في المقابل قالت مصادر من داخل وزارة التربية الوطنية المغربية إن هذه التغييرات قد انطلقت منذ سنوات، ولا علاقة لها بما يحدث اليوم، مؤكدة استمرار التغيير مستقبلا.
لكن وبحسب موقع "هسبريس" المغربي فإن هذا التغيير سيشمل مناهج دراسية متعددة، وسيتضمن دراسة التراث والتاريخ اليهودي.
يذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كان قد أعلن اواخر الأسبوع الماضي، استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل، في إطار خطة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط، مع اعتراف واشنطن بالسيادة المغربية على منطقة الصحراء الغربية التي تتنازع الرباط وجبهة البوليساريو السيادة عليها.
وتبع ذلك، إعلان العاهل المغربي استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل في أقرب الآجال، وفق بيان صدر عن الديوان الملكي، مشددا على أن ذلك "لا يمس بأي حال من الأحوال، الالتزام الدائم والموصول للمغرب في الدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة، وانخراطه البناء من أجل إقرار سلام عادل ودائم بمنطقة الشرق الأوسط.
من جهته أكد فؤاد شفيقي، مدير البرامج المدرسية بوزارة التربية الوطنية، في تصريحات لإعلام محلي أن تغيير المناهج المدرسية وتناولها لمواضيع تهم اليهود المغاربة وتاريخهم وثقافتهم لا علاقة له بما يحدث من إعادة للعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.
وقال شقيقي: إن مراجعة المناهج انطلقت قبل سنوات، وتضمنت مقررات المستوى الابتدائي مواضيع عن اليهودية.
وتوقع وجود تغييرات في مقررات المستويات الأخرى خلال السنوات المقبلة، تماشيا مع دستور 2011 الذي يتحدث عن هوية متعددة الروافد سواء الأمازيغية أو الحسانية وحتى العبرانية.
وكانت وسائل إعلام محلية قد أكدت أن كتاب "المسار في الاجتماعيات" للصف السادس الابتدائي قد اشتمل على تعريف بالمكون اليهودي في تاريخ وحضارة المغرب.
أيضا فإن مقرّر "الجديد في الاجتماعيّات" المقرر على تلاميذ الصف السادس الابتدائيّ، بعنوان "المغرب في عهد العَلويّين" قد تناول عهد السلطان محمّد بن عبد الله، مؤسِّس مدينة الصّويرة، ويستشهد بالدّستور المغربيّ الذي ينص على أنّ المكوِّنَ العِبريّ يُعتَبَر أحد روافد الهويّة الوطنيّة، ويعرّف بعد ذلك بـ"بيت الذّاكرة"، الذي دشّنه الملك محمد السادس في شهر يناير 2020، قائلا إنّه: "فضاءٌ تاريخيّ، وثقافيّ، وروحيّ لحفظ الذّاكرة اليهوديّة المغربيّة وتثمينِها."
توجه وزارة التعليم المغربية لاقى استحسانا من قبل بعض الجمعيات والمؤسسات، حيث قالت جمعية ميمونة المهتمّة بالتراث اليهودي المغربي إنّ "تدريس تاريخ اليهود في المغرب كان حلم الراحل شمعون ليفي، وأندري أزولاي، والمتحف اليهودي المغربي بالدار البيضاء، وجميع أعضاء جمعية ميمونة… وتحقّق هذا الحلم".
وأشادت "اللجنة اليهوديّة الأمريكيّة" بالمغربِ، لافتة إلى أنها "الدولة الأولى في العالَم العربيّ التي جعلت ماضيها اليهوديّ جزءا من المناهج الدّراسيّة".