بعد إخلاء "العرجة" الحدودية بين الجزائر والمغرب... ما السيناريوهات المحتملة؟

حالة من الترقب الحذر في الشارعين المغربي والجزائري بشأن الاحتقان الحاصل على المستوى السياسي بين البلدين.
Sputnik

الأشهر الأخيرة تفاقم فيها الخلاف بدرجة كبيرة، خاصة بعد الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية.

رئيس وزراء المغرب يدعو إلى تطبيق الدستور 

المشهد المتأزم بين البلدين منذ سنوات يرى البعض أن أزمة منطقة العرجة تعبر عن وصوله لمرحلة حرجة بين البلدين، فيما يرى الخبراء أن الأزمة لا ترتبط بالتوترات الحاصلة بين البلدين منذ سنوات.

وتقع العرجة على بعد نحو عشر كيلومترات من مدينة فكيك المغربية الحدودية مع الجزائر.

وما تم تداوله حتى الآن في العديد من وسائل الإعلام يشير إلى أن السلطات الجزائرية، طلبت بشكل رسمي من مجموعة فلاحين مغاربة يعملون على أراضيها مغادرة منطقة حدودية على الجانب الجزائري، ما أثار موجة احتجاجات في إقليم فكيك المغربي احتجاجا على القرار.

المعلومات المتداولة حول الأزمة حتى الآن لم تصدر بشكل رسمي أو يعلق عليها المغرب بشكل رسمي، وهو ما يطرح المزيد من التساؤلات حول أسباب الصمت.

بحسب الخبراء فإن الموقف الحالي لا يمكن أن يترتب عليه أي تصعيد بين الجانبين في الوقت الحالي، خاصة أن الجانب المغربي لم يعلق على الأمر بشكل رسمي، فيما تحركت بعض الأحزاب والحركات السياسية في إطار مساندة العشرات من المزارعين.

القيادي بالحزب الحاكم في المغرب عبد العزيز أفتاتي، قال إن ما تقوم به بعض سلطات الجارة الجزائر غير مقبول، ويعيد إلى الذاكرة ومآسي أواسط سبعينيات القرن الماضي.

في حديثه لـ"سبوتنيك"، يرى أن الإجراءات التي تم الإقدام عليها من جانب واحد تتنافى مع الإخوة والجوار، وتتنكر لمقتضيات العيش المشترك، خاصة بين ساكنة ضفتي الشريط الذي يفترض التعاون والتساكن واقتسام ما هو متوفر.

خطوة قانونية

من الجانب الجزائري يقول رضوان بوهيدل أستاذ العلوم السياسية إن المنطقة ليست ضمن الأراضي المتنازع عليها، وإنها ضمن الأراضي الجزائرية.

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الجزائر كانت سمحت باستغلال الأرض من قبل المزارعين المغاربة من باب حسن الجوار، إلا أنه على ما يبدو أنها اكتشفت زراعات مخالفة منها (زراعة القنب الهندي)، وهي ممنوعة في الجزائر.

تمديد الإغلاق يهدد القطاع السياحي في المغرب... خبراء يحذرون من العواقب

وأوضح أن غياب أي تصريح أو رد رسمي من الجانب المغربي، يؤكد تفهمها للقرارات الجزائرية على أرضها.

وأشار إلى أن المزارعين استجابوا للمطالب الجزائرية بإخلاء الأرض حتى لا يقعوا تحت طائلة القانون والاعتقال، خاصة أنهم كانوا يقومون باستغلال غير مشروع من خلال زراعة الحشيش.

التوتر الواقع بين المغرب والجزائر ليس له علاقة بقضية العرجة، هذا ما يؤكده أستاذ العلوم السياسية الجزائري، وأن عدم رد الجانب المغربي يؤكد صحة الموقف المغربي.

ويقول مزارعون مغاربة وممثلون عن هيئات من المجتمع المدني المحلي، إن وفدا من سلطات عسكرية ومدنية جزائرية قدم إليهم وأعطى  المزارعين المغاربة مهلة لمغادرة ضيعاتهم.

وبحسب "هسبريس" المغربية، بدأ الفلاحون المغاربة بالفعل بإخلاء أراضيهم وجمع معداتهم، مؤكدين أنه "يوم أسود" وطالبوا الحكومة المغربية بـ"توضيح حقيقة ما يجري للرأي العام المغربي".

ونقلت الصحيفة المغربية عن بعض الفلاحين تأكيدهم أن الجزائر "تواصل اقتطاع أراض مغربية بعدما فعلت نفس الشيء مع منطقة زوزفانة".

بدروها، نفت صحيفة "الخبر" الجزائرية جميع الأخبار المتداولة في الصحافة المغربية مؤكدة أن المعلومات "لا أساس لها من الصحة".

وترتبط المنطقة في ذاكرة الشعبين بما عرف بـ"حرب الرمال" التي اندلعت بعد عام واحد على استقلال الجزائر وامتدت لمئات الكيلومترات بين فكيك المغربية وتندوف الجزائرية.

ويتخوف البعض من أن تكون الأزمة الراهنة مقدمة لأزمة حدود مرتقبة، غير أن الخبراء من الجانبين استبعد مثل هذه الخطوة.

مناقشة