قبلت محكمة العدل الدولية، التابعة للأمم المتحدة، بحسب ما أوردته على موقعها الرسمي، النظر في دعوى إيران ضد الولايات المتحدة على خلفية انتهاك معاهدة الصداقة والعلاقات الاقتصادية والحقوق القنصلية الموقعة عام 1955.
وطالب الجانب الأمريكي برفض الشكوى موضحًا أن طهران تشكل تهديدًا للأمن القومي الأمريكي.
وجاء في القرار: "من وجهة نظر المحكمة، لا توجد ظروف استثنائية من شأنها، أن تبرر اعتبار استئناف إيران غير مقبول... وترى المحكمة، أنه ينبغي رفض الاعتراضات، التي أثارتها الولايات المتحدة بشأن مقبولية الشكوى".
وفي 3 أكتوبر/ تشرين الأول 2018، صوتت محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة على رفع عقوبات واشنطن عن الأدوية والمواد الطبية والأغذية والطيران من إيران. بعد هذا القرار الصادر عن محكمة لاهاي، قررت الولايات المتحدة إنهاء معاهدة الصداقة لعام 1955 مع إيران.
ورفضت محكمة العدل الدولية في لاهاي، اعتراضا أمريكيا يدعي عدم اختصاصها بالنظر في دعوى إيرانية حول رفع العقوبات التي تفرضها واشنطن على طهران، وهو الحكم الذي أثنت إيران عليه واعتبرت أنه يظهر شرعية مطالبها.
وأكدت المحكمة التابعة للأمم المتحدة بأغلبية أعضائها، وفق نص القرار المنشور على موقعها الإلكتروني، أن من اختصاصها النظر في الدعوى الإيرانية التي تدعو لرفع العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران بسبب ملفها النووي والصاروخي.
وأقامت السلطات الإيرانية الدعوى بعد انسحاب الولايات المتحدة عام 2018 من الاتفاق النووي وإعادة فرض عقوبات اقتصادية على طهران، وهي الدعوى التي اعتبرت المحكمة الدولية أن لها الحق في النظر فيها استنادا إلى اتفاق الصداقة الموقّع بين طهران وواشنطن عام 1955، بحسب ما نشرته صحيفة "طهران تايمز" الإيرانية الناطقة باللغة الإنجليزية.
وردت الإدارة الأمريكية السابقة آنذاك بإلغاء ذلك الاتفاق مع إيران، لكن محكمة العدل الدولية استمرت في نظر الدعوى حتى أصدرت قرارها اليوم.
وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية، سعد خطيب زاده، في بيان عقب قرار المحكمة "على الرغم من أن الحكم الصادر اليوم عن محكمة لاهاي يتعلق بمرحلة التحقيق، إلا أنه يظهر شرعية مطالب الجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذه المرحلة ، وبهذا النجاح ستدخل القضية المرحلة النهائية للبت فيها".
فيما أكد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في تغريدة على تويتر، أن الحكم "انتصار قانوني لإيران"، مضيفا أن "الوقت قد حان لأن تفي الولايات المتحدة بالتزاماتها الدولية".
واعترضت الولايات المتحدة في وقت سابق على قبول المحكمة الدولية الدعوى الإيرانية معتبرة أن طهران تمثل "تهديدا خطيرا" للأمن الدولي، ولكن تم رفض تلك الاعتراضات بحسب قرار اليوم من المحكمة، والتي أكدت اختصاصها في تناول الدعوى.
ومن المنتظر أن تستمر المحكمة في نظر القضية وقد يستغرق الأمر شهورا أو سنوات حتى صدور الحكم النهائي.