هل يعني هذا اقتراب الإعلان عن خروج السودان من قائمة الإرهاب...أم أن الخرطوم تعرضت لخديعة كبرى من قبل واشنطن؟
يقول رئيس حزب المستقلين القومي التلقائي، المرشح الرئاسي السابق في السودان البروفيسور مالك حسين، إن السودان لا يوجد فيه أي نوع من التضييق على الحريات الدينية والمعتقدات في أي عهد سابق أو حالي، فكل إنسان له الحق أن يتعبد بمعتقده كما يشاء، وهذا الأمر معروف في البلاد عبر التاريخ والكل يعلم ذلك جيدا.
تصنيف ظالم
وأضاف لـ"سبوتنيك"، أنه لا معنى لرفع اسم السودان من القائمة السوداء الأمريكية التي تضع فيها الدول التي بها تضييق على المعتقدات، لأنه لم يكن هناك تضييق والوضع والتصنيف هذا كان ظالما، وإلا فما الذي تغير في وضع السودان الآن، أما إن كانت واشنطن تستند إلى بعض القوانين التي تم سنها مؤخرا بشكل غير دستوري بغرض تغيير مزاج الشعب واهتماماته فهذا أمر له أهدافه التي لن تتحقق.
وتابع مالك، لم يكن هناك تغييرا في قوانين الأحوال الشخصية، فالمسلمون مرتبطون في ميراثهم وزواجهم ومعاملاتهم وما يتصل بالموت والأنساب بعقيدتهم الدينية وفق قانون الأحوال الشخصية، الذي لا يتغير، لأن تغييره يعني تغيير العقيدة وهو ما لن يتخلى عنها السودان، لأن تغييرها سوف يجبر الناس للذهاب إلى علماء الدين بعيدا عن قوانين الدولة.
وأكد رئيس حزب المستقلين أن رفع اسم السودان من تلك القائمة ليس له أصداء ولا تأثير، لأن هذا الأمر غير موجود في السودان أصلا، حيث يوجد لدينا كنائس ومعابد وهناك وثنيين "عبدة الأصنام"، وهناك فئات ليست لها أي معتقدات من الأساس والجميع يعيش في سلام في البلاد منذ قرون طويلة ولم تفرض عليهم عقيدة أو دين بعينه، هذا افتراء، والولايات المتحدة كان يجب عليها أن تتحدث عن رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب التي يعاني كل الشعب بسببها من الغلاء والجوع والمرض والموت نتيجة المجاعات، الولايات المتحدة غير موضوعية فيما تتخذه من قرارات.
وأوضح حسين أن القائمين على شؤون البلاد لديهم علاقات مع واشنطن ومستفيدين منها ولهم أعمال ومصالح هناك، وهم في الأساس من وضعوا السودان في قائمة الإرهاب دون أن يفكروا في مصير الشعب.
فخ التطبيع
من جانبه قال القيادي في حزب "المؤتمر الشعب" السوداني الدكتور كمال عمر، إن الولايات المتحدة والمجتمع الأوروبي يعرف أن بالسودان حريات دينية مكتملة لجميع المعتقدات، حتى القوانين السودانية لا تحمل أي عنصرية، والآن هناك حريات دينية لا مثيل لها في العالم الإسلامي والعربي.
وأضاف لـ"سبوتنيك"، من الواضح جدا أن الأمريكان أوقعوا بنا في "فخ"، بأن قمنا بالتطبيع مع إسرائيل بدون مقابل، وكعادتهم فإن دول العالم الثالث لا قيمة لها عندهم، رغم أننا دفعنا ثمن كبير من سيادتنا بعد أن تم التأثير على الحكومة الانتقالية بمقابل وهمي.
خديعة كبرى
وأكد عمر أن ما حدث هو جزء من سياسة التسويف والخداع تجاه السودان، وأمام السودان الآن فرص كبيرة لمراجعة حتى قرار التطبيع، فما حدث من عملية الرفع من القائمة السوداء للحريات الدينية يخالف ما تم الاتفاق عليه مع الحكومة، حيث اتفقت حكومة حمدوك مع الإدارة السودانية على أن يكون مقابل التطبيع هو الرفع من قائمة الإرهاب، لذا فما قامت به واشنطن هو "خديعة كبرى"، حيث أرادت الإدارة الأمريكية الراحلة استغلال هذا الأمر في الانتخابات التي لم تنجح فيها، والأمور كلها قد كٌشفت.
وأوضح القيادي بالمؤتمر الشعبي أن الحكومة الحالية هى حكومة ضعيفة وغير مستندة على ظهير شعبي، لذا فإن احتمال تراجع الحكومة عن قراراتها هو احتمال ضعيف.
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو: “جرى سحب السودان من اللائحة بفضل الخطوات المهمة التي اتخذتها الحكومة الانتقالية التي يديرها مدنيون، للتصدي للانتهاكات الصارخة، المنهجية والمتواصلة لحرية المعتقد، التي وقعت في ظل النظام السابق”.
في إشارة إلى القرارات الجديدة للحكومة الانتقالية التي منها التعهّد بإعادة الكنائس، ودور العبادة اليهوديّة والتوقيع على المعاهدات الدولية المخالفة للشريعة الإسلامية.
يذكر أن آخر قرار للحكومة في هذا الاتجاه كان إعلان عطلة رسمية في كافة أنحاء السودان بمناسبة عيد “الكريسماس
قانون "الحريات الدينية الدولية" تم الإعلان عنه في العام 1998 بهدف الترويج للحريات الدينية كسياسة خارجية أمريكية.
ويسمح هذا القانون للولايات المتحدة باتخاذ تدابير بحجة الانتهاكات التي تتصل بالحريات الدينية في دول أجنبية.
ولم تكن السودان الدولة الوحيدة التي أزيل اسمها من القائمة بل أيضا روسيا وجزر القمر وأوزبكستان، دول أخرى تم تحويلها لقائمة “المراقبة الخاصة” للحكومات التي سبق لها وأن انخرطت أو تساهلت مع انتهاكات خطيرة للحرية الدينية.
البيان الذي أعلن عن التصنيف الجديد للسودان في القوائم الأمريكية أعلن أيضا عن عدة جماعات ككيانات ذات مخاوف خاصة منها الجماعات الجهادية كجبهة النصرة والقاعدة وحركة الشباب المجاهدين وطالبان وجماعات أخرى كأنصار الله وبوكو حرام وغيرها.
ومنذ 21 أغسطس/ آب من العام الماضي، يشهد السودان، فترة انتقالية تستمر 39 شهرا تنتهي بإجراء انتخابات، ويتقاسم السلطة خلالها كل من المجلس العسكري، وقوى "إعلان الحرية والتغيير"، قائدة الحراك الشعبي.