ولم تبد الإمارات أي تفاعل رسمي مع إعلان المصالحة، سواء بالقبول أو الرفض، ما أثار لغطًا سياسًيا، خاصة بعد تدوينة السياسي البارز، مستشار ولي عهد أبوظبي السابق، الدكتور عبد الخالق عبد الله – والتي حذفها مؤخرًا- التي قال فيها:
إن "قطار المصالحة الخليجية لن يتحرك مليمترًا واحدًا بدون علم وبدون موافقة وبدون مباركة الإمارات المسبقة".
وكانت الكويت، قد أعربت الجمعة، عن "سعادتها باتفاق حل الخلاف بين الأشقاء، والحرص على التضامن الخليجي والعربي". وقال أمير دولة الكويت في بيان له إن "الاتفاق يعكس تطلع الأطراف المعنية إلى تحقيق المصالح العليا لشعوبها". وتوجه الشيخ الصباح بالتهنئة والتقدير لقادة الدول الخليجية على تحقيق تلك الخطوة التاريخية، كما تقدم بالشكر إلى كل من دعم جهود الوساطة التي قامت بها دولة الكويت.
مصالحة خليجية أم سعودية؟
اعتبر وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، في تغريدة على تويتر "بيان دولة الكويت خطوة مهمة نحو حل الأزمة الخليجية"، فيما قال نظيره السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، في تغريدة على "تويتر" إن المملكة تنظر ببالغ التقدير لجهود دولة الكويت الشقيقة.
كشف وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان، عن توقعاته بحل الأزمة الخليجية "المرضي للجميع". وتوقع بن فرحان التوصل قريبا إلى اتفاق نهائي بشأن الأزمة الخليجية، مؤكدا أن شركاء المملكة على الخط نفسه بهذا الصدد.
ولفت إلى أن "جميع الأطراف المعنية ستكون مشاركة في الحل النهائي"، مضيفا أنه يتصور حلا يرضي جميع الأطراف. وتوقع بن فرحان أن "يحدث ذلك قريبا"، مؤكدا أن"المفاوضات جارية بشأن مصالحة أوسع".
السعودية والإمارات
الدكتور جاسم بن ناصر آل ثاني، المحلل السياسي القطري، وعضو اللجنة الأوروبية للقانون الدولي، إن "الإعلان عن المصالحة الخليجية، التي تمت مؤخرًا وأعلنت عنها الكويت والسعودية وقطر، ستكون خلال مؤتمر قمة مجلس التعاون في البحرين".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "هذه المصالحة قد تبدأ بمراحل، أولها وضع آلية لحل الخلاف، ثم فتح المجال الجوي بين دول الخليج، يتبعها الحدود البرية".
تشمل كل الأطراف
من جانبه قال المحلل السياسي السعودي، يحيى التليدي، إن "فكرة مجلس التعاون الخليجي تاريخيا قامت على ضرورة تفرضها الحاجة إلى الأمن الجماعي ضد الأخطار المشتركة، واليوم يشعر الخليجيون بأنهم يواجهون هذه الأخطار، وهي تخصهم جميعا، ليس بالضرورة بأشكالها الواضحة المباشرة، بل أن في تقلبات المشهدين الإقليمي والدولي ما يدفع بهم إلى إعادة قراءة المواقف الاستراتيجية وفق أبجدية أخرى".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "دول الخليج تؤمن بأن أمنها جماعي، وأن هناك حاجة لإعادة رصّ الصفوف ووضع حاجز أمام أجندات خارجية تخترق الجدار الخليجي، فالجميع يدرك أنه لا يمكن التعويل دوما على الغرب والولايات المتحدة لتوفير أمن المنطقة".
وتابع: "اليوم تبدو اللحظة مواتية للعبور نحو إنهاء الخلاف وإعادة بناء البيت الخليجي وفق قواعد أخرى لا تسمح بتساهل أو تسيب أو تجاوزات قادت إلى هذه القطيعة، وتبدو المرحلة الماضية مليئة بالدروس، التي تفرض على قطر قبل غيرها أن تعيد قراءة ما تغيّر في هذا العالم وما طرأ على مزاج أهل الخليج أنفسهم".
وبشأن إتمام المصالحة بعيدًا عن الإمارات، قال: "الأكيد أن هذه المصالحة ليست ثنائية بين الرياض والدوحة بل تشمل كل أطراف الأزمة ولا تستثني أحدا والسعودية إنما تمثل بقية دول المقاطعة في مشاورات حل الأزمة وذلك ما أكده وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الذي قال: "نتعاون بشكل كامل مع شركائنا فيما يتعلق بهذه العملية".
واستطرد: "يبقى التساؤل هل قبلت قطر بتنفيذ مطالب دول المقاطعة أم كانت هناك تسوية أخرى اتفق عليها الطرفان؟ بلا شك أن دول المقاطعة ستكون أكثر تشدداً في مسألة الضمانات المقدمة من الكويت والولايات المتحدة حتى لا تكون كسابقاتها وتلتزم قطر بتغيير سياستها وتنفيذ التزاماتها".
وكانت الدول الأربع (السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر) أعلنت، في يونيو/ حزيران 2017، قطع علاقاتها مع قطر وفرض إغلاق عليها، ووضعت 13 شرطاً للتراجع عن إجراءاتها وقطع العلاقات، فيما أعلنت الدوحة رفضها لكل ما يمس سيادتها الوطنية واستقلال قرارها، مؤكدة في الوقت نفسه استعدادها للحوار على قاعدة الندية واحترام السيادة.