بعد إطلاق منطقة التجارة الحرة... خبراء: الشراكة الروسية لها الأولوية في أفريقيا

بدأت القارة الأفريقية العام الجديد 2021 بتفعيل العمل ضمن منطقة تبادل، بحجم 3,4 تريليون دولار، بعد تأخر الانطلاقة لبضعة أشهر إثر جائحة كورونا.
Sputnik

بحسب الخبراء فإن بدء العمل مطلع العام الجاري، يساهم بنسبة ما في الحد من الأثار السلبية الناجمة عن جائحة كورونا، خاصة في ظل ضعف الإمكانيات الاقتصادية في معظم دول القارة.

روسيا ترسل 300 مدرب لمساعدة جمهورية إفريقيا الوسطى في تعزيز قدراتها الدفاعية
وفي ظل السباق العالمي نحو أفريقيا، يرى الخبراء أن الجانب الروسي هو صاحب الفرص الأكبر في ظل العلاقات القوية مع معظم دول القارة، والآلية الروسية في التعامل، التي تعتمد على الشراكة الجادة المفيدة للطرفين.

وبحسب الخبراء فإن منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية تجمع 1.3 مليار شخص في تكتل اقتصادي حجمه 3.4 تريليون دولار، وسوف تصبح ضمن أكبر مناطق التجارة الحرة منذ تأسيس منظمة التجارة العالمية.

في البداية قال السفير علي الحفني نائب وزير الخارجية المصري السابق، إن الآثار الاقتصادية بالمنطقة الأفريقية تستمر لفترة طويلة، خاصة في ظل ضعف الإمكانيات الكبيرة للتصدي لآثار الجائحة على مستوى القارة.

صعوبات الانطلاق

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن بداية العمل ستكون صعبة، وتستمر ربما حتى نهاية 2021، وهو ما يتطلب من المؤسسات الدولية التمويلية القيام بدور أكبر تجاه القارة الأفريقية، ودعم دولها للحد من التداعيات الاقتصادية.

 وأشار إلى أن الدول الأفريقية لم تتضرر بشكل كبير عل مستوى أعداد الإصابات والوفيات، إلا أن الأثار الاقتصادية كان لها أثرها الكبير والممتد.

وشدد على أن الجانب الروسي من أهم الشركاء في المنطقة، وأن مصر حرصت خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي على تعزيز العلاقات الروسية في المنطقة الأفريقية خاصة على مستوى الاقتصاد.

وأشار إلى أن العلاقات مع الجانب الروسي تحمل في طياتها الكثير من المنافع المتبادلة بين موسكو ومعظم دول القارة، وأن الرغبة مشتركة بين الجانبين.

منافسة أفريقية

من ناحيته قال الدكتور محمد عز الدين رئيس مؤسسة النيل للدراسات الأفريقية، إنه كان من المفترض أن يبدأ العمل بالاتفاقية خلال العام 2020، إلا أن جائحة كورونا أدت إلى تأخير الانطلاق.

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن التكتل سيعزز عملية التبادل التجاري والنمو الاقتصادي في المنطقة الأفريقية، ويعيد الاقتصاد الأفريقي لمكانته الحقيقية وخصوصيته على غرار الاتحاد الأوروبي.

الفرص الروسية في أفريقيا

روسيا تدرس إمكانية توريد اللقاح ضد "كوفيد-19" إلى مصر ودول أفريقيا
وأوضح أن الفرصة أمام القوى العظمى ستكون كبيرة في المنطقة الأفريقية، وأن الحظوظ والفرص الروسية هي الأعلى في المنطقة الأفريقية، خاصة في ظل جدية الجانب الروسي، وتعاونه بمبدأ الإفادة والاستفادة والربح للطرفين.

وشدد على أن معظم الدول الأفريقية تميل إلى التعاون مع الجانب الروسي بشكل أكبر من الدول الأخرى، وهو ما سيعزز الحضور الروسي في معظم الدول الأفريقية خلال الفترة المقبلة.

ووقعت جميع الدول الأفريقية، باستثناء إريتريا، على الاتفاقية الإطارية لمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، وصادقت على الاتفاقية 34 دولة. 

وقدمت 41 دولة من أصل 54 دولة أفريقية عضو في المنطقة جداول لتخفيض الرسوم الجمركية، حيث يجب على الدول الأعضاء إلغاء 90% من التعريفات الجمركية بينها وبين الدول، لمدة تصل إلى خمس سنوات للاقتصادات الأكثر تقدمًا أو 10 سنوات للدول الأقل تقدمًا، وسيحصل 7% يعتبرون "بأوضاع حساسة" على مزيد من الوقت، بينما سيسمح بوضع 3% من الدول في قائمة الاستبعاد، بحسب "فرانس بريس" .

وكان من المقرر بدء العمل بموجب منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية في أول يوليو/تموز الماضي، إلا أن جائحة كورونا دفعت نحو تأجيل عملية الإطلاق.

التعاون بين روسيا وأفريقيا

وفي 23 أكتوبر/ تشرين الثاني 2019، عقدت قمة روسيا – أفريقيا وهي القمة الأولى من نوعها والتي استضافها منتجع سوتشي، حيث وقع العديد من الاتفاقات بين روسيا والدول الأفريقية المشاركة في القمة.

وبحثت القمة والمنتدي الاقتصادي آفاق العلاقات بين روسيا ودول القارة، وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.

وقبل انطلاق أعمال القمة، عقد المنتدي الاقتصادي "روسيا-أفريقيا"، يومي 23 و24 أكتوبر 2019، وشارك فيه رؤساء الدول المشاركة، وممثلو الشركات التجارية الروسية والأفريقية والدولية.

مناقشة