وأتى الرد المصري سريعا على لسان أحد كبار علماء الآثار في البلاد، عالم المصريات، زاهي الحواس، الذي فنّد المعلومات التي ادعى فيها علماء بولنديون اكتشاف "أول مومياء فرعونية حامل".
وأكد الحواس في تصريحات نقلها موقع "مصراوي" أن الاكتشاف هو "أمر طبيعي للغاية" وأن هذه الحالة التي لاقت اهتماما واسعا ليست المرة الأولى لمومياء مصرية حامل، حيث سجلت حالات سابقة.
وأشار الحواس إلى أن "الحالة الأولى والأقدم لمومياء حامل كانت عبارة عن هيكل عظمي لقزمة في مقابر العمال بناة الأهرام، ويعود عمرها إلى 4600 عام".
وبحسب الحواس، فإن الاكتشاف تم في عام 2010، أي قبل أكثر من 10 سنوات على الاكتشاف الحالي، وقال: "اكتشفنا هذه المومياء في مقابر العمال وكانت وقتها أول حالة من نوعها، وبالتالي الكشف الذي أعلنه العلماء البولنديين ليس جديدًا علينا".
الرد المصري لم يكن فقط من الحواس، حيث علقت أيضا المديرة السابقة لمركز بحوث وصيانة الآثار، وأستاذة الأنثروبولوجيا، الدكتورة سامية الميرغني، والتي أكدت الكشف عن مومياء حامل سابقا في جبانات الأهرامات.
وأشارت العالمة المصرية إلى أن "سبب وفاة هذه المومياء يعود لضيق الحوض أثناء الولادة مما تسبب في وفاتها وجنينها، وتم تحنيطه داخلها".
وقالت الميرغني: "رأينا ذلك أكثر من مرة عندما كنا نعمل في الجبانات الأثرية، ونجد بالفعل عظامًا صغيرة داخل منطقة الحوض لطفل، أو وجود أم مدفونة والطفل داخلها، وهذا أمر متكرر في الحضارة المصرية".
وحول الحزم التي ظهرت بالصور الملتقطة بالأشعة، قالت الميرغني إن "وجود هذه الحزم أمر طبيعي، لأنه تم تأريخ هذه المومياء في العصر البطلمي أي القرن الأول قبل الميلاد، وفي هذا الوقت بداية من الأسرة 21، بدأ المصريون تحنيط الأحشاء وإعادتها مرة أخرى داخل الجسد بدلا من وضعها داخل الأواني الكانوبية".
وأتت تعليقات العلماء في مصر بعد إعلان علماء بولنديون اكتشاف أول مومياء لامرأة حامل في العالم، بحسب التقارير التي تم تداولها بشكل واسع في وسائل الإعلام الأوروبية.
وكتب الباحثون في تقريرهم، أن "هذه الحالة هي الأولى من نوعها على الإطلاق، وعلى الأرجح عاشت المرأة في زمن حكم كليوبترا"، لتأتي بعدها تعليقات العلماء المصريين التي تؤكد أنها ليست الاكتشاف الأول في العالم.