ورأى أن، "صدى كلا الحملتين في الواقع سواء داخل البلد أو على مستوى عالمي، يحمل دلائل هامة حول من يمتلك الاعتبار والقوة في نظر الشعوب"، مضيفا أن "حملة الحظر السعودي ضد المنتجات التركية، لم يتم تركها لقرار وإرادة أو اختيار الشعب، بالعكس كانت عبارة عن حظر إجباري بشكل مباشر، لمنع الشركات التركية من تصدير منتجاتها إلى السعودية".
وشدد أقطاي، على أن "الحملة السعودية لم تقف عند حدود تبنّيها بل وقيادتها من قبل رئيس الغرف التجارية السعودية عجلان بن عبد العزيز العجلان وغيره من المقربين من العائلة الملكية في السعودية".
واستطرد: "بل وصل الأمر لدعوة جميع الشركات التي تتعامل مع تركيا كل منها على حدة، وتحذيرها من قبل المسؤولين السعوديين. كما طولب أصحاب الاستثمارات بسحب استثماراتهم من تركيا، والجميع يعلم كم ستكون تكلفة رفض أو معارضة طلب المسؤولين السعوديين".
وأردف مستشار الرئيس التركي:
"لوحظ أن العديد من الشركات السعودية دخلت فجأة في سباق عبر مواقع التواصل لمقاطعة المنتجات التركية، من أجل ما اعتبرته تضامنا مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. لاسيما الشركات التي كانت تجمع بينها وبين تركيا علاقات تجارية جيدة، وجدت نفسها مجبورة على الانصياع لهذه الحملة والمشاركة بها".
وقال أقطاي إن "مثل هذه الحملات لن تستطيع يوما ما اختراق خاصرة الشعب السعودي، فهو يحمل عميق المودة والاحترام بشكل كبير وقوي سواء للرئيس أردوغان أو لتركيا"، متابعا: "لأن ذلك معلوم وواضح، فإن تلك الحملة لم تُترك لإرادة واختيار الشعب، بل تم فرضها عليه فرضا".
وشدد أقطاي على أن هذه الحملة "لم تستطع اختراق الناس وتأمين استجابة لها، لكن حينما دعا أردوغان لمقاطعة المنتجات الفرنسية، رأينا كيف أن هذه الدعوة لم تقف عند حدود تركيا فقط، بل جابت العالم كله حتى في السعودية".
وأضاف أن "الشعب السعودي لا يستطيع الوصول إلى المنتجات التركية لأنه تم حظرها بشكل مباشر، إلا أنهم قاطعوا المنتجات الفرنسية بإرادتهم الكاملة وكأنهم ردّوا على مقاطعة المنتجات التركية بمقاطعة المنتجات الفرنسية"، مشددا على أن "الشعب السعودي يرغب بشدة في المنتجات التركية (...). المقاطعات الحكومية لمنتجات من هذا النوع محكوم عليها أن تظل حملات يائسة لا فائدة منها".
ومضى قائلا: "في تركيا، لا يتم إجبار أحد على شراء أو عدم شراء منتج ما. ولذلك فإن دعوة أردوغان كانت ضمن الحقوق وهي ضمن حدود ردود الفعل المدنية الديمقراطية، ولذلك نجد أنها وجدت صداها في عموم العالم الإسلامي".
وأرجع السبب إلى أن "أردوغان واثق للغاية من أحقية مطلبه وقوة تمثيله في العالم الإسلامي. وإن استجابة الجماهير في كل أنحاء العالم الإسلامي لهذه الدعوة، تزيد من قوة تمثيله للعالم الإسلامي اليوم".
وتابع أن "الأحقية والتمثيل اللذين استند عليهما أردوغان في مقاطعته يحظيان بقوة كبيرة، جعلت الرئيس الفرنسي ماكرون سرعان ما يتراجع".
وأعلنت مؤخرا مجموعة واسعة من المؤسسات والشركات السعودية العاملة في القطاعات التجارية والصناعية المختلفة انضمامها إلى مقاطعة المنتجات التركية في أكبر استجابة من نوعها للحملة.
وتحتل السعودية المركز الخامس عشر في قائمة أكبر أسواق الصادرات التركية، حيث بلغت مبيعاتها التي يتصدرها السجاد والمنسوجات والكيماويات والحبوب والأثاث والصلب، 1.91 مليار دولار في الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري. ويمثل هذا الرقم انخفاضا بنسبة 17% عن عام 2019، حيث وصل المؤشر في حينه إلى 2.3 مليار دولار.