وجاء ذلك في مقال نشره أقطاي في صحيفة "يني شفق التركية": "مصر بلا شك واحدة من أهم قلاع العالم الإسلامي، لكن زيارة السيسي تعتبر في الوقت ذاته رسالة دعم وتأييد لمن أساء للمسلمين عامة ولنبي الإسلام محمد (صلى الله عليه وسلم)، وأغضب العالم الإسلامي برمته".
وتابع:
نعم، إننا نتحدث عن الصورة التي جمعت بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي في مؤتمر صحفي، وعن السجاد الأحمر الذي فُرش للسيسي الذي يوجد هناك ضمن زيارة رسمية.
وأضاف: "في المؤتمر الصحفي الذي عُقد في قصر الإليزيه، قال ماكرون إن فرنسا لا تريد إضعاف قدرة مصر على مكافحة الإرهاب في المنطقة، ولذا فإنها ستواصل بيع الأسلحة لمصر. هذه الكلمة (مكافحة الإرهاب) هي اللعبة القذرة لفتح الطريق نحو ارتكاب جميع أنواع انتهاكات حقوق الإنسان".
خلال زيارة الرئيس المصري إلى فرنسا، والتي جرت مطلع هذا الأسبوع، بدعوة من الجانب الفرنسي، اعتذر ماكرون للمسلمين عن الرسوم الساخرة المسيئة لنبي الإسلام، وقال إنها
مواقف فردية تعبر عن ناشريها ولا تعبر عن توجهات الدولة الفرنسية.
وعلق السيسي عقب تصريحات ماكرون، بالقول: "المهم حين نعبر عن رأينا ألا ننتهك القيم الدينية، لأنها أعلى من القيم الإنسانية، فالأخيرة نحن صنعناها، أما الأولى فهي سماوية ومقدسة وتسمو فوق كل القيم. لا يمكن أن تعبر عن رأيك بجرح مشاعر الملايين".
وقال ماكرون إنه تحدث مع السيسي حول مسألة حقوق الإنسان في مصر، وأنه يدرك الضغط الذي تتعرض له مصر في مواجهة الإرهاب. في الوقت ذاته أكد الرئيس المصري حرص بلاده على تعزيز العلاقات العسكرية والأمنية وبرامج ونظم التسليح مع فرنسا.
فيما قال الرئيس المصري إنه "من غير اللائق التحدث عن الحكومة المصرية بأنها عنيفة ومستبدة فيما يتعلق بمنظمات المجتمع المدني. مصر لديها أكثر من 55 ألف منظمة مجتمع مدني وجميعها تعمل بلا قيود في البلاد، إذ أن مصر وشعبها ليسا دولة استبدادية بل يعملان على استقرار المنطقة".
وفي نهاية اللقاء، يوم الاثنين، شكر ماكرون، السيسي، على زيارته لباريس وسط الحملة المناهضة لفرنسا، قائلا: "بما أن فرنسا كانت ضحية لحملة كراهية ومقاطعة أججها تصاعد التطرف، فأنا ممتن لرئيس دولة عربية ومسلمة كبيرة جدا (مصر) لمنحنا شرف الزيارة اليوم".