفوفه وخلق ملاذات آمنة في منطقة الساحل والصحراء، وبدأ بعد ذلك تنفيذ عمليات في دول المغرب العربي.
وقال الخبير الأمني المغربي، إدريس قصوري، إن القضاء على داعش في سوريا والعراق أدى إلى انتقال العديد من العناصر إلى منطقة الساحل والصحراء.
البحث عن ثغرات
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن داعش يتمدد في منطقة الشمال الأفريقي للبحث عن ملاذات آمنة وثغرات لاستغلالها بعد أن استعصت هذه المنطقة على التنظيم لفترات طويلة، وظهور داعش في المغرب وتونس لا يوجد أدلة للربط بينهما، إلا أن علاقة الخلايا النائمة في البلدين هي علاقة فكر وإن اختلف التخطيط، حيث توجه جميع الخلايا من أيادي داعشية خارجية.
وأوضح أن دول المغرب وخاصة تونس تشهد عمليات بين الحين والآخر نظرا للوضع السياسي الهش، في حين أن المغرب مهدد دائما من التنظيم إلا أن اليقظة المغربية حاضرة بقوة.
وشدد على أن البنية التحتية التي كانت تحتضن داعش في العراق وسوريا تغيرت، ما دفعها للتنسيق مع الجماعات الإرهابية في الساحل والصحراء، مشيرا إلى أن الخلايا النائمة في المغرب ليست مرتبطة بشكل وثيق بداعش لكنها خلايا متطرفة تنتمي فكريا وتحاول التواصل مع التنظيم بين حين وآخر.
من ناحيته، قال الأكاديمي والمحلل السياسي المغربي، محمد بودن، إن طبيعة العملية النوعية التي قام بها المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بإشراف شخصي، ومتابعة ميدانية من المدير العام عبد اللطيف الحموشي، تؤكد أن الخطر كان وشيك الوقوع، وأن التهديد بلغ مراحل متقدمة على طريق التنفيذ بشكل متزامن على مستوى أربع مدن.
خسائر بشرية ومادية
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك، أن تفكيك خلايا 10 سبتمبر/أيلول، جنب المغرب ومصالحه الحيوية تهديدا لا يمكن تخيل خسائره البشرية والمادية. حيث يرى أن العملية تأتي في سياق مطبوع بتنامي الأنشطة الإرهابية، بمنطقة الساحل والصحراء وفي بعض مناطق شمال أفريقيا، وأن ما حصل في تونس يمثل ناقوس خطر ويفرض جاهزية ويقظة أكبر لتجنب حمامات الدم.
ويوضح بودن أن علاقة هذه الخلايا بجماعة داعش واضحة وأن المقاربة القضائية التي يعتمدها المغرب في استراتيجيته الوطنية لمكافحة الإرهاب ستكشف عن تفاصيل أخرى بشأن ارتباطات الخلايا والمشروع الإرهابي التي يستهدف المغرب.
بقايا الخلايا أو الذئاب المنفردة تحاول باستمرار اختراق الجاهزية واليقظة والسمعة الدولية التي تتمتع بها المصالح الأمنية المغربية، وتحاول التأثير على انخراط المغرب في المبادرات العالمية لمكافحة الإرهاب، كرئاسة المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب إلى جانب كندا، وعضويته النشطة في التحالف الدولي ضد داعش، ولعل المواد المحجوزة من أحزمة ناسفة ومواد قابلة للتفجير تؤكد خطورة هذا المخطط الإرهابي.
استراتيجية داعش
فيما قال محمد أكضيض، الخبير الأمني المغربي، إن محاولة خلية تونس والمغرب لهما ارتباط من حيث الإطار العام لاستراتيجية داعش، الخاصة بالاشتغال على شمال أفريقيا، وخاصة أن منطقة الساحل والصحراء هي جهة هشة بالمفهوم العام، وحرية الحركة متاحة بشكل قوي بعد سحق داعش، إلى حد كبير في سوريا والعراق.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن نشاطه الظاهر في ليبيا عبر تنظيمات مسلحة مرتبط بمحاولة خلية المغرب، وأن الخلية الجديدة هي مبادرة محلية للولاء لتنظيم داعش، حيث أن علم التنظيم وجد ضمن المحجوزات أثناء تفكيك الخلية.
وبشأن احتمال عمليات مقبلة، يرى أن هذه الفرضية تظل قائمة في ظل استمرار الفكر المتطرف، وأن المغرب انخرط في التعاون الدولي ضد الإرهاب، ومنها مجالات تعاون مع روسيا لمكافحة الإرهاب.
سوابق قضائية
البيان المغربي أكد أن "الأبحاث والتحريات كشفت عن أن زعيم هذه الخلية الإرهابية، وهو من ذوي السوابق القضائية في الجرائم العنيفة ويصنف ضمن المشتبه فيهم الخطيرين، كان قد خطط وآخرون للقيام بعمليات إرهابية تستهدف عدة منشآت وأهداف حساسة، وذلك باستخدام عبوات متفجرة وأحزمة ناسفة ترمي إلى زعزعة أمن واستقرار المملكة".
وأضاف أن "إجراءات البحث أوضحت أن جميع المشتبه فيهم، الذين بلغوا مراحل متقدمة في التخطيط والتحضير لخططهم الإرهابية، كانوا قد قاموا بمهام استطلاعية قصد رصد وتحديد الأهداف المزمع استهدافها ومهاجمتها بواسطة عمليات انتحارية باستعمال سترات مفخخة، إيذانا بإحداث خسائر جسيمة وإعطاء وقع كبير لهذه العمليات الإجرامية، وذلك خدمة للأجندة التخريبية لتنظيم داعش".