ويعد الرئيس الراحل هواري بومدين، واسمه الحقيقي محمد إبراهيم بوخروبة، ثاني رئيس للجزائر المستقلة، وقد ودعت الجزائر أحد أعظم رجالاتها بتاريخ 27 ديسمبر/ كانون الأول عام 1978.
وفي هذه المناسبة حيا المشاركون مواقف الجزائر الثابتة ودعمها للقضايا العادلة، مشيدين بمواقف الراحل الداعمة للحركات التحرريّة، ومبادئه التي ألهمت كفاح ونضال الشعوب نحو الاستقلال في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وبقاع أخرى من العالم. حسبما جاء عن الإذاعة الوطنية الجزائرية.
وشارك في الندوة الدبلوماسي الجزائري السابق، أول سفير للجزائر بجنوب أفريقيا، نور الدين جودي، الذي أكد بأن "الالتزام الثابت" للجزائر والرئيس الراحل بومدين تجاه حركات التحرر "أمر مقدس"، لاسيما في دعم كفاح الشعب الفلسطيني وكذا الشعوب تحت نير الاستعمار والتمييز العنصري في أفريقيا".
وأشار إلى أن هذه المواقف "ثابتة للجزائر واستلهمها الرئيس الراحل من أجدادنا، و الرئيس بومدين كان يردد دائما ان هناك "حربا ثانية مقدسة وهي تحرير افريقيا وفلسطين".
وأكد جودي، أن الرئيس الراحل "كان حريصا على ترسيخ القيم الثابتة للجزائر لدى الدبلوماسيين الجزائريين في دعم جميع حركات التحرر، سواء في أفريقيا أو آسيا وإلى غاية حركة التحرر في تيمور الشرقية بالرغم من علاقات الصداقة التي تجمع الجزائر بأندونيسيا".
كما أكد الدبلوماسي جودي، أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، "متمسك" بالموقف الثابت للجزائر في دعم القضايا العادلة, لاسيما "القضية الفلسطينية"، وهو "يسير على نفس خطى الرئيس الراحل بومدين".
وذكر جودي، بمقولة الرئيس الراحل هواري بومدين، في حوار أجراه مع جريدة "لوموند" الفرنسية ومفاده أنه "لا يوجد إلا دولتين لا تعترفان بوجود حدود بين الدول هما الكيان الصهيوني والمغرب".
كما ذكر بمقولة الراحل الرائدة "نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة" وأن "الجزائر تبقى على مبادئها مهما كان الثمن".
من جهته حيا سفير دولة فلسطين أمين مقبول، موقف الجزائر ورجالها من القضية الفلسطينية وموقف الراحل هواري بومدين الذي قال عنه أنه "لم يكن زعيما جزائريا فحسب وإنما كان قائدا عربيا وأفريقيا وإسلاميا، كما وصفة القائد الراحل "ياسر عرفات" مذكرا بدعمه للعديد من حركات التحرر في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية .
وقال إن "الشعب الفلسطيني يحفظ للشعب الجزائري وللجزائر مواقفهم الثابتة والداعمة لكل حركات التحرر وهي المواقف التي تتشبث بها "رغم الصعوبات" ، مؤكدا أن الجزائر" تقف في مقدمة الدول الداعمة للحرية والاستقلال".
وفي كلمته خلال اللقاء تحدث سفير الجمهورية الصحراوية، أحمد طالب عمر، نيابة عن الشعب الصحراوي وقال: إننا "نستحضر اليوم المآثر الكبيرة لهذه القامة الثائرة على الظلم والطغيان ومصدر إلهام لأجيال كاملة وللشعوب المكافحة مما يجعله "الزعيم الحي" الذي لم تثنيه العوائق والعقبات".
وأضاف السفير، أن الرئيس الراحل "قاد الدولة الجزائرية الفتية ودعم حركات التحرر وإنهاء الاستعمار من أجل عالم جديد أكثر عدلا، كما فعل مع أنغولا وموزمبيق وزيمبابوي وفلسطين والصحراء الغربية مما دفع بأحرار العالم إلى تسمية الجزائر بـ"مكة الثوار".
وتميزت الندوة بتقديم وسام الذكرى لسفيري فلسطين والصحراء الغربية، كما تم تكريم بشكل رمزي عائلة الراحل هواري بومدين، ممثلة في ابنة أخيه، فوزية بوخروبة.