أطلق البعض على تلك المفاوضات تفاوض من أجل التفاوض، يأتي هذا الفشل تزامنا مع تصريحات المسؤولين الإثيوبيين، والتي تعبر عن مخاوف من ضرب السد عسكريا وهو ما تكرر مصر نفيه عشرات المرات، ما سبب التصريحات الأخيرة لقائد القوات الجوية الإثيوبية حول القدرات الدفاعية الإثيوبية حول سد النهضة؟
الموقف المصري
أكد وكيل جهاز المخابرات المصرية الأسبق اللواء محمد رشاد، أنه لا توجد نية لدى مصر في أن تتعامل مع قضية سد النهضة عسكريا، وقد أعلنت ذلك مرارا بأن قضية السد يجب أن تحل سياسيا وليس عسكريا، وهدف مصر من المشاركة في المفاوضات طوال السنوات الماضية هو الوصول لحل يرضي الدول الثلاث.
الحلول سياسية
وتابع وكيل المخابرات، "لا يمكن حل القضايا عسكريا وبشكل خاص ما يتعلق بالمياه، والذي لا بد أن يكون بالتوافق، فلو فرضنا أنه تم ضرب السد، سوف يقوم الجانب الإثيوبي ببنائه مرة أخرى ويستمر العداء بين الشعوب، وبدلا من حل القضية ندخل في قضية أخرى وهى قضية الاستعدادات العسكرية، وإثيوبيا تتمنى ذلك، لأنه في اعتقادي أن السد به مشاكل فنية كثيرة جدا، ويتمنى أن يتدخل طرف عسكريا للتغطية على تلك العقبات".
طرق كثيرة
وأوضح رشاد، "ما زال أمام مصر طرق كثيرة لم تستنفذ بعد فيما يتعلق بتلك القضية، فأمامنا مجلس الأمن والأمم المتحدة، هذا النهر إقليمي وليس محلي وينطبق عليه كل الشروط المتعارف عليها فيما يتعلق بالأنهار الدولية، وفي رأيي أن كل القوى الدولية تساند مصر والسودان في قضيتها، وأديس أبابا تعلم أن قضيتها خاسرة، ومشكلتها أنها تبحث عن المقابل، وبما أن مصر لديها حقوق أساسية في النهر فهى لم تدخل في هذا الطريق، الأول نأخذ حقوقنا ثم نبحث مسألة التعاون والتنمية بين البلدين باختيارنا وليس فرضا علينا".
مشاكل داخلية
وأضاف لـ"سبوتنيك"، "تلك التصريحات هى تصريحات غير مسؤولة وتهدف إلى تسميم الأجواء في المنطقة، ونحن لا نرد على مثل تلك التصريحات، ونتمنى من المسؤولين الإثيوبيين أن يتخلوا عن مثل تلك التصريحات".
قبول الأمر الواقع
وحول استمرار عملية التفاوض في ظل الاتحاد الأفريقي قال مساعد وزير الخارجية، إن "مجلس الأمن عقد جلسة حول سد النهضة بطلب من مصر، وكان هناك إجماع من معظم الأعضاء بأن يتم حل الموضوع داخل إطار الاتحاد الأفريقي، ونتمنى أن تنجح رئاسة الاتحاد الأفريقي في إدارة هذه المفاوضات حتى تصل إلى اتفاق نهائي بين الأطراف الثلاثة يكون له قوة إلزام على إثيوبيا.
قال عن قائد القوات الجوية الإثيوبية الجنرال يلما مرداسا إن سلاح الجو يؤمن سد النهضة الذي تبنيه بلاده على النيل الأزرق ويثير خلافا مع مصر والسودان منذ نحو 10 أعوام.
ونقل موقع "ميريجا" الإثيوبي عن مرداسا، قوله: "لا يمكن حتى لطائر أن يمر بدون إذن منا"، مشيرا إلى أنه يتم تأمين السد على مدار اليوم وخلال الأربعة والعشرين ساعة، وكذلك أيام الأسبوع، فيما تنتشر القوات الجوية لحماية السد.
وأكّد في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإثيوبية (إينا) أن بلاده تسعى جاهدة، لتصبح قوة جوية كبيرة في أفريقيا، خلال السنوات العشر القادمة، من خلال تحديث قوتها وتطوير الطيران.
وذكر أنه سيتم توفير تدريب من 9 مستويات والمزيد من التدريب أثناء العمل إضافة إلى دورات المراسلة في الأكاديمية، وفق (إينا).
وأوضح أن القوات الجوية تعمل على أن تصبح إحدى أفضل القوات الجوية الأفريقية، من خلال البناء على الخبرات السابقة وتزويد القوى العاملة لديها تقنيا.
وأشار إلى أن "القوات الجوية الإثيوبية هي الآن من بين الأفضل في أفريقيا وهي في وضع جيد لحماية سيادة البلاد".