وبحسب وكالة "الأناضول" التركية، فقد شدد أردوغان في تصريحاته على أن "تركيا بلد متوسطي، وكما كانت عبر التاريخ واليوم هي ليست ضيفا على هذه المنطقة بل نحن أهل الدار"، على حد تعبيره.
ونوه أردوغان في تصريحاته، إلى أن تركيا "لا تريد التوتر في البحر المتوسط" إنما تريد السلام والتعاون والإنصاف والعدل.
ودعا أردوغان جميع الأطراف إلى جعل منطقة البحر الأبيض المتوسط "واحة سلام" من جديد وإلى عدم "تلويث مياهه بخصومات جديدة"، وقال: "بصفتنا أمة ورثت الحضارة العثمانية والسلام في البحر المتوسط، نريد إعادة إحياء مناخ السلام في هذه المنطقة".
واعتبر أردوغان أن الاتحاد الأوروبي "لم يستغل" الفرص الدبلوماسية لحل الأزمة وأنه "خضع لليونان وقبرص الرومية".
وبيّن أردوغان إمكانية حل مشكلة البحر الأبيض المتوسط من خلال "جمع كل الفاعلين في المنطقة حول طاولة واحدة، وليس عن طريق إقصاء بعضنا لبعض"، مؤكدا أن السلام لا يتحقق إلا "بإدخال تركيا وجمهورية شمال قبرص التركية في المعادلة".
وبدوره، كان رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، قد دعا في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، للحوار وإعطاء فرصة للدبلوماسية، أو الاحتكام إلى محكمة العدل الدولية لحل الخلاف بينهما.
واعتبر ميتسوتاكيس أن "أنقرة ردت على دعوتنا للحوار بالتصعيد والاستفزاز"، مضيفا: "اللجوء إلى المحكمة الدولية من بين خياراتنا لحل خلافنا مع تركيا".
ويدور خلاف بين تركيا من جهة واليونان وقبرص من جهة ثانية، حول أحقية استغلال موارد النفط والغاز في شرق البحر المتوسط، مما يثير مخاوف من اندلاع نزاع أكثر حدة.
وتصاعد الخلاف، في 10 أغسطس/ آب، حين أرسلت تركيا سفينة لاستكشاف الغاز الطبيعي وسفنا حربية إلى مياه تتنازع السيادة عليها مع اليونان، حيث تدعي أنقرة أحقيتها في التنقيب بمناطق خارج حدودها البحرية.
وبلغ التوتر أوجه في أواخر أغسطس/ آب، عندما أجرى البلدان مناورات عسكرية متوازية، شهدت وقوع حادث تصادم بين سفينتين يونانية وتركية.
وكان من المرجح أن يتراجع منسوب التوتر بين أثينا وأنقرة مع إعلان البلدين، الثلاثاء الماضي، عزمهما على استئناف المفاوضات الثنائية قريبا، إلا أن تصريحات رئيس الحكومة اليوناني تشير إلى العكس.
وتحظى اليونان بدعم دول الاتحاد الأوروبي، الذي هدد بفرض عقوبات على تركيا في حال لم تلتزم بحدودها في منطقة شرق المتوسط.