وتظاهر آلاف الإسرائيليين، ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مطالبينه بالاستقالة. وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن هذا هو الأسبوع الـ 25 الذي تتواصل فيه الاحتجاجات المطالبة باستقالة نتنياهو بدعوى فشل حكومته في التعامل مع التداعيات الاقتصادية لجائحة كورونا، فضلا عن اتهامه بقضايا فساد.
تظاهرات مستمرة
وتظاهر الآلاف أمام المقر الرسمي لنتنياهو في شارع بلفور بمدينة القدس، كما تظاهر الكثيرون في مدينة تل أبيب وعلى الجسور والتقاطعات في مناطق مختلفة بإسرائيل.
واعترض مؤيدون لنتنياهو، المحتجين في إحدى المسيرات التي كانت بطريقها إلى شارع بلفور وألقوا عليهم البيض، كما اندلعت اشتباكات محدودة بين أنصار ومعارضي نتنياهو.
وألقت الشرطة الإسرائيلية القبض على 10 متظاهرين واقتادتهم للتحقيق قبل أن تطلق سراحهم لاحقا.
وتشهد إسرائيل أزمة سياسية في ظل تصويت الكنيست بالقراءة التمهيدية على حل نفسه، تمهيدا للذهاب إلى انتخابات ستكون الرابعة منذ أبريل/ نيسان 2019.
ويحتاج أي مشروع قانون إلى التصويت عليه بـ 3 قراءات ليصبح ساريا.
ويواجه نتنياهو تهما بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة في 3 قضايا فساد، بدأت محاكمته بها في 24 مايو/ أيار الماضي.
تأثيرات قوية
قال محمد حسن كنعان، القيادي في القائمة المشتركة وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق: "ما يحدث من تظاهرات ومحاولات حل الكنيست وانشقاق النواب عن حزب الليكود سيؤثر تأثيرا مباشرا على نتنياهو، ويمنعه من الاستمرار في سدة الحكم".
وتابع: "استطلاعات الرأي تؤكد أن نتنياهو يواجه صعوبات كبيرة في تشكيل حكومة جديدة، خاصة في ظل التظاهرات المستمرة والتي تطالبه باعتزال العمل السياسي والخضوع للمحاكمة".
انهيار تدريجي
وقال أيمن الرقب، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، إن "انشقاق جدعون ساعار عن حزب الليكود واعتباره المنافس الأكبر، بمثابة زلزال أكبر وضربة قوية لنتنياهو".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك": "في حال تم إعادة التصويت على حل الكنيست سيكون أمامنا خيارين، إما تشكيل حكومة طوارئ وطنية بعيدة عن نتنياهو، أو الذهاب لانتخابات رابعة".
وأكد أن "الحزب الجديد سيكون أكثر يمينية من حزب الليكود، وقد يجذب أصوات من أحزاب يمينية"، مضيفا: "أما في حال تم التصويت على بقاء حكومة نتنياهو وغانتس، سيكون التصويت صعبا ومعقدا، إلا إذا قامت القائمة العربية بالامتناع عن التصويت أو التصويت لصالح الحكومة الحالية".
وقال أيمن الرقب: "احتمالية بقاء حكومة نتنياهو باتت ضعيفة، والأرجع أنه من الممكن أن تذهب إسرائيل لجولة انتخابات رابعة خلال شهر مارس/ أذار المقبل، حيث تتقلص فرص نتنياهو خاصة في ظل ملفات الفساد والتظاهرات التي تلاحقه".
وبشأن ملفات التطبيع وإمكانية أن تصب في صالح نتنياهو، قال: "هذه التحركات لم تؤثر بنسبة 1 في المئة على أصوات الناخبين في دولة الاحتلال الإسرائيلي، لكن المجتمع الإسرائيلي فاسد بطبعه، وقد يعيد انتخاب نتنياهو، لكن في النهاية هو ينهار تدريجيا ويخسر منصبه في رئاسة الوزراء".
وقدم القيادي البارز في حزب "الليكود" الإسرائيلي جدعون ساعار، استقالته من الكنيست، معلنا عن تأسيسه حزبا سياسيا جديدا في مواجهة نتنياهو.
وساعار هو أحد أبرز وجوه حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وشغل مناصب وزارية في حكومات الأخير بين عامي 2009 و2014.
وقالت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي إن "خطوة ساعار تشكل هزة سياسية ذات مغزى، خاصة في ضوء التوقعات بانضمام شخصيات يمينية بارزة إلى الحزب الجديد".
وأضافت أن استطلاعات الرأي العام الإسرائيلي تشير إلى حصول الحزب الجديد على 10 مقاعد بالكنيست المكون من 120 مقعدا.
ونوهت بأن الحزب الجديد سيضعف من قوة "الليكود" الذي تشير الاستطلاعات إلى أنه كان سيحصل على 27 - 30 مقعدا قبل الإعلان عن الحزب الجديد.
ووجه ساعار انتقادات حادة إلى حزب "الليكود"، قائلا: "أصبح أداة للمصالح الشخصية للشخص المسؤول عنه، بما في ذلك الأمور المتعلقة بمحاكمته الجنائية".
وتابع: "لقد غير الليكود شخصيته بشكل كبير في السنوات الأخيرة ولم يعد بإمكاني دعم حكومة بقيادة نتنياهو أو أن أكون عضوا في حزب الليكود بقيادته، واليوم تحتاج إسرائيل إلى الوحدة والاستقرار ولا يمكن لنتنياهو تقديم أي منهما".