وبيّن عبد الهادي في حديث خاص لـ "سبوتنيك" أن الدولة السورية اتخذت مؤخراً قرار السماح بعودة الأهالي وخاصة أصحاب البيوت القابلة للسكن، مشيراً إلى أنه ابتداءً من يوم الثلاثاء 10 نوفمبر/تشرين الثاني، ستبدأ محافظة دمشق استقبال طلبات الأهالي بالعودة، حيث ستمر العملية بثلاث مراحل، الأولى تقديم الطلبات والثانية مرحلة الكشف الهندسي عن المنزل ودراسة مدى قابليته للسكن، أما المرحلة الأخيرة فهي إعطاء موافقة الترميم والسكن.
وحول تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في إعادة إعمار المخيم الفلسطيني، قال مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير "للأسف ينظر المجتمع الدولي الذي تسيطر عليه واشنطن إلى مخيم اليرموك كجزء من مدينة دمشق دون اعتبار أي خصوصية له كتجمع للاجئين الفلسطينيين، حيث يعملون على ربط إعادة الإعمار في المخيم بإعادة الإعمار في سوريا بشكل عام والمشروط من قبلهم ببدء الحل السياسي، وهو ما نرفضه نحن كشعب فلسطيني بتسيس الملفات الإنسانية لتحقيق غايات سياسية".
وأوضح عبد الهادي أن قضية اللاجئين الفلسطينيين هي مسؤولية دولية وأممية، ولكن في ظل هذا العالم الذي ليس لديه احترام للقوانين والذي تسيطر عليه الإدارة الأمريكية يتم وضع العقبات أمام أبناء الشعب الفلسطيني أينما وجدوا، ولعل أهم هذه العقبات الخطوة، التي اتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفع الدعم عن وكالة تشغيل وغوث اللاجئين الفلسطنينين "الأنروا"، الأمر الذي أدى إلى أزمة مالية لدى المنظمة الأممية.
يذكر أن مخيم اليرموك الذي يقع على الأطراف الجنوبية من العاصمة دمشق، شهد سنوات من المعارك بعد اجتياحه من قبل التنظيمات الإرهابية المسلحة في أواخر عام 2012، الأمر الذي أجبر حوالي المليون ونصف الميلون مدني فلسطيني وسوري على الخروج من منازلهم، ليتحول إلى ساحة قتال بين المجموعات الإرهابية المنتاحرة من "نصرة" و"داعش" وغيرها من المجموعات المسلحة التي عاثت في المخيم الفلسطيني قتلاً وتدميراً على مدى سنوات، ما تسبب بتضرر أجزاء واسعة من أحيائه، إلى أن تمكن الجيش السوري بالتعاون مع الفصائل الفلسطينية وجيش التحرير الفلسطيني من تحريره عام 2018 بعد معارك ضارية مع مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي المحظور في روسيا.