وكشف الباحثون الأمريكيون في دراستهم التي تتناول في مجملها "مفارقة السمنة"، والتي نشرت، أمس الجمعة، في مجلة "ساينس أدفانسس" العلمية أن تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة، بما في ذلك الكعك ولحم الخنزير المقدد والجبن، قد يقلل من خطر الإصابة بالتهاب البنكرياس الحاد.
ووجد العلماء أن المستويات العالية من الدهون غير المشبعة المخزنة حول أعضاء البطن تولد المزيد من نوع معين من الجزيئات التي تسبب إصابة الخلايا والالتهابات، وحتى فشل الأعضاء في ممارسة وظائفها.
وأوضحوا في ورقتهم العلمية المنشورة أن
"ارتفاع نسبة الدهون غير المشبعة الغذائية يمكن أن يؤدي إلى تفاقم نتائج [التهاب البنكرياس الحاد] عند نسبة شحمية أقل من الأشخاص الذين لديهم نسبة أعلى من الدهون المشبعة في نظامهم الغذائي".
ويقول مؤلفو الدراسة من عيادات "مايو كلينك" في ولاية أريزونا الأمريكية، وكلية الطب بجامعة واشنطن في ميسوري: "تبدو السمنة أحيانا وقائية في المرض".
لكن لفت مؤلفو الدراسة الجديدة إلى أنهم لم يدرسوا عوامل أخرى تساهم في معدلات التهاب البنكرياس لدى البشر، مثل الجنس والخلفية الجينية ووجود أمراض أخرى.
وتوجد الدهون المشبعة في الأطعمة التي تستهلكها المجتمعات الغربية بكثرة، مثل الزبد وشحم الخنزير واللحوم الدهنية والجبن، بينما تتواجد الدهون غير المشبعة في الغالب في زيوت النباتات والأسماك، وتنتشر في الأنظمة الغذائية في آسيا وبعض أمريكا الجنوبية.
ويعتبر البيض والشوكولاتة الداكنة واللحوم والجبن، على سبيل المثال، أطعمة غنية بالدهون المشبعة، ولكنها تحتوي أيضا على الكثير من العناصر الغذائية والفيتامينات الحيوية.
وتعتبر الدراسة الأمريكية الجديدة مناقضة لما تنصح به إدارة الصحة العامة في بريطانيا بأن تناول الكثير من الدهون في النظام الغذائي، وخاصة الدهون المشبعة يمكن أن يرفع نسبة الكوليسترول، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
كما توصي مسودة المبادئ التوجيهية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية الجمهور بالحصول على أقل من 10% من السعرات الحرارية اليومية، ومحاولة استبدالها بأخرى غير مشبعة.
كما تنصح الإرشادات الحالية للحكومة البريطانية بخفض جميع الدهون واستبدال الدهون المشبعة ببعض الدهون غير المشبعة، كطريقة للحد من معدلات السمنة في البلاد.