وعلى الرغم من تركيز المسبار على الشمس، إلا أن كوكب الزهرة نجح في كونه جزءا من هذه المهمة، وذلك باستخدام جاذبيته لثني مدار المركبة الفضائية أثناء تحليقها بالقرب من الشمس في محاولتها لدراسة الرياح الشمسية بالقرب من مصدرها، بحسب ما ذكر الموقع الرسمي للوكالة.
وخلال قيام "باركر" لمهمته وأثناء دورته الثالثة حول الشمس تمكن جهاز التصوير الواسع النطاق الخاص به من التقاط صورة مذهلة للجانب الليلي من الكوكب على بعد 7693 ميلا منه.
وقد تم تصميم المسبار ليتمكن من التقاط صور للإكليل الشمسي والغلاف الشمسي الداخلي خلال الضوء المرئي، إضافة لصور الرياح الشمسية وهي تقترب من المركبة الفضائية وتطير بها.
وأما بالنسبة لكوكب الزهرة، فالميزة البارزة في الصورة الملتقطة هي "أفروديت تيرا" وهي أكبر منطقة مرتفعات على سطح الكوكب وتظهر فيها هذه الميزة بسبب انخفاض درجة حرارتها نحو 30 درجة مئوية، وهي أبرد من جميع المناطق المحيطة بها على الكوكب.
وقال "براين وود"، عالم الفيزياء الفلكية وعضو فريق ويسبر من مختبر الأبحاث البحرية الأمريكية في واشنطن العاصمة، أن المسبار استوعب بشكل فعال الانبعاث الحراري لسطح كوكب الزهرة.
وقد أعادت هذه الملاحظة الفريق إلى المختبر لقياس حساسية الجهاز لضوء الأشعة تحت الحمراء، فإذا كان بإمكان المسبار بالفعل التقاط أطوال موجات الأشعة تحت الحمراء القريبة من الضوء، فإن هذه القدرة ستوفر فرصًا جديدة لدراسة الغبار حول الشمس وفي النظام الشمسي الداخلي.
ولا يزال الفريق ينتظر تلك الصور الملتقطة ليتمكن من تحليلها ويختبر مدى صحة فرضياته بالنسبة لإمكانيات المسبار.
وأما بالنسبة للمسبار الشمسي باركر فهو جزء من برنامج "العيش مع النجوم" التابع لوكالة "سانا"، والذي يهتم بدراسة جوانب النظام الشمسي، التي تؤثر بشكل مباشر على الحياة والمجتمع.