بيروت - سبوتنيك. وقال أبي علي، لوكالة "سبوتنيك"، إن "عدد النازحين كبير للغاية - حوالي 33% من سكان لبنان اليوم، وهي أعلى نسبة للفرد من النازحين في أي بلد مضيف - وبالتالي، فقد ساهم هذا العدد الكبير من النازحين السوريين في تراكم العبء المالي على البلاد بشكل مباشر وغير مباشر أيضاً. كما أن هناك أعباء اقتصادية أخرى، خاصة في ما يتعلق بالمنتجات المدعومة، التي استفاد منها ما يقرب من مليوني شخص (سوري)، ومع الأخذ في الاعتبار الوضع المزري لاقتصاد البلاد بعد عدة أزمات متتالية، لم يكن وجود النازحين السوريين سهلاً بالتأكيد، وكان الأمر كما لو أنه يزيد الطين بلة في وضع لبنان".
وأضاف "أنا بالتأكيد لا أقول إن وجود النازحين السوريين في لبنان هو سبب الوضع الاقتصادي الراهن في البلاد، على الإطلاق، لأن ذلك من شأنه التهرب من المسؤولية، ما أقوله هو أنه كانت هناك عدة أزمات إدارية وسياسية تتفاقم في لبنان على مدار عدة سنوات، وبالإضافة إلى الفساد، فإن وجود النازحين السوريين ساهم في تعقيد الأمر وتشديد صعوبته".
وتابع "لقد كان المجتمع الدولي متعاونا مع لبنان ودعمه بسخاء، ولكن لسوء الحظ، كانت احتياجات البلاد أكبر بكثير، وكانت العواقب باهظة التكلفة. ولا يخفى على أحد الظروف التي يعيشها النازحون، فمثلهم مثل اللبنانيين، يعيشون صعوبات هذه الأزمة (الاقتصادية)"، مشيرا إلى أن "الظروف الأليمة التي يعيشها النازحون السوريون الآن هي جزء من محنة اللبنانيين، ونحن الآن نتشارك تداعيات هذه الأزمة على حياتنا اليومية".
يذكر أن لبنان واحدا من أكثر الدول التي نزحت إليها عائلات سورية على خلفية عمليات عسكرية دامت سنوات حيث تصدى الجيش العربي السوري لمجموعات إرهابية مسلحة، وتسببت العمليات بمقتل مئات الآلاف ونزوح ملايين السوريين داخل البلاد وخارجها.