تحركات دبلوماسية وميدانية... ما مصير التصعيد بين المغرب و"البوليساريو"

تطورات متلاحقة بشأن الأحداث الأخيرة بين المغرب والبوليساريو على المستويين السياسي والميداني.
Sputnik

تتزايد حصة المغرب على المستوى السياسي والدبلوماسي من الاعتراف بوحدته الترابية وافتتاح العديد من القنصليات في الأقاليم الجنوبية التي تطالب الجبهة باستقلالها.

على المستوى الميداني تقول الجبهة في بيانات يومية إنها تنفذ هجمات ضد الجيش المغربي، بعد إعلانها انتهاء وقف إطلاق النار مع المغرب، في المقابل تنفي مصادر مغربية صحة وجود اشتباكات.

جبهة البوليساريو تقول إنها تواصل قصف مواقع تمركز القوات المغربية
وفي وقت سابق، أعلن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عن نية بلاده افتتاح قنصلية في مدينة العيون التي تطالب جبهة البوليساريو باستقلالها.

وأفاد بيان للديوان الملكي الأردني بأن "جلالة الملك عبد الله الثاني عبر لجلالة الملك محمد السادس عن رغبة المملكة الأردنية الهاشمية في فتح قنصلية عامة لها بمدينة العيون المغربية" خلال مكالمة هاتفية بين الجانبين.

في ذات الإطار من المرتقب أن يقوم الملك محمد السادس بزيارة إلى موريتانيا، وهو ما يراه الخبراء يمثل أهمية كبرى في مسار قضية الصحراء، خاصة أن موريتانيا كانت خاضت فترات من الصراع مع البوليساريو.

في ظل هذه التطورات تقول الجبهة في بيانات يومية أن قوات الجيش الصحراوي استهدف القوات المغربية على طول الجدار العازل، وهو ما ينفيه الجانب المغربي.

نوفل البوعمري الباحث المغربي المتخصص في قضية الصحراء، يرى أن التوتر الحالي هو توتر افتراضي غير موجود على أرض الواقع.

في حديثه لـ"سبوتنيك"، أوضح أن المغرب حسم الأمر من الناحية الميدانية والإشكال الذي كانت تطرحه المنطقة العازلة الكركرات بهدوء من خلال العملية الأمنية التي قامت بها القوات المسلحة الملكية.

وأشار إلى أن المعرب فتح وعادت الحركة التجارية لطبيعتها، في ظل الاحترام التام للشرعية الدولية، وأنه لا مجال للحديث عن وجود توترات في الوقت الراهن، أو تطور قد يؤدي إلى أي اصطدام بين المغرب والأطراف الأخرى.

فيما يتعلق بإعلان البوليساريو عن انتهاء اتفاق وقف إطلاق النار، يرى أنها خطوة تعبر عما وصفه بـ "الفشل السياسي"، للبوليساريو وبانتهاء دورها في الملف وفي العملية السياسية ككل، حسب وصفه.

مراصد "ناسا" تكتشف كنزا "متخفيا" في الصحراء الأفريقية القاحلة... صور وفيديو
وأشار أنه لا يمكن الحديث عن أي مستقبل لـ"البوليساريو" في أية مباحثات قد تعلن عنها الأمم المتحدة، في ظل عملها خارج روح اتفاق وقف إطلاق النار، وخارج التزاماتها الدولية.

في الإطار ذاته قالت مليكة الشيكر رئيس منتدى المرأة العربية بالمغرب، إن المغرب خاض حربا ضروسا على المستوى السياسي فيما يتعلق بقضية الصحراء.

وأضافت في حديثها لـ"سبوتنيك"، أن المغرب عمل في إطار استكمال اعتراف المجتمع الدولي بوحدته الترابية، وأن هذه القضية بالنسبة للمغرب هي قضية وجود ومصير، الأمر الذي تطلب هذا التحرك والذي نتج عنه رفع التمثيل من الدبلوماسية في الأقاليم الصحراوية.

وأوضحت أن التحرك المغربي والتمثيل الدبلوماسي صاحبه تساقط بعض الاعترافات السابقة البوليساريو، وأن قطع الطريق عند معبر الكركرات فشل وأنها اضافت للمغرب بشأن التأييد الدولي لموقف المغرب كما جاءت مواقف العديد من العواصم الدولية.

وترى أن زيارة الملك محمد السادس تجسد أهمية السياسة الخارجية المغربية القائمة على منطق رابح رابح، والتعاون والمصالح المشتركة، ويؤكد صلابة موقف المغرب تجاه قضية الصحراء، خاصة أن هذه الزيارة تجسد رؤية الملك تجاه إفريقيا ومن الجانب الآخر تؤكد التجاوب الإفريقي ورغبته في التعاون مع الدولة المغربية ودعمه على كافة المستويات.

طائرة أمنية تركية تجلب عضوا من منظمة "غولن" من داخل دولة عربية أفريقية
هجمات البوليساريو

على الجانب الآخر تقول جبهة البوليساريو أنها مستمرة في التصعيد ضد المغرب.

وقالت الجبهة إن مقاتلي جيش التحرير الصحراوي يواصلون لليوم الثاني عشر على التوالي استهداف معاقل وتخندقات "جنود الجيش المغربي" بما وفته بـ جدار الذل والعار"، حسب ما أكده البلاغ رقم 12 لوزارة الدفاع الوطني.

وفي 16 أكتوبر/تشرين الأول 1975 أعلن المغرب تنظيمه "المسيرة الخضراء" باتجاه منطقة الصحراء. وفي يناير/كانون الثاني 1976 أُعلن عن قيام "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" بدعم من الجزائر.

وتأسست الجبهة في 20 مايو/ أيار عام 1973 بهدف إقامة دولة مستقلة في الصحراء الغربية.

مناقشة